بعد اخفاقه في ركلته الترجيحية، عاش راشفورد موسماً صعباً في صفوف مانشستر يونايتد، خاض فيه 13 مباراة في الدوري الإنكليزي الممتاز وسجل 4 أهداف فقط، قبل ان يستعيد مستواه في الأشهر الأخيرة بإشراف مدرّبه الهولندي إريك تن هاغ الذي ساعده كثيراً ويؤمن بقدراته. انتزع مركزه في التشكيلة الرسمية لمنتخب "الأسود الثلاثة" المشاركة في مونديال قطر في اللحظة الاخيرة، علما بأنه غاب عن صفوف منتخب بلاده منذ إهداره ركلة الجزاء في نهائي البطولة القارية قبل 16 شهراً. وقد استفاد المنتخب الإنكليزي بأفضل طريقة ممكنة من الحالة النفسية الرائعة التي يعيشها راشفورد حالياً، وذلك خلال مباراة فريقه ضد ويلز بتسجيله هدفين رائعين أحدهما من ركلة حرة مباشرة، والثانية بمجهود فردي، اضافهما الى هدف في مرمى إيران سجله بعد 48 ثانية من نزوله احتياطيا، ليتساوى في صدارة ترتيب الهدافين برصيد 3 أهداف مع لاعبين آخرين أمثال الفرنسي كيليان مبابي والهولندي كودي خاكبو. وبالإضافة الى احتفاليته بالهدفين في مرمى ويلز فإنها كانت لحظة مؤثرة لراشفورد الذي رفع يديه الى السماء وقال في هذا الصدد لدى سؤاله عن المغزى من هذه الحركة "لقد خسرت أحد اصدقائي مؤخرا قبل يومين. عانى من معركة طويلة مع السرطان، أنا سعيد لأنني سجلت من أجله، لقد كان صديقاً مقرّباً لي وسنداً كبيراً. كان شخصاً مؤثراً في حياتي". ولا شك بأن راشفورد الذي شارك أساسياً للمرة الأولى في كأس العالم الحالية ضد ويلز، سجل نقاطاً ليخوض مباراة الدور ثمن النهائي ضد السنغال الأحد من البداية. أشاد به مدربه غاريث ساوثغيت بعد المباراة بقوله "كان التحدي كبيراً امامه. ذهبت لرؤيته خلال الصيف، وتحدثت معه طويلا". وتابع "كانت لديه افكار واضحة عن الامور التي يمكن ان يعمل عليها. تستطيعون رؤية السعادة من خلال عروضه مع ناديه في الآونة الاخيرة. تستطيعون رؤية ذلك أيضاً في تدريبات المنتخب الانكليزي. لدينا لاعب مختلف تماما من الذي كان معنا في نهائيات كأس اوروبا العام الماضي. انه امر رائع له ولنا". -المسرح الكبير- وكان لسان حال زميله في مانشستر يونايتد هاري ماغواير مماثلا بقوله "أنا سعيد من اجله، ينتمي راشفورد إلى المسرح الكبير". وأضاف "على مدى العام الماضي، كان خارج تشكيلة المنتخب الانكليزي لكنه استعاد مستواه هذا الموسم مع مانشستر يونايتد. انه لاعب في غاية الاهمية لنادينا". وتابع "غالباً ما تمرّ في فترات صعود وهبوط خلال مسيرة طويلة، لكن الأهم هو كيفية النهوض من الكبوة والاستمرار في بذل الجهود وقد قام بذلك على كامل وجه". واوضح "لا تستطيع الاشادة به كفاية، انه شخص رائع ولاعب عظيم. اعتقد بانه اثبت خلال المباراة ضد ويلز بانه ينتمي الى المسرح الكبير". أما زميله الآخر لوك شو فقال "يملك موهبة رائعة وفي بعض الأحيان لا أحد يستطيع مواجهته، وهذا ما اظهره مساء اليوم (ضد ويلز). لديه النوعية ليصنع الفارق. انه لاعب مدهش". يبقى أن يقود راشفورد منتخب بلاده الى الكأس المرموقة ليمحي نهائياً آثار الركلة المهدرة أمام إيطاليا ويرسّخ اسمه في تاريخ الكرة الانكليزية.
مشاركة :