الخيانة الإلكترونية.. فراغ عاطفي أم غياب رقابي

  • 3/27/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخيانة الإلكترونية أو ما يسميها البعض تجاوزاً الخيانة الافتراضية عن طريق الإنترنت انتشرت في كثير من العواصم العربية وساعد الإنترنت على انتشارها الذي لا يخضع لأي رقابة في ظل غياب حقيقي للرقابة المجتمعية التي تفرض قيوداً من أجل الحفاظ على حماية وأمن المجتمع حتى وإن اصطدم ذلك بحريات المواطنين، وهذا ما ساعد على وجود 72 ألف موقع جنسي، على سبيل المثال، يحققون أرباحاً سنوية تقدر ببليون دولار سنوياً على الشبكة العنكبوتيه بالإنترنت. قصص وحكايات الخيانة الإلكترونية كثيرة الأسباب منها غياب الرقابة الحقيقية التي تفرض سطوتها، هذه الرقابة التي تنسحب تباعاً الأسرة فيؤدي الفراغ وإدمان الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة إما للتسلية أو مشاهدة المواقع الإباحية والنتيجة في النهاية خيانة زوجية وممارسات غير أخلاقية. نحاول خلال هذا التحقيق الرصدي دق أجراس الخطر من آثار الخيانة الإلكترونية وبحث أسبابها ودواعيها ودوافع البعض عند ارتكابها مع سرد لبعض القصص التي مهدت الطريق إليها فإلى نص التحقيق. قصص الخيانة في البداية تحكي صفاء علي، قصة إحدى صديقاتها القريبة منها وقعت في هذا النوع من الخيانة دون أن تجد من يقدم لها النصيحة والمشورة، فتقول: إن صديقتها كانت تحاول تعلم الكمبيوتر حتى تواكب العصر خاصة أن زوجها مهندس برمجيات، وكانت تحاول أن تجاريه في تخصصه مما دعاها لتجلس ساعات طويلة في البداية كي تتعلم استخدام هذه التكنولوجيا المعقدة، مشيرة إلى أن صديقتها كانت تظن في البداية أن زوجها لن يكتشف خيانتها لأنها تمارس هذه الخيانة من خلال كمبيوتر وفي أوقات لا يوجد فيها، فضلاً عن عدم معرفة من تقوم بممارسة الجنس معه أرقام هواتفها ولا عنوانها فقط على معرفة بالإيميل فبالتالي لا توجد طريقة يكتشف زوجها خيانتها من خلالها. وتعلمت صديقة صفاء استخدام الكمبيوتر ومن ثم انطلقت لكتابة الرسائل وحفظها ومن حال إلى حال تعلمت كيفية دخول الإنترنت وتعلمت محادثة شباب على برامج المحادثة، وبدأت علاقتها المشبوهة بأجانب. هذه العلاقة كما تقول صفاء بدأت بمجرد تعارف وانتهت بخيانة على الإنترنت، والأمر لم يقتصر على ذلك، فدخولها على مواقع التعارف والدردشة أصبح إدماناً، فأصبحت تتعرف يومياً على أشخاص جدد وتتطور علاقتها بهم من خلال ممارسة فعلية للجنس. وتشير صفاء إلى أن صديقتها كانت تدخل إلى عالم الإنترنت بعد خروج زوجها وكانت تضع كلمة مرور خاصة بحيث تمنع أي شخص أن يتعرف على الرسائل الغرامية التي ترسها أو يرسل إياها الرجال التي أقامت علاقة معهم. أنهت صفاء حديثها، أن ما حدث مع صديقتها تكرر مع عشرات من زميلاتها لأسباب منها، حسب قولها، وجود الفراغ وقلة الوعي الديني والخبرة الحياتية مع غياب الرقابة المجتمعية على هذه البرامج. وتقول فوزية سمير، إن صديقة لها روت قصة هي أغرب من الخيال، حيث فوجئت بزوجها وهو يعمل مهندساً وكان لا يجيد استخدام الكمبيوتر فحاول التعرف عليها وهي كانت خبيرة في استخدام هذه التقنية دون أن يعرف أنها زوجته فضلاً عن ذلك أنه طلب أن يكون بينهما علاقة جنسية عبر الإنترنت. وترى فوزية أن غياب رقابة المجتمع الضعيفة ساعدت على انتشار هذا النوع من الخيانات، ولذلك لا بد للأسر أن تكون لها رقابة من نوع آخر وأن يتم حذف كافة برامج الدردشة والتعارف التي تتسبب في هذا النوع من الخيانات، لأنها سبب كثير من البلايا وإن لم يكن هناك خوف على عوائل الأسر مثل الأبوين فالخوف على الأطفال في المستقبل. شك في محله وتقول علا أحمد، إنها شاهدت زوجها أكثر من مرة أمام جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة مما أدخل الشك في قلبها فراقبته كثيراً حتى اكتشفت خيانته، رغم أن زواجهما لم يتعد ثلاث سنوات. وتضيف علا إلا أن العلاقة بزوجها انتهت بالطلاق لأنها شعرت بعدم الأمان وأن زوجها يغضب الله تعالى بعلاقاته المتعددة بنساء أخريات. وأنها طلقت منه بالفعل عندما تأكد لها ذلك، حيث قامت بعمل بريد إلكتروني افتراضي لمحاولة كشف خيانة زوجها على أنها فتاة ليل فوجدت منه ما لم تكن تتوقعه، فاضطرت لمواجهته فاعترف وقرر عدم العودة إلى ما كان عليه، حتى فوجئت مرة أخرى بامرأة في بيت الزوجية تعرف عليها خلال «الشات»، بعدها طلبت الطلاق وانتهت العلاقة هذه النهاية المأسوية بسبب برامج الشات. برامج للخيانة يقول سمير مرقص مبرمج: «من أسباب الخيانة الإلكترونية جلوس بعض مستخدمي الإنترنت لفترات طويلة أمام الكمبيوتر دون داعٍ وغالباً ما يكون ذلك للتسلية مما ينتج عنه الوقوع في الرذيلة بعد ذلك، حتى أن هؤلاء يكون لديهم الدافع وراء ارتكاب الرذيلة. ومن البرامج المستخدمة في الخيانات الإلكترونية، كما يقول مرقص، والتي لا بد أن يكون عليها حظر من نوع ما، منتديات التعارف ومواقع الزواج وبعض البرامج المستخدمة في معرفة الخيانة الإلكترونية تتمثل في kelogger propad icq،Kmirce حيث تمثل هذه البرامج نوعاً من الهاكر التي تمكن الشخص من مراقبة أي جهاز كمبيوتر بعد وضع هذه البرامج عليه فيقوم الجهاز بإرسال تقارير للشخص الآخر. ومن البرامج التي تساعد على الخيانات الإلكترونية برامج: Skype، yahoo hotmail، facebook، canfrog، baltallk، HI.5، OVO، Tagged، video shake. ويقول سمير، الحل الوحيد لمنع الخيانات الافتراضية أو الإلكترونية على الكمبيوتر من خلال الإنترنت هو فرض نوع من الرقابة الأسرية والمجتمعية بحيث يمنع وجود برامج الدردشة والتعارف وأن تكون هذه الرقابة صارمة بحيث يعاقب كل من يقوم بممارسة هذه الخيانات من خلال الإنترنت من خلال تشريع قانوني. وأنهى كلامه، بأن هناك خواصاً كثيرة يمكن من خلالها معرفة أصحاب هذه الخيانات من خلال التتبع ومعرفة ما يعرف بـ IB Adresse لكل جهاز كمبيوتر مع إنشاء شرطة متخصصة للقبض على كل الخيانات الإلكترونية وهو غير معمول به على الأقل في مصر. وتقول الداعية الإسلامية الدكتورة ملكة زرار مستشارة في قضايا الأحوال الشخصية: إن الخيانة الإلكترونية زنا واضح يحاسب الشرع عليه لأنه يؤدي بالإنسان إلى ما يؤدي به الزنا الواقعي، واعتبرت هذا النوع من الخيانة يوجب الطلاق وأن مرتكبه لا بد أن يعاقب عقاباً رادعاً. وأن هذا النوع من الزنا يدخل في باب الزنا الحكمي وإن لم يكن هناك التقاء جسدي ولا بد أن يواجه مرتكبوه بالعقاب الشرعي وأن يكون القانون متوافقاً مع الشرع في العقاب. وقارنت الدكتورة ملكة زرار، بين معاقبة الدولة للفعل الفاضح في الطريق العام في الوقت الذي لا يوجد فيه تشريع لمعاقبة من يرتكب فعلاً فاضحاً وخيانة إلكترونية معتبرة ذلك قصوراً في التشريع القانوني لمجابهة هذه الجرائم. فالموقف الشرعي واضح من قضية الخيانة الإلكترونية التي بدأت تظهر الفترة الأخيرة في المجتمع وأدت إلى انشقاقات في كثير من الأسر وأدى ظهورها إلى حالات طلاق. التفكك المجتمعي وتقصير شريك الحياة وتقول الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن ممارسة هذا النوع الافتراضي من الخيانة يرجع لأسباب كثيرة منها التفكك المجتمعي وتقصير شريك الحياة في بعض الأحيان، فكما أن هذه الخيانة تحدث من أزواج فإنها تحدث من زوجات، وبالتالي فإن خطرها يشمل الأسرة بكاملها. وغياب الوازع الديني واتباع هوى الشيطان تؤدي لفكرة الانحراف سواء كان ذلك إلكترونيا أو حقيقياً على أرض الواقع، كما أن انتشار غرف الشات ومقاهي الإنترنت ساعد على ذلك بشكل كبير. وطالبت د. سامية بوجود حماية لمتصفحي الإنترنت وأن تكون هذه الحماية مشمولة من الدولة بحيث لا يترك الشباب من الجنسين الوقوع في الهاوية فيصيبهم ما أصاب غيرهم من المجتمعات المنحلة، وأكدت على أن الدافع الحقيقي للخيانة يعود لعدم الالتزام بالأوامر الربانية مما يستلزم ذلك دعوة للتربية سواء كان ذلك من خلال مناهج دراسية كالتعليم أو من خلال الأسرة.

مشاركة :