يهرع القرويون الذين يكسبون قوتهم من المزارع في جنوب لبنان إلى زرع محاصيلهم لتعويض الوقت الضائع بعد أسابيع من اضطرارهم لتفويت بداية موسم الزراعة. وبينما تزرع زينب سويدان القمح في قرية ياطر بمنطقة تعرضت لضربات إسرائيلية خلال تبادل كثيف لإطلاق النار، قالت إنها تعمل بالزراعة وتنتج منها وتعيش عليها. وبحسب "رويترز"، بعد أن شهدت أسوأ أعمال عنف منذ حرب عام 2006، أصبحت المنطقة هادئة إلى حد كبير منذ يوم الجمعة، عندما اتفقت إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية على هدنة مؤقتة للصراع الذي كانتا تخوضانه في غزة على بعد نحو 200 كيلومتر. وبينما كانت طائرة مسيرة تحلق في السماء فوقها، قالت زينب سويدان إنها بقيت في منزلها طوال فترة الأعمال العدائية حتى بعد تعرض أرضها لبعض الأضرار. وقالت إن القصف يحدث حولهم وإن الطائرات شنت غارتين قربهم وبقوا في منزلهم ولم يخرجوا، مضيفة أنهم يريدون أن يظلوا على صمودهم. وكان من المفترض زراعة المحاصيل في بداية نوفمبر، لكن زينب تأمل ألا يؤثر التأخير على المحصول، معبرة عن أمنيتها في أن يكون كل شيء على ما يرام. وأصبحت زراعة الأراضي أكثر أهمية بالنسبة لكثيرين في لبنان منذ انهيار الاقتصاد هناك بسبب الانهيار المالي المدمر قبل أكثر من أربع سنوات. وقال موسى كوراني، وهو أب لأربعة أطفال يبلغ من العمر 55 عاما وكان يزرع القمح والفاصوليا والبازلاء: إن الناس بحاجة إلى الزراعة لأنهم لا يستطيعون شراء كل ما يحتاجونه. وأضاف: "علينا أن نزرع. لا يمكننا أن نبقى دون زراعة".
مشاركة :