على الرغم من التحذيرات المتكررة، إلا أن معدلات الإصابة بالسمنة في أوساط الأطفال في ازدياد، وتزداد الخطورة إذا أخذنا بعين الاعتبار الاستمرار في تجاهل النشاط الرياضي والنظام الغذائي غير الصحي. وفي الوقت الذي كشف فيه المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وقاية)، إن نسبة انتشار السمنة بين الأطفال بلغت 24% بين البنين، و14% بين البنات، أوضح مجلس شؤون الأسرة أن نسبة السمنة بين الأطفال في سن الدراسة تصل إلى 9.3%. ورأى أطباء مختصون أن أهم مسببات انتشار السمنة في المجتمع العوامل الوراثية وقلة النشاط الرياضي والنظام الغذائي غير الصحي، مؤكدين أنه يقع على عاتق الأسرة مسؤولية كبرى للتوعية المبكرة بخطر السمنة على الأطفال لتفادي مضاعفاتها السلبية عليهم مستقبلاً. الأغا: السمنة تؤدي للسكر وأمراض الشرايين يقول أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، إن السمنة لدى الأطفال واليافعين تعتبر إحدى أخطر المشكلات الصحية في الوقت الحالي، وتلعب عادات أكل الطفل ونوعية الأغذية التي يتناولها دوراً في حدوث البدانة المفرطة، وكشف «الأغا» أن أهم مخاطر السمنة عند الأطفال هي إمكانية تعرضهم للإصابة بالسكري النمط الثاني، داعياً إلى اتباع النمط الصحي في الغذاء والحرص على ممارسة الرياضة لتجاوز مرحلة مقاومة الأنسولين وتفادي التعرض لداء السكري. وشدد على أهمية الدور الأسري في عدم تجاهل حالات الأطفال الذين يشكون السمنة، وعلاجها بالطرق الصحية، حتى لا يصل الطفل إلى مرحلة مضاعفات السمنة ومنها أمراض المرارة، والجهاز الهضمي، اضطرابات الدورة الشهرية لدى الفتيات والتشخير واختناق التنفس بالنوم، وأمراض الشرايين وزيادة احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما تشمل المضاعفات ارتفاع ضغط الدم، آلام المفاصل والأربطة، بجانب التأثيرات النفسية التي تتمثل في حدوث الاكتئاب من نظرة طلاب المدرسة له على أنه بدين، وقد يؤدي ذلك إلى العداء والتصرفات غير المحببة، وتأخر التحصيل العلمي، الإحساس بالنقص، اعتزال الزملاء والميل للوحدة، الإحباط، الخجل. وشدد البروفيسور «الأغا» على ضرورة الاستمرار في تنفيذ برامج توعوية عن طريق الإعلام والمدرسة عن الغذاء الصحي ودور الرياضة في الوقاية والعلاج، ومن العوامل المساعدة لتجنب البدانة وضع جدول صارم ومحدد لأوقات الطعام وعدم تناوله أمام التلفزيون أو الأجهزة الإلكترونية، والتقليل من شرب عصائر الفاكهة المعلبة وإن خلت من السكر وتجنب المشروبات الغازية. بكر: ممارسة الرياضة 30 دقيقة يومياً يشير استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه إلى عدة عوامل وراء سمنة الأطفال، من أهمها اختلال الطاقة في أثناء الطفولة والمراهقة؛ حيث تتراكم الدهون الزائدة عندما يتجاوز إجمالي إنتاج الطاقة معدل الاستهلاك، نتيجة نمط الحياة الخاملة، وعدم كفاية النشاط البدني، ولكن الأسباب التي تجعل الأطفال يعانون السمنة المفرطة تشمل العوامل السلوكية مثل تناول الطعام بكميات كبيرة، وقضاء كثير من الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية، وقلة ممارسة الأنشطة البدنية، كما تزداد فرص إصابة الطفل بالسمنة عندما يكون أحد الوالدين على الأقل يعاني من المشكلة. ويجب أن يزاول الأطفال نشاطًا بدنيًا معتدل الشدة لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل، ومن الأنشطة المناسبة المشي السريع، وقفز الحبل، والسباحة، ولعب كرة القدم. ويمكن مواجهة المشكلة بتعديل النمط الغذائي وتعويد الطفل على الأكل الصحي وممارسة الرياضة، والحد من تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، وتشجيع الطفل ومكافأته عند التزامه بالعادات الصحية. أما الطفل السمين جداً فيكون علاجه تحت إشراف أخصائي تغذية علاجية وفي حال الفشل في إنقاص الوزن قد يكون التوجيه بالعلاج الدوائي، أو إجراء الجراحة. الشريف: 3 حلول لمواجهة زيادة الوزن من جانبه قال استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف: يجب عند ملاحظة أي زيادة في وزن الطفل عدم تجاهل الأمر، لأنه مع مرور الوقت قد يصبح وضعه صعباً ولا يمكن علاجه بالحمية والرياضة. وأشار إلى (3) حلول لمواجهة زيادة الوزن عند الأطفال هي إتباع النمط الغذائي الصحي، والاعتماد بشكل كبير على تناول البروتينات والخضراوات والفواكه، وتجنب المشروبات الغازية والوجبات السريعة واللحوم المصنعة، وممارسة التمارين الرياضية كالجري والمشي والسباحة وغيرها بشكل يومي لمدة نصف ساعة للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية وحرق الدهون، اما الثالث فهوعدم التردد في الاستعانة بطبيب التغذية العلاجية لوضع برنامج مقنن للطفل في حال وجود صعوبات في متابعة إنقاص وزن الطفل منزلياً. ولتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من السمنة المفرطة يستخدم الطبيب مؤشر كتلة الجسم للطفل، للحصول على تصنيف نسبي ومؤشر كتلة الجسم هو مقياس للوزن بالنسبة إلى مربع الطول، فإذا كان مؤشر كتلة جسم الطفل 95% فأكثر فهو يُعد طفلًا بدينًا، وفي هذه الحالة قد يقوم الطبيب بفحص بدني كامل يشمل مستوى السكر في الدم، ضغط الدم، الدهون للوقوف على ارتفاع الكوليسترول في الدم، والدهون الثلاثية العالية، وانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد، كما يُعد الطفل يعاني زيادة الوزن، ويتعرض لخطر السمنة إذا كان مؤشر كتلة جسمه بين 85 و95 بالمئة، ففي هذه الحالة قد يتم فحص تاريخ العائلة المتعلق بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وارتفاع الكوليسترول الكلي، وداء السكري، والسمنة لدى الوالدين، والزيادة في مؤشر كتلة الجسم من سنة إلى أخرى. وخلص الشريف إلى القول: علاج سمنة الأطفال في الصغر يسهم في تقليل الأخطار، ويقيهم من زيادة الوزن والمشاكل الصحية عند الكبر، فمع السمنة تزداد فرص الإصابة بمعظم الأمراض والتي يتصدرها السكري النمط الثاني الذي يعتمد علاجه على الأدوية والحمية والرياضة. هويدا: المصابون بالسمنة عرضة للاكتئاب والقلق أوضحت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن، أن من أسباب حدوث السمنة العوامل النفسية، إذ قد يهرب الطفل من التوتر أو الضغط النفسي الذي يتعرض له من الأهل أو الآخرين من خلال تناول الطعام بكميات كبيرة ، دون أن يدرك خطورة ذلك. وتؤدي الشهية الزائدة المرتبطة بالحالة النفسية إلى تناول كمية كبيرة من الأطعمة عالية السعرات الحرارية باعتبار ذلك طريقة لتثبيط أو تخفيف المشاعر السلبية مثل الضغط النفسي والغضب والخوف والملل والحزن والوحدة، وقد تعمل كل من الأحداث الكبيرة في الحياة ومتاعب الحياة اليومية على تحفيز المشاعر السلبية؛ مما يؤدي إلى الشهية الزائدة. وأشارت إلى أن الأطفال المصابين بالسمنة أكثر عرضة للاكتئاب والقلق والعزلة عن الآخرين والتنمر، وانعدام الثقة بالنفس المرتبطة بالسمنة، كما تقل مشاركته في الحياة الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء، بجانب ذلك ينظر المجتمع لمرضى السمنة بصورة نمطية على أنهم كسالى وغير منتجين في المجتمع. وأكدت د.هويدا، أن الخيار الأمثل هو محاولة فقدان الوزن لتحسين الصحة العامة، وذلك باتباع الأكل الصحي، والحمية، وزيادة النشاط البدني والحركي، والنوم الصحي. %9 من طلاب المدارس مصابون بالسمنة. الناشري: يعانون التنمر وضعف الثقة بالنفس يتناول الباحث والأخصائي الاجتماعي طلال محمد الناشري، جانب الانعكاسات الاجتماعية للأطفال مشيراً أن الأطفال ذوي الوزن الزائد يتعرضون إلى التنمر من أقرانهم أو أصدقائهم أو في المدرسة فيصابون نتيجة ذلك بنقص في تقدير الذات وانعدام الثقة بالنفس، ويزداد لديهم خطر التعرض للانعكاسات النفسية وأهمها الاكتئاب والعزلة الاجتماعية والانطواء، بجانب مشكلات أخرى مثل ضعف التحصيل العلمي وعدم الاهتمام بأي أمور اجتماعية، بالإضافة إلى تجنب الأنشطة الترفيهية مع الآخرين. وشدد الناشري على ضرورة عدم تجاهل الطفل الذي يشكو من زيادة الوزن أو السمنة وعرضه على الطبيب المعالج حتى لا تزداد معاناته مع مرور الوقت، إذ لا تتوقف مشكلة السمنة عند الأطفال على الجوانب الصحية فقط بل تمتد لتشمل الانعكاسات النفسية والاجتماعية. سمنة الأطفال في المملكة %24 نسبة الإصابة بين البنين. %14 نسبة الإصابة بين البنات. 30 دقيقة للرياضة يومياً. السمنة تؤدي إلى أمراض السكر والقلب وضغط الدم. تؤثر على الحالة النفسية وتؤدي للإصابة بالحزن والاكتئاب. مرضى السمنة يعانون من التنمر والنظرة السلبية.
مشاركة :