أوليفييه جيرو.. هل يصبح الهداف التاريخي لفرنسا؟

  • 12/3/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تمكّن المهاجم أوليفييه جيرو من نسج قصته بتصميم وبصورة غير نمطية ليتحدى كل الصعاب والتحديات التي واجهته في مسيرته ويصبح على مشارف دخول التاريخ، حيث يكفيه تسجيل هدف واحد في مرمى بولندا، يوم الأحد، في ثمن نهائي مونديال 2022، ليصبح الهدّاف القياسي للمنتخب الفرنسي. في سن السادسة والثلاثين، يحتاج المهاجم المخضرم الى هدف واحد فقط ليتخطى المهاجم تييري هنري وينفرد في المركز الاول في صدارة الهدّافين التاريخيين لبلاده (يتساوى اللاعبان بـ51 هدفًا). بعد ثنائيته، في المباراة الافتتاحية ضد أستراليا (4-1)، حذر أيضًا لاعب أرسنال الإنجليزي السابق، الذي بات يشعر بأنه قريب منه أكثر من أي وقت مضى ” تيتي، كن حذرًا أنا قادم”. فقط قبل أشهر قليلة وتحديدا في سبتمبر/ أيلول الماضي، كان جيرو يظن أنّ مشاركته في مونديال قطر بعيدة المنال. قبل عام، لم يكن المدرب ديدييه ديشان يقوم باستدعائه طالما أنّ كريم بنزيما حاضر للمشاركة، لكن مهاجم ميلان الإيطالي جعل نفسه خياراً دائماً، وفاز بمكانه مرّة أخرى، ثم أدّت إصابة بنزيما وغيابه عن مونديال قطر بانتزاعه موقعاً أساسياً. وفي حال استحال على جيرو تخطي هنري، فهو سيشعر بالندم لأنّ لاعبين آخرين يقتربون شيئا فشيء، كزميله الحالي أنطوان جريزمان (42 هدفًا) والنجم الشاب كيليان مبابي الذي يتقدم بشكل صاروخي (31 هدفًا)، لذا فإنّ الأمر هو مكافأة لا تعوّض لجيرو عن رحلة مذهلة مليئة بالمزالق والتحديات. من جرونوبل فوت 38، وهو ناديه الذي تأسّس فيه، وصولا إلى استاد المدينة التعليمية في الدوحة، كتب جيرو قصته بمرونة، ووفاء لأحلامه. قال جيرو في عام 2020 في مقابلة مع بي إن سبورتس: “لقد بنيت نفسي دائمًا في المحن، هذا يشبه إلى حد ما قصة مسيرتي”. وأضاف: “هناك أوقات كنت أفضّل فيها أن يكون الأمر أسهل، ولكن عليك أن تؤمن بأن الصعوبة تجعلني أمضي قدمًا”. تألق جيرو، المولود في مدينة شامبيري، بشكل متأخر مقارنة بنجوم المنتخب الفرنسي عادة. بعد جرونوبل وإيستر وتور، بلغ أخيرًا الدوري الفرنسي للدرجة الأولى “ليج1” في سن 23 عن طريق مونبلييه. فُتحت أبواب المنتخب الفرنسي لجيرو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وهو في الـ25 عامًا. بعد بضعة أشهر، تحقق حلم آخر، بانتقاله الى الدوري الإنجليزي الممتاز. في غضون 5 سنوات ونصف في صفوف أرسنال، كشف “المدفعجي” الفرنسي عن معدنه. في الوقت نفسه، أصبح الرجل الأساسي لديشان، إلى جانب بنزيما، ثم بدونه بمجرد غياب لاعب ريال مدريد. في بعض الأحيان، يحمّله الجمهور مسؤولية عدم وصول بنزيما الى شباك الخصم، بطريقة “غير عادلة” تمامًا حسب ديشان. بين الفترات الغزيرة والخالية، كما كان الحال في كأس العالم 2018 التي فاز بها المنتخب الفرنسي، يجد جيرو الإجابة على كل شيء. وقال في عام 2021، بعد أن سجل هدفين إثر حلوله بدلا من بنزيما “أصدقائي يدعونني بطائر الفينيق جرونوبل، إنها مجاملة، فهذا يعني أنه بغض النظر عن الظروف ، فأنا لا أستسلم”. يتمتع أيضًا بمغفرة سهلة تجاه بنزيما الذي قال مرة في مقابلة إنه لا يمكن الخلط بين “الفورمولا 1″ و”الكارتينج”. وقال جيرو مازحا: “سوف أدعوه إلى حلبة الكارتينج وسنقاتل بعضنا البعض، هذا كل شيء”. إنه يستخدم نفس النبرة مع هنري عندما يمازحه الأخير من خلال تسميته بـ”الرجل العجوز”. وقال متوجها لبطل العالم 1998 “إنه يمتعني، تيتي”. على مر السنوات، خسر جيرو الذي خاض 117 مباراة دولية، وقته على ارض الملعب مع أندية عدة سواء في أرسنال ثم تشيلسي. لكن في كل مرة، كان يمنحه منتخب فرنسا نفسا جديدا، فهو حاسم هناك. اختار جيرو بعد ذلك ميلان الإيطالي، وأصبح المطلوب منه الكثير بعد فوز “روسونيري” بلقب الدوري الإيطالي. عندما تراجعت مكانته مع “الزرق” في عام 2022، كان يلتهم كل “فتات” بشهية الغول، ويقبل دوره كبديل لبنزيما بينما ينتظر وقته. اليوم، يملك جيرو الفرصة للانفراد بالرقم القياسي وإثبات قيمته التي استخف بها الكثيرون.

مشاركة :