المبعوث الأممي للصحراء المغربية يبحث عن صيغة توافقية لإنهاء النزاع

  • 11/29/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك - أكد المبعوث الأممي للصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا عزمه العمل على إيجاد صيغة توافقية لتسوية النزاع في الصحراء، مشيرا إلى أنه مستمر في إجراء مشاورات مع جميع الأطراف الفاعلة في هذا الملف ومشددا على أن وظيفته هي "محاولة تسهيل التوصل إلى صيغة متفق عليها"، بينما تتحرك الجزائر على مسار معاكس لجهود دي ميستورا في محاولة للتشويش على اي جهد يدفع لتسوية سلمية للنزاع في الصحراء. وفي حوار أجرته معه إذاعة الأمم المتحدة أكد دي ميستورا أنه لن يستسلم أبدا حتى إنهاء مهمته التي عيّن من أجلها، في إشارة إلى الدفع باتجاه حل سلمي للنزاع المستمر منذ عقود، مؤكدا أنه يعمل بعقل منفتح مع جميع الأطراف من أجل اعطاء دفعة للمفاوضات السياسية. وتأتي تصريحات المبعوث الأممي وسط مساع لكسر جمود المفاوضات ضمن الموائد المستديرة والتي من المفترض أن تضم إلى جانب المغرب وجبهة البوليساريو كلا من الجزائر وموريتانيا باعتبارهما طرفين في النزاع وهو أمر يكتسي أهمية بالغة في سياقات المعالجة الدبلوماسية للصراع المستمر منذ أكثر من أربعة عقود. والجزائر تحديدا جزء من المشكلة وطرفا عمق النزاع وعطل جهود التسوية السلمية وفق مقترح المغرب للحكم الذاتي تحت سيادته وهو المقترح الذي بدأ يأخذ زخما دوليا وإقليميا كأساس واقعي والأقرب للتطبيق لإنهاء النزاع. ورغم الجهود المكثفة التي أطلقها دي ميستورا قبل وبعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يلزم كافة الأطراف بالتشاور والحوار لحل النزاع، فإن مفتاح التصعيد أو التهدئة والمضي قدما نحو الحل السلمي يبقى بيد الجزائر التي تحرص على عرقلة المسار التفاوضي وفق آلية الموائد المستديرة. ويرفض الطرف الجزائري إلى حدّ الآن العودة للانخراط في هذه الآلية ويصر على حصر مفاوضات حل النزاع بين البوليساريو والمغرب، في موقف يعكس رغبة التعطيل وهو ما دفع الأمم المتحدة للدعوة والتأكيد على ضرورة أن تعمل الأطراف المعنية بالنزاع بـ"حسن نيّة" وهي الحلقة المفقودة من جانبي الجزائر والجبهة الانفصالية. وفي المقابل فإن الدبلوماسية المغربية ملتزمة بمقرارات الأمم المتحدة وباتفاق وقف إطلاق النار رغم انتهاكات البوليساريو الواسعة للاتفاق، مقدمة الحوار سبيلا للتسوية التي طال انتظارها وهي المقاربة التي تحظى بإشادة دولية.  وكثف المبعوث الأممي من تحركاته في الأشهر الأخيرة في محاولة لكسر جمود المفاوضات والدفع نحو إعادة تنشيط اللقاءات التشاورية على أمل حلحلة الأزمة، بينما تتحرك الجزائر على مسار معاكس من خلال الاستمرار في العناد من جهة والبحث عن حزام دعم إفريقي للبوليساريو لكسر عزلتها وسط تنامي الاعترافات الإقليمية والدولية بمغربية الصحراء. وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد دعا في تقريره السنوي حول النزاع في الصحراء المغربية جميع الأطراف للانخراط بحسن نية في المفاوضات السياسية لانهاء النزاع، معلنا استعداد المنظمة الأممية لعقد لقاءات مع جميع الأطراف المعنية بهذا الملف. وحذّر من  "خطر التصعيد بين الأطراف في المنطقة العازلة بعد وقف اتفاق إطلاق النار، ما يساهم في زيادة التوتر بالمنطقة"، في إشارة لانتهاك جبهة البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار بعد أن تحللت منه على خلفية إنهاء القوات المغربية قبل نحو عامين سيطرت عصابات البوليساريو على معبر الكركارات في أقصى جنوب المملكة.

مشاركة :