الكويت - بدأت الكويت في إنتاج المحتوى السمعي البصري الخاص بها منذ ستينات القرن الماضي والذي كان في وقت مبكر مقارنة بدول أخرى في المنطقة، وبالتالي اكتسبت على الفور شعبية وإعجابا من دول الخليج المجاورة، إلا أنها لم تتوسع بسهولة لإنتاج أفلام سينمائية وإنما سيطرت الأفلام والإنتاجات الأميركية على دور السينما الكويتية لفترة طويلة إلى سنة 1971، حين صدر أول فيلم كويتي وهو “بس يا بحر” من إخراج الشاب خالد الصديق. لكن عقد الستينات من القرن الماضي ظل ينظر إليه على أنه كان عقد الانفتاح وبناء دولة الكويت العصرية، وسبقته مبادرات ومشاريع ومنابر ثقافية متعددة، حيث كانت المسارح الأهلية تزخر بالأنشطة وكانت حركة التعليم في أوج توسعها على مستوى الدولة. وفي هذا السياق، استعرض مختصون ومهتمون في المجال الثقافي ملامح المشهد الثقافي الكويتي في فترة الستينات من نافذة سينما الأندلس وتاريخها الذي يمثل رافدا هاما وكبيرا من الحالة الثقافية في الكويت، وذلك في ندوة “المناخ الثقافي في الستينات من نافذة الأندلس”. حمزة عليان: دور السينما كانت دليلا على الثراء الثقافي في الكويت حمزة عليان: دور السينما كانت دليلا على الثراء الثقافي في الكويت وتأتي الندوة ضمن سلسلة ندوات “ذاكرة الأندلس” التي تعقد في مجمّع الأندلس، وشارك فيها رئيس تحرير مجلة “العربي” إبراهيم المليفي والكاتبة المسرحية فتحية الحداد وأدار الجلسة التي نظمتها “لوياك” بالتعاون مع مجمع الأندلس رئيسة مجلس إدارة “لوياك” فارعة السقاف والإعلامي حمزة عليان. وقالت السقاف إن “الندوة سلطت الضوء على ما عرض في سينما الأندلس كدلالة على المشهد الثقافي في الكويت في تلك الفترة والانفتاح ودرجة الحرية والتنوع والثراء الثقافي والوعي القومي واهتمام الحكومة بالشأن الثقافي ومواكبة الثقافة والفنون العالمية”. وتابعت أن الندوة تستخدم سينما الأندلس كنافذة على المناخ العام كونها أحد أهم المعالم في تلك الفترة، مؤكدة أن سينما الأندلس أهم منصة في الخليج تعرض المحتوى الفني من مسرحيات وعروض سينمائية وحفلات غنائية. وبيّنت أن الندوة تسلط الضوء كذلك على دور الصحافة والمجلات في تلك الفترة وما كانت تقدمه لإثراء المشهد الثقافي وتعزيزه في الكويت. بدوره قال المليفي إنه يشعر بالحنين إلى مرحلة الستينات، مبيّنا أنه لم يعشها لكنه عاش في إنجازات تلك المرحلة وما نتج عنها. وأكد أن هناك عقولا مدبرة ومثقفة وواعية جعلت المنصات الثقافية والترفيهية تتوزع في الكويت ومنها المسارح كمسرح كيفان والحدائق العامة، مبيّنا أن من جعل المسارح والحدائق في مناطق سكنية وقريبة من الناس والأطفال له رؤية تقدمية. وبيّن أن وجود المسارح في تلك الفترة وخاصة في المناطق السكنية يدل على وجود مجتمع متقبل وحاضنة للفكر الذي لم يرفض وجود المسارح والحدائق في المناطق وعقل لم يهتم في الاقتصاد والرياضة فقط بل كان يركز أيضا على الثقافة والفنون والآداب. وأشار المليفي إلى مجلة “العربي” التي ولدت آخر ديسمبر 1958 أي ما يقارب انطلاق سينما الأندلس في 1962، مبينا أن تلك الفترة كانت فترة مميزة في الكويت ومؤكدا أن الكويت كانت ولا زالت مهيأة إلى نهضة حضارية أخرى أكثر مما كانت عليه. بدوره استعرض عليان بعض ملامح الانفتاح الثقافي واستقطاب أصحاب الكفاءات العربية في الكويت مبيّنا أن الكويت كانت تحمل شعار “بلاد العرب” وكانت واحة مستنيرة في توجهاتها القومية. وأشار إلى تزايد دور السينما والمسرح وجمعيات النفع العام التي كانت مؤشرا على الثراء الثقافي إلى جانب استقطاب العقول العربية. من جانبها قالت حداد إن الثقافة في فترة الستينات كانت جذرية ومتشعبة في الوقت ذاته، فارتبطت السينما بالتعليم والرياضة والمسرح أيضا. وفي هذا السياق، تحدثت عن تداخل التخصصات وارتباطها بالسينما مستعرضة بعض المجلات التي كانت تكتب عن الأفلام التعليمية. يذكر أن عقد الستينات من القرن الماضي والمشهد الثقافي من بوابة الأندلس يقتضي الحديث عن النهضة السينمائية ثم انتقال العمل السينمائي في العام 1964 من وزارة الإرشاد والأنباء على التلفزيون ليتم منذ ذلك الحين إنتاج أفلام سينمائية.
مشاركة :