«الحضن المجاني» فراغ عاطفي أم سبيل للشهرة ؟

  • 12/18/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

--> --> يتلقف بعض الشباب الدعوات التي يطلقها الغرب دون دراسة أو تفكير مما ينتج عنه انفصال عن الهوية الإسلامية السمحة والتقليد الأعمى للغرب، بينما في ديننا الإسلامي غنية عن أي سلوك وافد ويعتبر « free hug» احد تلك السلوكيات الدخيلة التي ظهرت حديثاً والتي تصطدم مع ثوابت الدين وعادات المجتمع، ومن هذا المنطلق قام ملحق «آفاق الشريعة» بالنزول إلى الميدان وعمل هذا الاستطلاع وأخذ آراء الشباب حول هذا الموضوع، إضافة إلى رأي مختصين، فإلى الاستطلاع: دور المربي يقول الدكتور عبدالعزيز الروضان المستشار الشرعي والمحاضر بالكلية التقنية بالدمام: حدثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عما يمكن أن يقع فيه الشباب من مظاهر وتقليد أعمى للغرب، ومنها Free Hug التي انتشرت وقلدها أبناؤنا وكثير من العادات الغريبة، ولا نقول غريبة بل وانما عادات غير المسلمين، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة )، وورد في الأثر حديث قوله عليه الصلاة والسلام (من تشبه بقوم فهو منهم).، هذان الحديثان يعطياننا إشارة واضحة جلية إلى مثل هذا التقليد الذي تكون مصائبه وآثاره السلبية كثيرة جدا، وما يمكن ان يقع فيه الشباب إذا لم يتلقوا التربية الاسلامية الناصحة والناجحة التي تأخذ بأيديهم إلى كل خير. د.الروضان: على الأب أن يحرص على أبنائه في البيت بتنويع الميادين التربوية وأشار الروضان إلى أن هذه الأفعال التي تصدر من الشباب لها عدة أسباب، وقال: لو أعدنا النظر وتفحصنا لوجدنا أن سبب انتشارها بين أبنائنا عدة أمور، منها: أولاً: التربية الضعيفة التي لا تحقق خوف الله سبحانه وتعالى في نفوس الشباب، لأنها تسبب في نفوس كثير من الشباب ضعف الوازع الديني وبما أن الوازع الديني قد ضعف فإن حياة الشاب تكون عرضة لأن يتقبلها. وثانياً: عدم اهتمام المربين بإيضاح طريقة استغلال الشباب لأوقات فراغهم، فيجب على المربي أن يهتم بذلك إضافة إلى توفير الوسائل والسبل المعينة على ذلك. وثالثاً: استخدام أسلوب اللطف الشديد مع الأبناء من قبل المربين والذي يترتب عليه ميوعة في تصرفاتهم وهي صفة غير مرغوبة. ويرى الدكتور انه ينبغي حفظ الشباب عن هذه المظاهر سواء كان المربي معلماً أو أباً أو أخاً كبيراً اًو حتى أماً فإن مثل هذا الأمر واجب عليهم، وذلك بتعزيز الوازع الديني في نفوس الأبناء عموماً منذ الصغر وأن يزرعوا فيهم استشعار مراقبة الله عزّ وجل مبدأ وأساسا لدى الصغار، وهي مهمة عظيمة فمن خلال ملاحظة المربي سيكتشف مباشرة ما يمكن أن يقع فيه الشاب من مشاكل عاطفية فيسعى لحلها وإيضاح مايجب على الشاب فعله وماهي الحلول، والدخول معه بعمق في التفاصيل لإيجاد حلول ناجعة ولا نترك له فرصة ليتمادى فتكبر شيئاً فشيئا، والمشاكل العاطفية بالنسبة للشباب مشكلة كبيرة جداً مالم يستشعرها المربي ويساهم في حلها، وعلى الأب أن يحرص على أبنائه في البيت بتنويع الميادين التربوية، وسيثمر ذلك بنتائج إيجابية، ومن التنويع أن يلحقهم بحلق تحفيظ القرآن الكريم، والأنشطة الدينية والتوعوية التربوية المختلفة، والمدارس كذلك بوجه عام ميدان خصب فعلى الأب أن يختار المدرسة المناسبة لابنه ومعرفة رفقته في ذلك الميدان ومساعدته على اختيار رفقة صالحة. ويدعو الروضان الجهات المسؤولة لأن تتبنى إيجاد المحاضن التربوية، وقال: المجتمع والجهات الأمنية تعاني حال مثل هذه الظواهر التي يقع فيها الشباب فالأولى أن نهتم بالوقاية من الوقوع من هذه المشاكل والظواهر السلبية، فالدولة لم تقصر من خلال المدارس ومن خلال الكثير من المجالات ولكن المهمة والرسالة عظيمة وكبيرة تتطلب بذل أساليب كثيرة تكون كفيلة بحل مشاكل الشباب. ويختم الدكتور حديثه ناصحاً الشباب بأن ليس كل مايرونه لدى شباب الغرب هو أمر حميد، وعليهم الاهتمام بتعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا وترك العادات السيئة المنافية للأخلاق. الوازع الديني وقال الشيخ الداعية رياض البراك مبتدئا مشاركته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خربا لدخلتموه.: بيّن عليه الصلاة والسلام أن بعض أمته سيصيبهم داء الأمم الماضية من التبعية العمياء والتقليد السيئ لهم وهذا في نظري يرجع لأسباب عديدة منها: - ضعف الوازع الديني في الشباب . - العداء الأصيل للماضي بحجة إثبات الشخصية والتميز عن الآخرين. - الخواء الروحي ومحاولة اشباع الشهوة بطريق اﻻثارة والحرام . ويوجه الشيخ نصيحة للشباب ويقول: اتقوا الله في أنفسكم وفي بلدكم فأنتم من يخلفنا ويقود البلاد من بعدنا فإذا ماسرتم على طريق الحق ضعتم وأضعتم بلدكم الذي قام به أجدادكم وورثتموهم بعدهم . وأعلموا ان قيمة اﻻنسان عند الله تعالى وعند البشر باحترامهم لدينه وقيمه وعاداته وتقاليده الطيبة الحسنة وأعلموا أن الكفار يضحكون عليكم بهذه التبيعة السيئة ويتندرون عليكم. ويضيف البراك بعض الاقتراحات لعلاج هذه الأفعال، وذكر: - منع الشباب الذي يرتدي الشعارات المخالفة من دخول المجمعات التجارية. - مناصحتهم عبر تحويلهم لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . - محاسبة الأماكن التي تروج لهذه الشعارات السيئة. - منع الجمارك السعودية لكل منتج جديد يخالف عاداتنا وقيمنا الإسلامية. سلوك جريء وتقول مديرة المتوسطة الثالثة بالدمام فاطمة العبندي: هذا السلوك المسمى الحضن المجاني سلوك جريء لايمكن للمجتمع المسلم تقبله، فأي مجتمع سوي يسعى لنشر المودة والمحبة بين أفراده، والتعبير الجسدي ليس معبراً في كل حال عن الحب إذا لم يكن نابعا من داخل الإنسان، وأضافت: لم ألحظ أي بوادر لهذا السلوك في المدرسة، وتتخذ الإجراءات الوقائية والتوعية ضد أي سلوك دخيل لا يتقبله المجتمع المسلم وعاداته الحميدة . نتائج سلبية وتضيف مديرة إدارة التوجيه والإرشاد بالمنطقة الشرقية الأستاذة نادية السحيمي: لم تسجل أي حالة لوجود هذا الفعل في مدارس البنات وكإجراء وقائي تم التنبيه وتمرير رسائل لأولياء الأمور عبر الإذاعة الصباحية بعدم تقبل أي سلوك وافد مهما كان، كما تم التركيز على الجانب الديني باعتبار أن الإسلام دين محبة وتآلف ولايحتاج مثل تلك السلوكيات التي قد تجر إلى مالا يحمد عقباه، وهذه الأفعال لو تفشت فسيترتب عليها سلوكيات سيئة ونتائج سلبية. خصلة الحياء مشعل : هدف الشاب هو أن يلفت الأنظار إليه لنقص موجود بداخله ويشارك طالب كلية طب الأسنان بجامعة الدمام مشعل، ويقول: الشباب في وقتنا الحاضر يريد تقليد أي شيء للأسف، وانتشار هذه الأفعال يدل على قلة الوعي والثقافة الإسلامية، بل تكاد تكون معدومة لديهم، فالشخص الذي يقوم بإمساك لوحة كبيرة ويكتب عليها FREE HUG فقد خصلة الحياء وبعضاً من رجولته، وبغض النظر عن أنه مخالف لتعاليم ديننا الحنيف من يفعل ذلك فهو محتقر لنفسه فيرى الشاب الغربي متحضراً ومثقفاً أكثر منه، وهذا خطأ كبير، فأصل الثقافة والعلم من المسلمين. وليس شباب الغرب بأفضل منا بل نحن أفضل منهم وعلى الشاب السعودي أن يقتنع بذلك، وهدف الشاب الذي يفعل ذلك هو أن يلفت الأنظار إليه لنقص موجود بداخله وينصح مشعل الشباب بالالتزام بتقاليد وتعاليم الدين والشرع وعدم الالتفات الى ما يفعله شباب الغرب. الإعلام والمبتعثون القحطاني: المبتعثون يقومون باستنساخ أفكار الغرب السيئة وجلبها لنا ومن الأسباب التي يراها الشاب عبدالعزيز القحطاني طالب كلية الشريعة بجامعة الإمام، تأثر الشباب بالغرب، ويحذر من وسائل الإعلام غير المحافظة، ويقول: الإعلام المخالف أوصل إلينا كل صغيرة وكبيرة للغرب، والإعلام لدينا بكافة أنواعه وتطبيقاته نوعان إما محافظ أو فاسد فعلى الشاب الحذر والتمييز بين هذا وذاك خاصة من الإعلام الفاسد الذي ينقل إلينا كل عادات الغرب السيئة، ولعل من أخطر وسائل الإعلام حاليا هي تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها كالواتس اب، وتويتر، والفيس بوك، واليوتيوب، وغيرها الكثير التي يجب استخدامها بحذر وفيما يرضي الله عزّ وجل. وأيضاً هناك بعض شبابنا المبتعثين الذين يقومون باستنساخ أفكار الغرب السيئة وجلبها لنا للأسف، فعليهم أن يتقوا الله ولا يقوموا بتلك الاعمال ومثل هذه التقاليد تكلم عنها رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه حينما قال: (ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).، فهذه أفعال تؤخرنا ولن تقدمنا للأمام بل سنظل أمة ترجع للوراء، ولن يستفيد الشباب نهائيا غير ضياع وقتهم، فأنصح الشباب باستغلال أوقاتهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم. الصح والخطأ العتيبي: أرى أن تقليد الحضن المجاني عادي جداً وليس به تجاوز شرعي ويضيف سعد بداح العتيبي موظف بشركة ارامكو السعودية أن Free Hug لم تنتشر بحد كبير وأنها طبيعية حسب وجهة نظره وليست بها أي مشاكل أو تجاوزات شرعية، وقال: الحضن العادي بيننا ليس فيه شيء ولكن في بعض الأحيان قد يستغلها بعض الشباب استغلالا سيئا، وهنا يصبح الأمر غير طبيعي، وأرى أن تقليد الحضن المجاني عادي جداً، الفكرة جاءت إلينا من الغرب ولا يعني أن كل ما يفعله الغرب صحيح، ويجب أن نقلده ونتأثر به. ومصلحة الشاب الذي يقوم بهذا الفعل هو الشهرة فقط ولن تفيده بشيء. وعلى كل شاب بالغ عاقل يعلم مايفعل أن يعرف الصح والخطأ فالشاب عليه أن يسلك طريق الأفعال الصحيحة ويترك الخاطئة المشينة. طيش وحماقة الهاجري: أكبر خطأ يرتكبه الشباب هو تقليد حماقات المجتمعات الغربية وينتقد سعد الهاجري طالب كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الدمام الشباب ويقول: لا تصدر مثل هذه الأفعال ويقلدها إلا من شباب طائش لا يتحكمون بتصرفاتهم ويبحثون عن الشهرة ولن يجنوا من هذا التصرف أي فائدة، وأكبر خطأ يرتكبه الشباب هو تقليد حماقات المجتمعات الغربية وتضييع أوقاتهم في نشر هذه التصرفات غير السوية. ويدعو سعد الجهات المختصة وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تتعامل بكل حزم مع مثل هؤلاء، وللقضاء على انتشار مثل هذه الظواهر ينصح سعد الشباب بتدبر آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تتكلم عن مثل هذه الأمور، ويختم بقوله: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر) فعلينا أن ننشغل بتعلم أمور ديننا أولى من تعلم عادات الغرب وتقاليدهم السيئة. نزوات شيطانية آل داغر: الشباب يقلدونها ويبحثون عنها لاستغلال نزواتهم الشيطانية ويتمنى الشاب أحمد سعد آل داغر أن يقتبس الشباب من الغرب الأشياء المفيدة حتى تنفعهم وتنفع البلد بعيداً عن تعلم الأخلاق والأفعال المشينة، وحول الموضوع يقول: مثل هذه الأفعال غير حميدة وأكثر الشباب يقلدونها ويبحثون عنها لاستغلال نزواتهم الشيطانية لفعل أمور لاتحمد عقباها، وهم هداهم الله يقلدون أي شيء يفعله شباب الغرب للأسف، وهذا خطر على شبابنا، وانتقال عادات الغرب إلينا يكون عن طريق وسائل الإعلام المختلفة. أوقات الفراغ ويختصر الشاب سعد حسن أحمد كلامه بذكر أسباب تقليد الشباب للغرب، بقوله: ضعف الوازع الديني لدى الشباب هو السبب الرئيسي وأوقات الفراغ للعاطلين تدفعهم لارتكاب تلك التصرفات، وينصح سعد الشباب بأن يجلسوا مع آبائهم أو أي شخص كبير لديه علم ويسأله عن رأيه في هذا الفعل، وسيدرك أن الفعل سيئ جداً. ويذكر سعد أنه شاهد طلابا في المرحلة المتوسطة لم تتجاوز أعمارهم 13 عاماً قد انتهوا من يومهم الدراسي وخرجوا إلى الشارع خارج المدرسة رافعين لوحات كبيرة كتب عليها Free Hug ويضيف: المصيبة أكبر عندما يقوم طفل ما بفعل تلك الحماقات وأدعو كل مديري المدارس بالمملكة والمعلمين التربويين أن ينبهوا طلابهم لمثل هذه الأفعال المشينة، وغرس قيم الإسلام وتعاليمه في نفوسهم. شاب يرفع شعار الحضن المجاني في الشارع العام (وكالات) لا توجد كلمات دلالية لهذا المقال القراءات: 1

مشاركة :