ذكر تقرير حول التعاون الصيني العربي في العصر الجديد، أصدرته وزارة الخارجية الصينية مؤخرا أنه وفي مواجهة النزاعات والصراعات المتشابكة والمعقدة في منطقة الشرق الأوسط، تلعب الصين بنشاط دورها كدولة مسؤولة كبيرة، وتطبق بجدية المفهوم الجديد للأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، وتعمل على تعزيز التواصل والتنسيق مع الدول العربية، بغية تضافر الجهود للدفع بإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة. وحول القضية الفلسطينية، ذكر التقرير أن الصين تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتدعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتدعم فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتقدم بنشاط مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني. تدعم الصين جهود جامعة الدول العربية والدول الأعضاء لها في القضية الفلسطينية، وتدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز الشعور بالإلحاح، وإعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية في الأجندة الدولية، وتحث الأطراف المعنية على الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة و"مبادرة السلام العربية" ومبدأ "الأرض مقابل السلام" وغيرها من التوافقات، ودفع مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس "حل الدولتين"، بغية الدفع بإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. وكشف التقرير أن الرئيس شي جين بينغ يولي اهتماما بالغا للقضية الفلسطينية، وهو بعث ببرقيات التهاني إلى مؤتمر الأمم المتحدة لإحياء "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" لـ10 سنوات متتالية. في مايو عام 2013 ويوليو عام 2017، عقد الرئيس شي جين بينغ جلسة المباحثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس لمرتين، حيث طرح فيهما الرؤية ذات النقاط الأربع لحل القضية الفلسطينية لمرتين، التي يكون جوهرها ضرورة الدفع بثبات بالحل السياسي على أساس "حل الدولتين"، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، وحشد جهود المجتمع الدولي لدفع مفاوضات السلام وتعزيز السلام من خلال التنمية. ستواصل الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ودولة كبيرة مسؤولة، بذل جهود دؤوبة لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في يوم مبكر، وتحقيق التعايش السلمي بين الدولتين فلسطين وإسرائيل وبين الأمتين العربية واليهودية. وحول المسألة السورية، أشار التقرير إلى أن الصين ظلت تلعب دورا إيجابيا وبناء لإيجاد حل ملائم للمسألة السورية. عينت الحكومة الصينية مبعوثها الخاص للمسألة السورية عام 2016، الذي عمل على الاتصال مع الأطراف المعنية بالمسألة السورية وبذل جهودا حميدة كبيرة لدفع مفاوضات السلام، مما أسهم بالحكمة والحلول الصينية في حل المسألة السورية. تولي الصين اهتماما بالغا للمسألة الإنسانية في سورية، وقدمت دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية للشعب السوري بمن فيه اللاجئون السوريون خارج البلاد. ستواصل الصين جهودها الدؤوبة لإيجاد حل شامل للمسألة السورية، وتستمر في تقديم المساعدة للشعب السوري بقدر إمكانها. وحول القضية اليمنية، ذكر التقرير أنه ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، تدعم الصين بثبات الجهود الرامية إلى الحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وتدعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني لأداء مهامه، وتدعم حل القضية اليمنية عبر الطرق السياسية، وتدعم الأمم المتحدة للعب دور عادل ومتوازن كالقناة الرئيسية للوساطة، وتدعم المطالب المشروعة لليمن وغيره من الدول العربية في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل المتعددة الأطراف. تأمل الصين من الأطراف المعنية في اليمن في تغليب مصالح الدولة والشعب، والدفع بتحقيق الهدنة الدائمة، والتوصل إلى حل سياسي مقبول لدى كافة الأطراف عبر الحوار السياسي الشامل، واستعادة السلام والاستقرار والنظام الطبيعي في اليمن في يوم مبكر. قدمت الصين ما في وسعها من المساعدات إلى الشعب اليمني عبر الطرق الثنائية، وبذلت جهودا إيجابية في تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن. وحول مسألة العراق، ذكر التقرير أن الصين تدعم بثبات حق الشعب العراقي في اختيار طريق تنموي يتناسب مع ظروفه الوطنية بإرادته المستقلة، وتدعم جهود العراق للحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه وأمنه واستقراره، وتدعم مساعي العراق لإعادة الإعمار الاقتصادي ومحاربة الإرهاب، وترفض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للعراق. تدعم الصين الأطراف العراقية لمواصلة العمل على تسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور وتعزيز التضامن والتعاون، بما يحقق الأمن والأمان الدائمين والازدهار والتنمية للعراق في يوم مبكر. وستواصل الصين تمسكها بالصداقة تجاه العراق، وتدعم إحلال السلام الدائم والتنمية الطويلة المدى في العراق في يوم مبكر. وحول القضية الليبية، ذكر التقرير أن الصين ظلت تدعم عملية الحل السياسي للقضية الليبية، وتشارك بنشاط في المؤتمرات الدولية والإقليمية للوساطة في القضية الليبية، وتحافظ على الحقوق والمصالح المشروعة لليبيا في مجلس الأمن الدولي وغيره من المحافل الدولية. تدعو الصين المجتمع الدولي إلى تدعيم العملية السياسية بقيادة وملكية الشعب الليبي، وتقديم مساعدة بناءة مع تجنب فرض حلول من الخارج، ومكافحة القوى الإرهابية والمتطرفة في داخل ليبيا. حول مسألة السودان، ذكر التقرير أن الصين تدعم جهود السودان لدفع عملية الانتقال السياسي، وتبذل جهودا حثيثة لدى الأطراف السودانية المعنية لتسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور، وتحافظ على الحقوق والمصالح المشروعة للسودان في مجلس الأمن الدولي وغيره من المحافل المتعددة الأطراف. تدعو الصين إلى ضرورة حل مسألة السودان من قبل الشعب السوادني، ويجب على المجتمع الدولي استئناف الدعم الاقتصادي للسودان ورفع العقوبات المفروضة عليه في أسرع وقت ممكن، بما يوفر طاقة إيجابية للانتقال السياسي في السودان.
مشاركة :