لكل شعب ثقافته الخاصة، ولكل أمة دينها ومعتقدها الخاص، وبين الدين والثقافة هناك القيم والأخلاق، وهناك العادات والتقاليد، والأمة المحترمة هي التي تحافظ على قيمها وأخلاقها، وترفض المساس بها، أو تطويعها بما يخالف الالتزام بها، ومن يشتط عن ذلك، ويمارس ما يخالفه، فهو كمن يغرد خارج كل جميل في حياته. * * وعندما تخرج بعض الدول عن هذا السياق، وتلزم غيرها بثقافتها، وتشرّع لما هو خارج نواميس الحياة الصحيحة، وتروّج لما يتعارض مع معتقدات الناس، ويخالف ثقافاتهم وأخلاقهم، باستغلال قوتها وهيمنتها على العالم، فهي دول غير محترمة لقيامها بمثل هذه الإملاءات القبيحة، والممارسات غير الأخلاقية. * * في كأس العالم في قطر كنا أمام مواجهة قطرية شجاعة لمنع كل ما يسيء إلى قيمنا وتقاليدنا، وقبل ذلك إلى ما يتعارض مع ديننا ومعتقدنا، حين حاول الغرب، وبالأخص الدول الأوروبية وأمريكا أن يفرضوا ثقافتهم، وممارساتهم غير الأخلاقية على هذا التجمع الرياضي الدولي في قطر، فكانت الدوحة على موعد مقدر لمواجهتهم, ومنعهم، والتصدي لهم، وكان ذلك انتصاراً قطرياً مدوياً يحسب ويسجل للقطريين. * * فقد حاول دعاة (المثلية) ومؤيدوها من الأوروبيين والأمريكيين أن يعمموها، ويروجوا لها، ويستثمروا أكبر تجمع رياضي وجماهيري بدولة إسلامية ليقولوا ها نحن هنا، فخيب الله مسعاهم، وفشلت كل محاولاتهم أمام إصرار السلطات القطرية على منع أي تصرف يخدش الحياء، وأي ممارسة تخالف القيم والأخلاق، وتلك التي لا تنسجم مع تعاليم إسلامنا الخالد. * * حاولوا بخبثهم استخدام كل الوسائل، ومن خلال كل الطرق لتمرير شعار الشواذ، وحقوق ما يسمى بمجتمعات (الميم) في ممارسة شذوذهم الجنسي، بما في ذلك التصرف الأرعن لوزيرة الداخلية الألمانية التي دخلت إلى الملعب بحجة مشاهدة مباراة ألمانيا واليابان، بينما كانت تخفي شعار المثليين داخل قميصها الداخلي المغطى بسترة خارجية، وما أن أخذت مكانها في الملعب إذا بها تنزع المعطف الخارجي، ليظهر شعار المثليين في تصرف أحمق، إمعاناً منها في مخالفة قوانين الدولة المضيفة، وفي مشهد كريه، وهي وزيرة داخلية في دولة أوروبية كبرى يفترض فيها أن تلتزم بقوانين الدولة المضيفة. * * في مشهد آخر، هناك صحفي أمريكي كان يرتدي قميصاً وعليه (قوس قزح) وهو شعار المثليين، فمنع من دخول الملعب، بقوة النظام والقانون القطري، وهناك أيضاً منتخبات كانت تعتزم ارتداء شارات شعار الشواذ على طواقمها في مباريات كأس العالم، وهي بريطانيا وأمريكا وهولندا وإسبانيا، لكن (الفيفا) خاطبهم قبل يومين من انطلاق بطولة كأس العالم بأنه سيتم إعطاء (كرت أصفر) لكابتن أي منتخب يرتدي هذا الشعار فتراجعوا عن ذلك. * * يسجل لقطر أنها تعاملت بقوة وحزم وذكاء مع هذا السلوك المشين وغير المقبول، فبينما كان هناك عمل لإفشال إقامة تنظيم البطولة في قطر من دعاة حقوق المثليين، ومؤيدي تعاطي الخمور، فقد نأت سلطات الدوحة بنفسها عن الرد عليهم في حينه، ولكن ما إن وصلت المنتخبات إلى الدوحة حتى وجد المعارضون لإقامة التنظيم في قطر أن الدوحة لم ولن تلتزم بثقافاتهم وأنها وضعتهم أمام الأمر الواقع، بتنفيذ كل ما يتعارض مع ما كانوا يطالبون به. * * وكان رئيس الفيفا، وهو الأوروبي الأصل، واضحاً وصريحاً بتأييد قطر في كل استعداداتها وتنظيمها للبطولة، وتأكيده على حقها في فرض قيمها وتقاليدها، وكل ما ينسجم مع معتقد شعبها، بما في ذلك منع أي مظهر أو مشهد يشير إلى دعم حقوق الشواذ، ومنع تعاطي الخمور والمسكرات، وافتتاح البطولة بآيات من الذكر الحكيم، بل إنه زاد على ذلك، بأن طالب أوروبا بالاعتذار على مدى ثلاثمائة سنة قادمة عن تصرفاتها، وهو موقف يؤكد على أن قطر، كانت على حق في كل تصرف منها لامس الاهتمام بالأخلاق والقيم والمعتقدات الدينية، وأن منع الشواذ من أي ظهور لهم في هذا المحفل الرياضي العالمي هو احترام للأكثرية ممن يستهجنون هذا السلوك، والتزام لا تحيد الدوحة عنه في إلزام كل من هو على أرضها بالتمسك والالتزام فيه.
مشاركة :