تعليق: الصين تبذل قصارى جهدها من أجل السلام في الشرق الأوسط

  • 11/9/2023
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أودت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بحياة أكثر من 11 ألف شخص في غزة، وأثارت نداءات قوية على نحو متزايد في جميع أنحاء العالم لوقف فوري لإطلاق النار ووضع نهاية مبكرة لإراقة الدماء. منذ اندلاع الصراع الدائر، حافظت الصين على اتصالات وثيقة مع الأطراف المعنية، وشاركت بفعالية في مشاورات مجلس الأمن الدولي، وبذلت كل الجهود لتعزيز محادثات السلام وتهدئة الوضع. ومن أجل حل القضية الفلسطينية-الإسرائيلية بنجاح، فإن المبادئ الأربعة التالية، التي طالما دعت إليها الصين، جديرة بالاهتمام. أولا، تتمسك الصين دائما بمفهوم الإنسانية. إن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة خط أحمر ينص عليه القانون الدولي الإنساني. وتتمسك الصين بحق جميع الدول في الدفاع عن النفس، ولكن يتعين عليها الالتزام بالقانون الدولي، خاصة القانون الإنساني الدولي، وضمان سلامة المدنيين. ومن أجل تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، قدمت الصين مساعدات نقدية إنسانية طارئة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فضلا عن الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات المادية الإنسانية الطارئة إلى غزة، حيث يزداد الوضع سوءا مع تزايد عدد الضحايا المدنيين كل يوم. يتعين عدم السماح لمثل هذه المآسي بالاستمرار. ثانيا، تتمسك الصين بأن التسوية السياسية هي السبيل الوحيدة للخروج. وفي الشرق الأوسط، حيث تتشابك الصراعات الدينية والعرقية والتاريخية والعديد من الجوانب الأخرى بشكل عميق، لا يمكن إرساء النظام من خلال شن الحروب. إن قانون الغاب لن يؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وبصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، تسعى الصين جاهدة إلى تعزيز التنسيق مع كل الأطراف، خاصة الدول العربية، ودعم العدالة وبناء التوافق وبذل جهود حثيثة لتهدئة الصراعات واستعادة السلام. ثالثا، التعددية هي المبدأ الأساسي للصين لتهدئة الوضع. في الأيام الأخيرة، زار تشاي جيون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية بشأن قضية الشرق الأوسط، مصر وقطر والإمارات والسعودية والأردن ودولا أخرى، وحضر قمة القاهرة للسلام، والتقى الأمين العام للجامعة العربية والمفوض العام للأونروا، ودعا إلى وقف عاجل لإطلاق النار لنزع فتيل الصراع وتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام. وفي 27 أكتوبر، صوتت الصين، وهي إحدى الدول الراعية لمشروع القرار العربي المقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عليه، بقوة لصالح الدعوة إلى هدنة إنسانية بين فلسطين وإسرائيل في الجلسة الخاصة الطارئة للجمعية العامة. إن موقف الصين، الذي يستند إلى الحقائق والقانون والضمير والعدالة والأصوات القوية من جميع أنحاء العالم، لقى صدى واسع النطاق في أوساط المجتمع الدولي. رابعا، إن معالجة الأعراض والأسباب الجذرية هو موقف الصين الثابت في تعزيز السلام في الشرق الأوسط. تؤمن بكين بقوة بأن المخرج الأساسي من المسألة الفلسطينية، التي هي في قلب قضية الشرق الأوسط، يكمن في تنفيذ حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة بناء على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. لعبت الصين دورا إيجابيا في تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط، وطرحت سلسلة من المبادرات والمقترحات، من بينها مقترح النقاط الخمس لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ومقترح النقاط الأربع للحل السياسي للقضية السورية، بالإضافة إلى منهج النقاط الثلاث لتنفيذ حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل. وفي مارس من هذا العام، استأنفت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بوساطة الصين. وقال الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز، الذي عمل بلا كلل من أجل تعزيز حل الدولتين، ذات مرة، إن "النصر الحقيقي في حصاد السلام، وليس في بذور حرب أخرى. وعندما نستبدل خرائط الحرب بخرائط السلام، سنكتشف أن الاختلافات كانت ضئيلة". إن الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط وعر. ولكن من خلال الجهود المشتركة للمجتمع الدولي، سيكون السلام والاستقرار والتنمية ممكنين في نهاية المطاف بين فلسطين وإسرائيل، وكذلك في المنطقة. وستدعم الصين، كعادتها دائما، كل ما يساعد في قضية السلام.■

مشاركة :