ذكر موقع "مجلس العلاقات الخارجية" أن حرب روسيا في أوكرانيا، يمكن أن تضعف نفوذ موسكو في منطقة البلقان. وبحسب مقال لجيمس ماكبرايد، فإن منطقة البلقان، طالما كانت مصدر توتر بين روسيا والغرب، مع قيام موسكو بتنمية الحلفاء هناك مع توسع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في المنطقة. لكن الحرب في أوكرانيا قد تغير الحسابات. وأضاف: بينما يسعى جزء كبير من المنطقة إلى تكامل أعمق مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يقول الخبراء إن موسكو تحاول الاستفادة من التوترات المتصاعدة لعرقلة تلك الجهود. وتابع: مع ذلك، فإن حرب الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا يمكن أن تقوض النفوذ الروسي في البلقان. وأردف: يقول محللون إن غزو بوتين زاد المخاطر بالنسبة لحكومات البلقان. ربما يكون وضع صربيا هو الأكثر خطورة، إذ يدرس الرئيس ألكسندر فوتشيتش جهود الاتحاد الأوروبي لعزل موسكو في الوقت الذي تقيم فيه بلاده علاقات طويلة الأمد مع روسيا، وتعتمد عليها في الطاقة الروسية وتستفيد من دعمها الدبلوماسي لموقفها من كوسوفو. ومضى يقول: حتى الآن سار ألكسندر فوتشيتش على حبل مشدود، إذ تسبب تأييده لقرار الأمم المتحدة الذي يدين غزو أوكرانيا ويرفض الاعتراف بضم روسيا لبعض أقاليمها، في غضب موسكو. وتابع: في الوقت نفسه، تسبب رفضه الانضمام إلى نظام العقوبات الذي أقره الاتحاد الأوروبي إلى غضب الكتلة، بينما ضغط الاتحاد الأوروبي من أجل فرض حظر شامل على الطاقة الروسية، وأبرم فوتشيتش بدلاً من ذلك صفقة توريد الغاز لمدة 3 سنوات مع روسيا. واستطرد: مع ذلك، يجادل بعض المحللين بأن الحرب يمكن أن تضعف موقف روسيا في البلقان، حيث يشعر العديد من صناع القرار في المنطقة بالاستياء من الاضطرابات التي تسببت فيها. ونقل الكاتب عن مكسيم ساموروكوف من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قوله: إن استخدام بوتين لمحاولة كوسوفو للاستقلال لتبرير استفتاءات الضم في شرق أوكرانيا أثار غضب العديد من القوميين الصرب، الذين يرون أن ذلك يضفي الشرعية على مزاعم كوسوفو. وتابع: رداً على ذلك، نأى فوتشيتش بنفسه بشكل متزايد عن الكرملين. وحفزت الحرب أيضًا صربيا، التي تعتمد على الواردات الروسية في ما يقرب من كل غازها وكثير من نفطها، على السعي لتنويع الطاقة. ونوه بأنه نظرًا لحظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، أعلن فوتشيتش أن صربيا ستبني مصافي تكرير جديدة قادرة على تكرير النفط الخام من روسيا ومناطق مختلفة حول العالم، والسعي إلى ضمان إمدادات الغاز الطبيعي الجديدة من أذربيجان وأماكن أخرى.
مشاركة :