محمد إقبال (9 نوفمبر 1877 - 1938)، هو شاعر الشرق وفيلسوف الإنسانية، ولد في سيالكوت في البنجاب من أسرة برهمية كشميرية الأصل، اهتدى أحد أسلافه فيها إلى الإسلام قبل حكم الملك المغولي الشهير (أكبر)، ونزح جد إقبال إلى سيالكوت التي نشأ فيها محمد إقبال ودرس اللغة الفارسية والعربية إلى جانب لغته الأردية، رحل إقبال إلى أوروبا وحصل على درجة الدكتواره من جامعة ميونخ في ألمانيا، وعاد إلى وطنه ولم يشعر إلا أنه خلق للأدب الرفيع والشعر البديع وكان وثيق الصلة بأحداث المجتمع الهندي حتى أصبح رئيساً لحزب العصبة الإسلامية في الهند ثم العضو البارز في مؤتمر الله أباد التاريخي، حيث نادى بضرورة انفصال المسلمين عن الهندوس، ورأى تأسيس دولة إسلامية اقترح لها اسم باكستان، توفي إقبال 1938 بعد أن ملأ الآفاق بشعره البليغ وفلسفته العالية، غنّت له أم كلثوم إحدى قصائده وهي «حديث الروح». في عام 1905، ذهب إقبال إلى أوروبا وبدأ دراسته بكلية اللاهوت، جامعة كامبردج. استطاع أثناء تواجده في انجلترا أن يمارس القانون أيضاً. استفاد إقبال بشكل خاص من جو كامبردج العلمي ومن النقاشات التي أجراها مع طلبتها المتميزين مما أسهم في تطور فكره وتفتح آفاقه. لم يكتف إقبال بالدراسة في كامبردج، بل تابع دراسته في جامعة ميونيخ وهناك حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة بأطروحة حملت عنوان «تطور الميتافيزيقيا في بلاد فارس»، عمله الآخر باللغة الإنجليزية كان كتاب «تجديد الفكر الديني في الإسلام»، الذي نشر في عام 1928. عاد إقبال إلى شبه القارة في شهر يوليو 1908م بعد أن قضى مدة في أوروبا ما بين دراسات علمية وزيارات لدول عربية وإسلامية، وأفادته هذه المدة في التدرب على منهج البحث والإلمام بالفلسفة الغربية ـ ومكث في لاهور، وقدم طلب لتسجيله محاميًا لدى القضاء الرئيسي، وتم تسجيله بالفعل، ولكن في مايو 1909 عُيِّنَ أستاذًا للفلسفة في كلية لاهور، ولم توافق المحكمة في أول الأمر على أن يتولى منصبين في الحكومة، ولكنها في نوفمبر 1909م وافقت على تعيينه، وصدر قرار تحت عنوان: «الموافقة على تعيين محامٍ في المحكمة كأستاذ مؤقت في كلية الحكومة، وكان ذلك استثناءً لإقبال، وهذا يصور لنا مدى أهمية إقبال ومكانته في البلاد. واستمرت هذه الثنائية حوالي عامين ونصف استقال بعدها من العمل بالتدريس؛ ليكون أكثر تفرغًا للمحاماة وممارسة القانون؛ وذلك نتيجة لحبه الشديد لمهنة المحاماة والدفاع عن الحقوق، ولم يعتزل إقبال التدريس نهائيًا؛ حيث كان يتابع المؤتمرات والاجتماعات التي كانت تعقدها الجامعة؛ حيث كان له دور واضح في إصلاح حالة التعليم في بلده في هذا الوقت. ترك لنا إقبال ثروة ضخمة من علمه قلما تركها أحد مات في مثل سنه ومن آثاره ـ أو ما وصل إلينا منها: عشرون كتابًا في مجال الاقتصاد والسياسة والتربية والفلسفة والفكر وترك أيضاً بعض الكتابات المتفرقة وبعض الرسائل التي كان يبعث بها إلى أصدقائه أو أمراء الدول، ذلك إلى جانب روائعه من الشعر والتي استحق أن يسمى بسببها (شاعر الإسلام). ويقول الشيخ أبو الحسن الندوي: «ومن دواعي العجب أن كل هذا النجاح حصل لهذا النابغة، وهو لم يتجاوز اثنين وثلاثين عامًا من عمره». تُوفي محمد إقبال في 20 من صفر 1357 هـ -21 من إبريل 1938م، ودفن في لاهور.
مشاركة :