مما لا يخفى علينا جميعا ما هية الادراك والتي تتمركز حول ترجمة الدماغ للمعلومات التي تأتي من حواس الفرد والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بمشاعره حيث ان الاحساس والادراك وجهان لعملة واحدة فهما يعملان سويا ويقومان بمعالجة المواقف بشكل مستمر. يختلف الادراك عن التحقيق اختلافاً تامًا حيث ان الادراك كما ذكرناه هي احدى عمليات العقل ولكن التحقيق هو الاستجابة والتنفيذ للعمليات ولهذا فإن الادراك لوحده لا يكفي ويسهم في دفع عجلة التطور والنمو الذاتي حيث ان الادراك عملية والتحقيق عملية اخرى لها عواملها وطرق تنفيذها. ان ما وراء الادراك هو التحقيق اي ان الاستجابة للمحفزات ومعالجتها لا تكفي لتطور الانسان بل عليه ان يأخذ خطوة نحو التقدم لتكتمل عملية الادراك، فمثلا إذا أردنا ان نغير سلوكا سلبيا ما، فإننا نعلم جيدًا اضراره العائدة علينا وهنا علينا اخذ القرار بتركه ونبذه والمعرفة دون التطبيق لن تغير شيئاً. وهنا يصبح تطبيق الادراك مهمًا في خلق نمط حياة صحي لنا حيث ان الشخص المدرك المطبق اصبحت حياته متزنة وحيث ان يتعامل مع جميع المواقف بمرونة وروية مع تطبيق الحلول وعدم الاكتفاء بمعرفة المشكلة فقط بل البحث عن حلولها مع تطبيقها. ان تطبيق الادراك يضمن لنا النمو السريع ومواكبة التطور الذاتي حيث ان مراحل الادراك تجعلنا متسائلين و مفسرين ومقيمين للأمور ومعالجين لها وهذه العوامل بحد ذاتها لا تؤدي وظيفتها بشكل كامل طالما ليس هناك تطبيق للحلول ويكمن المضمون في الإدراك والتطبيق معاً فعلينا مواصلة العمل الى ان نصبح مدركين مطبقين. [email protected]
مشاركة :