القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء إجراء تجربة ناجحة لصاروخ بعيد المدى لاعتراض صواريخ كروز، بينما تواجه تل أبيب تهديدات مستمرة من قبل إيران التي تحري بدورها تجارب صاروخية فيما يبدو انه سباق تسلح. وقال بيان للجيش انه "للمرة الأولى تم إنجاز عملية اعتراض ناجحة بصاروخ بعيد المدى "لاراد"، من سفينة صواريخ من طراز ساعر 6 ضد هدف يحاكي صاروخ كروز متقدم". وأجرى التجربة سلاح البحرية الإسرائيلي بالتعاون مع مديرية الأبحاث وتطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية التابعة لوزارة الدفاع والصناعات الجوية الإسرائيلية، بحسب البيان. ووفق المصدر نفسه، "الصاروخ الاعتراضي يشكل جزءًا من الغلاف الدفاعي الجوي لسفن صواريخ من طراز ساعر 6، التي تشكل ركيزة أساسية في الدفاع عن الموارد الإستراتيجية في المياه الاقتصادية لدولة إسرائيل". وأفاد بأن الصاروخ المختبَر "قادر على التعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات والمسيّرات وصواريخ كروز وصواريخ أرض - بحر". ولفت الجيش في بيانه إلى أن التجربة جرت في البحر، دون تحديد الموقع بينما تشير التقديرات بان التجربة تمت في المتوسط. ويجري الجيش الإسرائيلي تجارب متعددة على صواريخ ومنظومات اعتراضية، منها "سهم" و"مقلاع داود" و"القبة الحديدية". وتاتي هذه التجارب في خضم تهديدات ايرانية باستهداف اسرائيل حيث يطلق قادة الحرس الثوري الايراني بين الحين والاخر تحذيرات بشن هجمات صاروخية على اسرائيل وذلك بعد ان هدد مسؤولون عسكريون وسياسيون في اسرائيل بشن هجمات تطال المواقع النووية الايرانية بعد جمود المفاوضات في فيينا. وتنتقد القوى الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تعاون ايران فيما تؤكد مخابرات الجيش الاسرائيلي بان طهران قادرة على صنع القنبلة النووية في ظرف اقل من سنتين في حال لم يتم منعها. وتجري ايران كذلك تجارب صاروخية في استعراض للقوة في المنطقة وفي رسالة شديدة اللهجة ضد أعدائها خاصة اسرائيل والولايات المتحدة وكذلك بعض دول الخليج المتضررة من الانتهاكات الإيرانية المتكررة في المنطقة وخاصة في المياه الاقليمية. والشهر الحالي أعلنت السلطات الإيرانية تجربة صاروخ باليستي فرط صوتي بنجاح فيما شككت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" في التجربة. كما اكدت طهران كذلك انها طهران إنها اختبرت الصاروخ قائم 100، وهو أول مركبة إيرانية يتم إطلاقها على ثلاث مراحل، وسيكون قادرا على وضع أقمار صناعية تزن 80 كيلوغراما في مدار على بعد 500 كيلومتر من سطح الأرض. وتعمد ايران لتسليح ميليشياتها في المنطقة على غرار الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة لاستهداف دول في المنطقة. وساهمت المخاوف بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية في قرار أميركي في عام 2018 أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015. وتصاعدت في الآونة الأخيرة الهجمات التي تطال المصالح الإسرائيلية حيث قامت طائرة مسيرة يعتقد انها إيرانية باستهداف ناقلة نفط على ملك رجل أعمال إسرائيلي في مياه عمان وسط مخاوف من تحول مثل هذه الهجمات الى حرب واسعة. وعقدت إسرائيل اتفاقيات للتعاون العسكري مع عدد من دول المنطقة على غرار الإمارات العربية والبحرين والمغرب عقب عقد اتفاقيات سلام معها في 2020.
مشاركة :