محبو طه محمد علي ينتظرون طبعة عربية شاملة لـ'عاشق صفورية'

  • 11/26/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عن دار راية للنشر والترجمة في فلسطين والشارقة وبيروت تصدر خلال الفترة القريبة طبعة عربية جديدة من الأعمال الكاملة للشاعر الفلسطيني الكبير الراحل طه محمد علي، بعد مرور 12 عامًا على تقديم دار راية الطبعة الأولى من أعمال "عاشق صفورية" مع انطلاق مشروعها في نشر الأدب الفلسطيني ربيع 2011. يعتبر طه محمد علي أحد أهم وأعذب الشعراء الفلسطينيين والعرب المعاصرين، ولد في صفورية عام 1931، ونشأ فيها حتى أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948، حيث اضطرت عائلته أسوة بكثير من العائلات الفلسطينية للنزوح إلى لبنان، لتعود العائلة بعد عام إلى الناصرة، حيث سيقيم طه ويعمل حتى رحيله فيها مساء الثاني من أكتوبر/تشرين أول 2011. علّم طه نفسه بنفسه وأجاد اللغة الإنجليزية وقرأ فيها كما تحول دكان التحف والهدايا الذي امتلكه في سوق الناصرة القديم إلى منتدى ثقافي مفتوح خلال الخمسينات والستينات وأحد الأمكنة الأساسية التي شهدت ولادة أجيال من الكتاب والمبدعين الفلسطينيين الباقين في وطنهم، في زمن لم تكن المنتديات الثقافية والأمسيات الاحتفالية تقليدا معروفًا وخلا الحيّز العام من مساحات لمثل هكذا نشاطات في ذروة التضييق السياسي على فلسطينيي الـ48، خلال فترة الحكم العسكري (1948-1967). لفت طه محمد علي الأنظار إلى قصيدته منذ وقت مبكر، لأنها كانت مختلفة عن سائد الشعر الفلسطيني في النبرة والمقولة والبنى الفنية والجمالية، ورغم أنه نشر أولى مجموعاته الشعرية وهو على مشارف الستين من العمر، إلا أن الأصداء الطيبة لإبداعه سرعان ما وصلت إلى القارئ العربي والأجنبي، حيث قوبلت قصائده المترجمة إلى الإنجليزية والفرنسية على وجه الخصوص بحفاوة كبيرة لدى القارئ العادي والمختص على السواء. وتقع الأعمال الكاملة لصاحب "حريق في مقبرة الدير" في 560 صفحة وتشتمل على مجموعاته الشعرية والقصصية الصادرة في حياته، بالإضافة إلى الكتاب الأخير الذي أسماه الشاعر "قصص، خواطر وأساطير" وهو مجموعة من النصوص الشعرية والسردية والحكايا التي انتهى الشاعر من العمل عليها قبل رحيله ولم يتح له إصدارها في حياته. وكانت عائلة الشاعر قد نشرت هذا الكتاب، الأخير، ضمن الطبعة التكريمية من أعمال الشاعر الكاملة التي أصدرتها العائلة عام 2014 في الذكرى الثالثة لرحيله. من جهته قال الشاعر والناشر بشير شلش، مؤسس دار راية ومديرها: إن صدور طبعة عربية من أعمال الشاعر الكبير طه محمد علي حدث مفرح على أكثر من مستوى، بالإضافة إلى القيمة المعرفية في توفير الأعمال الكاملة لأحد أهم التجارب الشعرية العربية، نشعر في دار راية بفخر خاص ونحن نقدم الطبعة الأشمل من أعمال أبي نزار، لأن الطبعة الأولى من أعماله كانت الكتاب الأول الذي انطلق به مشروع راية في تقديم الأدب الفلسطيني بقالب جمالي جديد مع انطلاق الدار في حيفا ربيع 2011. وأضاف شلش: نشهد انتباهة نقدية وجماهيرية قوية منذ صدور أعمال الشاعر، حيث عادت حياته وأعماله الأدبية لتكون مرتكزًا لعدد من الأعمال المسرحية المحلية والعروض – المسرحية الشعرية التي ما تزال تعرض وتتداول إلى اليوم، رغم مرور أكثر من عقد على إنتاجها، كما أن الفترة التي أعقبت رحيله شهدت حضور مشروعه الشعري في عدد من العواصم العربية، سيما المختارات الشاملة التي اختارها الشاعر المصري محمود خير الله وصدرت في القاهرة عن سلسلة "إبداع عربي" باسم "صبي الفراشات الملوّنة" وشكّلت أهم اعتراف أدبي عربي بتجربة طه الأدبية الغنية والمختلفة.

مشاركة :