(رحمك الله يا أبا فخري)

  • 12/1/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

د.رانيا خليل أبوعليان ..لا زلت أذكر ذاك المساء كأنه الأمس…طفلة كنت أنا لا تتجاوز السادسة من العمر..كُنَّا عائدين من زيارة لمنزل جدي “فخري أبوعليان” ونسير باتجاه السيارة في مثل هذه الأيام ذات عام…كان جسدي الهزيل يرتجف من البرد وأنا أسير بين أبي والعم “أحمد فخري”…أحمد فخري الشاب العسكري الفتيّ..صاحب الهيبة والحضور الآسر لكل من يعرفه جيداً والذي كان يرافقنا من منزلهم للسيارة…وحين شاهد ارتجافي برداً.. خلع معطفه زيتي اللون المكسو داخله فروًا ووَضَعَه على جسدي المترجف بردًا ليُغطيني بالدفء كُلي وليبدأ هو بفرك يديه والارتجاف من شدة البرد بعد أن أعطاني محبةً وطِيبًا ما كان يُدفئ جسده في برد يوم شديد البرودة لا يقوى أحد على دفع شدة بردوته…نعم “أحمدفخري أبوعليان” كان ذاك المُعطي والكريم الجواد لكل من حوله وبكل حب وعطاء…اليوم هو في دار الحق عند من لا يُظلم عنده أحد..اللهم وسِع قبره وكمازَرع في قلبي الدفء تلك الليلة وفي قلوب من حوله العطاء والمحبة طوال حياته..فجازه يا الله جنةً عرضها السموات والأرض ..ووسع قبره جزاءً لما كان مُوسعا على كل من عرفه…وأعطِه الجنة بلا حساب فقد كان مُعطيا. مرت سنين عمري مذ كنت طفلة في السادسة ..وأوشكت أن أصبح جدة..ولا زلت كلما رأيته..أستشعر ذاك الدفء الذي أهداني إياه في إحدى ليالي الشتاء الباردة حين خلع سترته وظل مرتجفًا هو من البرد ليدفئني…رحمك الله يا “أبا فخري” فكم عز علينا فراقك…نسأل الله لك ِدفئا لا يفتر..ونورًا في وحشتك..وجزاء المحسنين عند الله فقد كنت مُحسنا لكل من عرفك. “رحمك الله أبا فخري الغالي” 1/12/2022 د.رانيا خليل أبوعليان

مشاركة :