بعد نحو 3 أشهر على الثورة التي فجرت غضبا دوليا ضد نظام الملالي، أعلن المدعي العام التخلي عن «شرطة الأخلاق» التي تسببت في مقتل الشابة الكردية مهسا أميني. وأضاف في بيان اليوم (الأحد)، أنه تم إلغاء دورية الإرشاد، أي شرطة الآداب، مؤكداً فك ربطها عن القضاء، لافتا إلى أنه تم إلغاؤها من قبل نفس الجهة التي أسستها في الماضي، وفقا لما أوردته وكالة أنباء إيلنا العمالية.ورغم أن الدوريات المشابهة لدوريات التوجيه كانت تعمل بأشكال مختلفة منذ ثمانينات القرن الماضي في إيران، إلا أن نشاط هذه الدوريات تحت هذا الاسم بدأ في عام 2005.وبعد «ثورة 1979» تم تشكيل دوريات مختلفة للتعامل مع القضايا الاجتماعية التي كانت تعتبر خطاً أحمر للحكومة، مثل ملابس النساء أو العلاقة بين الفتيان والفتيات، بينها دوريات لجان الثورة الإسلامية، ودوريات «جندالله» التابعة لقوات الدرك، في الستينات، قبل اندماج القوتين في قوات الشرطة، ودوريات «ثارالله» التابعة للحرس الثوري بالتعاون مع قوات الباسيج.وأثناء رئاسة السياسي الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني 1996، ومع اندماج اللجان الثورية مع الشرطة والدرك، استمرت هذه الدوريات على شكل قوة شرطة، وفي يونيو من العام نفسه نفذت وزارة الداخلية خطة «مكافحة عدم ارتداء الحجاب» في طهران.أما في عام 1996 فنفذت وزارة الداخلية الإيرانية مشروع «محاربة الحجاب السيئ» في طهران واستمرت هذه الدوريات في السنوات التالية مع تغييرات في الشكل والاسم، إلا أنه في آخر أيام الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي تمت الموافقة على قوات شرطة الآداب والأخلاق، حتى وافق المجلس الأعلى للثورة الثقافية الذي يتبع للمرشد علي خامنئي على «إستراتيجيات تنمية ثقافة العفة والحجاب» في جلسته 566 في 4 أغسطس 2004. وتم تشكيل دورية الأخلاق بشكلها الحالي في أواخر أيام الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي عام 2005.يذكر أن الإصلاحيين عندما تولوا رئاسة الجمهورية في إيران عملوا على الحد من ظاهرة انتشار قوات شرطة الآداب والأخلاق، لكن في عهد التيار المتشدد يتم تفعيلها بقوة، حيث تقوم النساء بملاحقة الفتيات اللاتي لا يلتزمن بالحجاب واعتقالهن، فيما تلاحق قوات شرطة من الرجال الشبان الذين يرتدون ملابس تعتبرها السلطات غير لائقة وجزءا من الغزو الثقافي الغربي للمجتمع الإيراني، على حد قولهم.< Previous PageNext Page >
مشاركة :