بينما دخل المونديال مراحل الحسم والمواجهات العصيبة، جاءت الأنباء حول اقتراب البرتغالي كريستيانو رونالدو من الدوري السعودي، لتخطف الأضواء وتقود وسائل الإعلام في الدوحة إلى البحث والتحري حول حقيقة الأمر، وما إذا كان النجم العالمي أوشك بالفعل على إتمام الصفقة التاريخية مع نادي النصر السعودي، أم لا. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة «ماركا» الإسبانية، الاثنين، أن كريستيانو رونالدو سينتقل إلى «النصر» السعودي بداية من يناير (كانون الثاني) 2023. وأوضحت الصحيفة بموقعها الإلكتروني، أن «النصر» كان أكثر الأندية التي أبدت اهتماماً بالتعاقد مع رونالدو بعد فسخ عقده بالتراضي مع «مانشستر يونايتد» قبل انطلاق كأس العالم الجارية. وكشف التقرير أن رونالدو سيحصل في الموسم الواحد على 200 مليون يورو (نحو 211.77 مليون دولار). ولم يتسنَّ بعدُ الحصول على تعليق من مسؤولي «النصر» على التقرير، في حين ذكرت شبكة «سكاي سبورتس» أن رونالدو لم يتوصل إلى اتفاق بعد. وبحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، فإن المفاوضين السعوديين في النادي قدموا عروضهم قبل بدء المونديال بأيام واجتمعوا عدة مرات مع اللاعب في لشبونة بمنزله، وهناك اتصالات دائمة مع النجم البرتغالي في الدوحة، لكنه أبلغهم بأنه سيعلن عن قراره النهائي بعد انتهاء مهمة البرتغال في كأس العالم، حيث تلتقي سويسرا في الدور ثمن النهائي، وهو ما يعني أنه لم يوافق بشكل نهائي حتى اللحظة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن الصفقة بلغت 225 مليون يورو لمدة 3 أعوام. ويرتبط رونالدو (37 عاماً) حالياً بقيادة البرتغال في كأس العالم، حيث سيلعب منتخب بلاده أمام سويسرا في دور الـ16، الثلاثاء. وقال فرناندو سانتوس، مدرب البرتغال، للصحافيين: «لا أعرف شيئاً عن الأمر حتى قبل دقائق قليلة، ولم أتحدث إليه بخصوص ذلك... تركيزنا كله ينصب على كأس العالم». وكان مانشستر يونايتد أعلن فسخ عقده بالتراضي مع رونالدو الشهر الماضي، بعد أن قال قائد منتخب البرتغال في مقابلة تلفزيونية، إنه شعر بالخيانة من النادي، وإنه لا يحترم المدرب إريك تن هاغ، لتنتهي الفترة الثانية له مع النادي الذي انضم إليه في أغسطس (آب) 2021 بعد فوزه بـ8 ألقاب كبيرة خلال الفترة من 2003 حتى 2009. وبحسب مصادر وكالة الأنباء الفرنسية من داخل نادي النصر، فإنه جرت اتصالات بالنجم البرتغالي لكن لم يتم التوقيع على شيء. وكشف مسؤول في نادي النصر شرط عدم الإفصاح عن اسمه، أن ابن الـ37 عاماً «لم يوقع». لكن هذا المصدر أضاف أنه ما زالت هناك نقاط يتعين تسويتها «حول مسألة حقوق الصورة». من جهة ثانية، أقرَّ مدرب المنتخب البرتغالي فرناندو سانتوس، بأنه لم يكن راضياً عن تصرّف نجمه كريستيانو رونالدو الذي بدا غاضباً عند استبداله في المباراة الأخيرة من دور المجموعات ضد كوريا الجنوبية. وخرج رونالدو في الدقيقة 65 خلال الهزيمة 2 - 1 أمام كوريا الجنوبية، وظهر بداية أنه يقوم بإيماءات تجاه لاعب كوري جنوبي، لكن وسائل الإعلام البرتغالية عرضت مشاهد قالت فيها إن المهاجم استخدم كلمات بذيئة معترضاً على قرار سانتوس. وقال سانتوس رداً على سؤال عن رد فعله تجاه تلك المشاهد: «أجبت بعد المباراة وسأفعل ذلك مرة أخرى. لا أعرف أي شيء عما حدث على أرض الملعب، لقد رأيته يتجادل مع لاعب كوري. لا أريد التحدث عن ذلك بعد الآن ولكن عن مباراة الغد. ولكن رأيت المشاهد ولم تعجبني أبداً... لم تعجبني أبداً». وتابع: «لقد سُويّت هذه الأمور، نحلّها في الداخل وقد انتهت. وصلنا إلى نهاية فيما يخص هذه المسألة، والآن نفكر بمباراة سويسرا والجميع يركز على التحضيرات». ولا يزال دور رونالدو كأساسي في الفريق موضوعاً ساخناً بين مشجعي البرتغال، لكن سانتوس قال إنه لم يعِر انتباهاً للجدل أو لاستطلاعات الرأي على الإنترنت حول هذه المسألة. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «أبولا» البرتغالية واسعة الانتشار، أن 70 في المائة من المشاركين لا يريدون مشاركة رونالدو أساسياً ضد سويسرا. وأردف سانتوس: «أنا لا أقرأ هذا النوع من المواد، ليس قلة احترام، لكن ببساطة لدينا ثلاثة أيام للتدريب من أجل مباراة، وأنا لا أنظر إلى أنواع أخرى من الأخبار. نحن نركز على المباراة المقبلة». وكانت مسألة مشاركة رونالدو ابن الـ37 عاماً أساسياً موضوعاً ساخناً في مانشستر يونايتد أيضاً، وأدت إلى تشنج الأجواء مع المدرب الهولندي إريك تن هاغ، وفي النهاية إلى رحيله عن النادي الإنجليزي، وفق ما أعلن الطرفان خلال مونديال قطر.
مشاركة :