عمان - صدرت الطبعة الثانية لـديوان "شجرٌ اصطفاه الطير" للشاعر الزميل عمر أبو الهيجاء ضمن برنامج "مكتبة الأسرة الأردنية ـ القراءة للجميع" الذي تشرف عليه وزارة الثقافة بهدف نشر المعرفة واثراء مصادر الثقافة وتنمية ورفع مستوى الوعي لدى الأسرة الأردنية من خلال توفير الكتاب بجودة عالية وبأسعار رمزية، وجاء الديوان في زهاء 156 صفحة من القطع الوسط، مشتملا على مجموعة من القصائد من مثل: "ما تكدس من حبر الروح، رأيت ما رأيت، تهيئة للسيف.. أغنية للبداية، برد الكلمات، دم في عليين، حروف معاني، هكذا كما آراك، وجوه مرتعشة، شوارع يقظة، حمامات الكتابة، قصيدتان، وذاكرة الألوان". وعن "الانزياح الأسلوبي.. في ديوان شجرٌ اصطفاه الطير" يقول الناقد الدكتور إبراهيم خليل "من أبرز العلاقات التي يلجأ إليها الشاعر أبو الهيجاء في شعره علاقة الإضافة. ففي القصيدة المذكورة نجده يستعمل : خدر الغبار، ووهج السؤال، ودم اللحظات، وبهو الروح، وثلج الغياب، وسرائر التعب، ومهب الموت، وحدّ الليل، وطين الروح، ووسائد الأرض، ورعشة الرحيل، وجدول البدن، وصدر الريح، وقرارة الحكاية، وكأس الروح، وازدحام الخسارات، ومعصم الليل، وشوارع القلب، وحروف البياض، وأصابع اللغة، وحبل الأغنيات، ودهشة الأوراق، وجلد الرمل، وحقل العشق، وفضة الصباح، وجمر الليل، وكأس الوصال، وسلة الأحلام، وسلم الهوى، ووتر البكاء. ويناهز عدد المركبات الإضافية ذات الانزياح الدلالي نحو ثلاثين من خمسة وأربعين تركيبا اعتمد فيها الشاعر على الانزياح في قصيدة واحدة. الشاعر أحمد الخطيب في طبعته الأولى عام 2007، ضمن منشورات أمانة عمان الكبرى، تتمتع قصيدة عمر ابو الهيجاء في ديوانه "شجر اصطفاه الطير" بقوة اختيار وتخصيب مادة القول الشعري قبل الولوج الى القاموس الشعري الذي يتعامل معه أبو الهيجاء بحدود ديناميكية النص، وتتغير أحوال القصيدة في الديوان الذي يضم في جنباته نحو 13 قصيدة من حالة تستفزها المفردات الي حالة يستفزها الايقاع المتقطع الذي ينمو تدريجيا باتجاه تشكيل موسيقى شعرية هادئة كهدوء البحر قبل اندلاع الموج في حركاته. وتتناول القصيدة في الديوان جملة الانكفاء على الذات في بحثها عن العلاقات الحسيّة التي تجمع الشاهد الشعري مع المشهود التابع للإرث الذي ينهل منه معجمه الخاص، وكما تتوافر في قصيدة ابي الهيجاء جملة الانزياحات التي تخدم الصور الشعرية المركبة التي يسعى الى تمريرها باتجاه نمو المفردات التي تتلاحق بعيدا عن مركزية النص/ اللغة كمنتج افتراضي يبدأ بالمفردة وينتهي بالصورة. الناقد الدكتور أحمد البزور عن "ثنائيّة الحضور والغياب، في ديوان "شجرٌ اصطفاه الطير" بأن قصائد الشاعر عمر أبو الهيجاء الشعرية تنطوي على تجاذب وتداخل بين الثّنائيتين، ولا فاصل يقطع بينهما: الحضور والغياب، كما وتحتل المرأة مساحة واسعة في خطاب أبي الهيجاء الشّعريّ انطلاقًا من ترددها في نصوصه، إلى جانب أنّها تمثّل المحور الموضوعي والدّلالي الأكثر ظهورًا. والسّؤال المطروح في هذا الصّدد، يكمن في تحديد طبيعة علاقة الشّاعر بالمرأة، ومن زاوية نظر أخرى يمكن التّساؤل بسؤالٍ أكثر تحديدًا، عن كيفيّة تمثّل المرأة في النّصوص الشّعريّة وفق ثنائيّة الحضور والغياب. ومن أجواء الديوان نختار من قصيدة " تهيئة للسيف.. أغنية للبداية" حيث يقول: "انفذي في زَمنِ الضعفِ والخوفِ والترحالْ انفذي إلى جَسدِ السؤالْ واقرئي ضوءَ العيونِ انفذي للنهار نارٌ على نار زمنُ الحِصار و يا لغةً تُحاصِرُنا فنفرحُ كالطيورِ على شرفةِ الابحار رقصةُ للاشتعالِ لفراشةِ الوردِ والرعدِ ورقصةٌ للصغار ثَمةَ "خرطشةٌ" فوقَ النَوافذِ فِدائيٌ يَحتلُ شُرفَتُنا وامرأةٌ في فَصلِها الجديدْ أصابعُ للحُدودْ رقصةٌ للجُدودْ زَفافٌ أخيرٌ في أزقةِ المُخيمْ فرحُ مُتيمْ يدٌ على الزَّند مَنْ يَعشقُ الآن الجسدْ ويَكبرُ في الرحيلْ..؟ طيرُ الجليلْ رقصةٌ للسبيل ورقصةٌ للولدْ". ويذكر أن للشاعر عمر أبو الهيجاء صدر له العديد من الدواوين الشعرية منذ العام 1989، وهي: "خيول الدم"، "اصابع التراب"، "معاقل الضوء"، "أقل مما أقول"، "قنص متواصل"، "يدك المعنى ويداي السؤال"، "شجر اصطفاه الطير"، "أمشي ويتبعني الكلام"، "مختارات شعرية"، "بلاغة الضحى"، "ويجرحني الناي"، و"أُقبِلُ التراب".. الذي عن وزارة الثقافة الفلسطينية عام 2018 و فاز بجائزة الشاعر الراحل خالد محادين عن ديوانه "وأقبل التراب" عام 2019 التي تمنحها إدارة مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين، وصدر له في العام 2021 ديوان "سردٌ لعائلة القصيدة" وشارك في العديد من المهرجات الشعرية محليا وعربيا، وترجمت بعض قصائده إلى الفرنسية والإنكليزية والكردية والهولندية.
مشاركة :