قال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس، محمد سالم الشرقاوي إن “المؤسسة منذ تأسيسها أنجزت مشاريع بقيمة 64 مليون دولار أمريكي موزعة على قطاعات اجتماعية” جاء ذلك، في مقابلة أجرتها الأناضول مع الشرقاوي بالعاصمة المغربية الرباط، لمناسبة اقتراب احتفال الوكالة بربع قرن منذ تأسيسها سنة 1998، وهي الذراع الميداني للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي. وتحدث الشرقاوي عن التحديات الأساسية التي تواجه عمل الوكالة، والأوضاع الاجتماعية التي تعيشها ساكنة المدينة المقدسة، والمشاريع المستقبلية للنهوض بأوضاع الساكنة وفلسطين. وتقوم وكالة مال القدس على دعم سكان مدينة القدس، وعلى حماية الموروث الديني والحضاري للمدينة المقدسة من خلال مبادرات ومشاريع إنسانية في مجالات الصحة والإعمار والتعليم”. ويقول الشرقاوي، إن مساهمة المغرب تبلغ 86 بالمئة من مجموع مساهمات الدول، إذ يعتبر المغرب هو المساهم الرئيس في صنف مساهمة الدول منذ 2011. حضور ميداني ونوه بالحضور الميداني للوكالة في القدس، باعتبارها “المؤسسة المثلى لتنسيق الدعم العربي والإسلامي، وتأمين سيرورة أموال الدعم بطرق مؤمنة توجه لمستحقيها”. “نستطيع أن نقول إن نسبة الإنجاز مهمة جدا وفق المؤشرات المتوفرة على نسبة إنجاز المشاريع”. ويعتبر الشرقاوي أن جهود الوكالة يمكن أن تساهم في “بناء نموذج عربي إسلامي يبعث الأمل في نفسية سكان القدس.. على أن المستقبل يمكن أن يكون أكثر نضارة وبهاء من الواقع الحالي”. وقال “مدينة القدس يتعين أن تتمتع فيها أتباع الديانات السماوية الثلاث بأمان الولوج إلى أماكن العبادة”،وفي حديثه عن دور الوكالة في حماية الموروث الثقافي، عرض الشرقاوي لعمل المؤسسة على صيانة المواقع الأثرية المتمثلة في المقابر، والمساجد، والأسواق القديمة. وقال: “وقعنا اتفاقيات مع جامعة القدس، ومراكز بحثية أخرى من أجل دعم الطلاب الباحثين في تاريخ المدينة”واعتبر الشرقاوي أيضا أن الوصول إلى مدينة القدس تحديا لأهل المدينة وللزوار، “مما يجسد اليوم الحالة الموجود عليها أسواق القدس، والحالة الاقتصادية للتجار ولقطاع السياحة”. وشدد على أن المؤسسة “تعمل على البحث عن إمكانية تدارك بعض النقائص والحاجيات في مجالات السياحة والتجارة وغيرها” تنويع مصادر التمويلات وقال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إنه “في اجتماعات لجنة القدس 20 في مراكش 2014، تقرر رفع المساهمات الطوعية إلى مساهمات إلزامية، لكنه لم يتم الإعمال بهذا القرار بعد”. كان ذلك من خلال “مساهمة المملكة المغربية ومساهمات من بعض المؤسسات العربية والمغربية وكذا الأفراد المغاربة والعرب.. التمويل يطرح بعض التحديات على وكالة بيت مال القدس الشريف في البحث المستمر عن إمكانية تنويع المصادر”. وتوزع مداخيل المساهمات على مشاريع “المساعدة الاجتماعية تعمل على مساعدة الأسر الفقيرة والأيتام، ومشروع العيش الكريم الذي يتم في مقتضاه توزيع 20 ألف رغيف يوميا، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية”. رؤية للمستقبل وكشف محمد سالم الشرقاوي أن وكالة بيت مال القدس الشريف “بصدد الاحتفال باليوبيل الفضي (تطلق على احتفالات بعض المؤسسات بربع قرن من تأسيسها) عام 2023، بعد مرور 25 عاما على تفعيل هياكل المؤسسة”. إذ يرى المدير المكلف بتسيير الوكالة على أنها “مناسبة لتقييم مرحلة 25 عاما وماذا قامت به المؤسسة، والانفتاح على المستقبل”. وختم أن “الاستثمار في أطفال القدس هو استثمار في المستقبل بمنطق الأمل والثقة في المستقبل”، مشيرا إلى المشاريع التي استمرت حوالي 13 سنة مرتبطة بأطفال القدس. ويوجد مقر “وكالة بيت مال القدس” في المغرب، وهي الذراع الميدانية للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
مشاركة :