ألقت جوائز أشواط سيف الملك بظلالها على أجواء مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، ودفعت العديد من الصقارين للرغبة بالمشاركة في المسابقات نظير ما تحظى به من قيمة معنوية ورمزية عريقة لدى أبناء الجزيرة العربية، ومنطقة الخليج على حد سواء. وفيما أسهمت جائزة «سيف الملك» في ارتفاع أسعار الصقور همَّ صقارون لشراء مزيد من الصقور؛ وذلك للدخول في المنافسة على هذه الجائزة الكبرى. وكان مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، الذي يدخل يومه التاسع، قد استحدث شوطين جديدين في مسابقة الملواح بنسخته الخامسة، يحملان لقب «سيف الملك»، ويتنافس فيهما الصقارون الذين اجتازوا الأشواط التأهيلية، وتُوجوا بالأشواط النهائية «كؤوس الملك عبدالعزيز». ويجمع الشوطان نخبة الصقور وأكثرها تميزًا، ولاسيما تلك التي تفوقت على الصقور في فئاتها، في خطوة يسعى من خلالها نادي الصقور السعودي إلى تطوير مسابقاته، ورفع مستوى التنافس بين الصقارين، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم واستمرارية الهواية واستدامتها، وتشريف المتميزين والفائزين بلقب فريد، هو «سيف الملك عبدالعزيز». ويعزو وليد الطويل، المتحدث باسم نادي الصقور السعودي، اشتعال الحماسة بين الصقارين لأهمية هذه الجائزة؛ لما تمثله من رمزية ومعنوية كبرى؛ إذ يُتوج حاملها والحاصل عليها بلقب هو الأغلى على قلوب الجميع، وعلى الصقارين، كالظفر بكأس المؤسس، إضافة إلى «سيف الملك عبدالعزيز» -طيب الله ثراه-. ويسهب الطويل في حديثه، ويقول: «الأجواء في المهرجان مع دخولها اليوم التاسع تزداد حماسة نتيجة رغبة الجميع بالحصول على الجائزة الغالية. وما من شك أن إقبال الصقارين على خوض هذه المسابقة يضفي نوعًا من المنافسة الشريفة، التي ترمي بنهاية الأمر إلى تعزيز ثقافة تربية الصقور واقتنائها والاعتزاز بها؛ كونها أحد موروثات بلدنا الغالي، وتعني لنا الكثير مما ورثناه عن الآباء والأجداد». وللسيف مكانة كبرى عند العرب، ليس باعتباره أداة قتالية أو زينة فحسب، بل لكونه ضمن رمزيات العزة والكرامة والشموخ، فضلاً عن أنه مساحة لإبراز الإبداع في الصناعة؛ ما قاد بعض العرب لإطلاق أسماء كبيرة من الأعلام والأعيان على السيوف. وبالنظر إلى التاريخ العربي سيجد الباحث أن السيف موجود على الدوام في الدواوين والقصائد والأشعار، وهو كناية عن الشجاعة، وله أسماء عدة، كـ«الحسام، والصمصام، والمهند، والصارم، والمشمل»، وغير ذلك من الأسماء الخاصة بالسيوف في صفحات التاريخ العربي. وفي المملكة العربية السعودية يبرز «السيف الأجرب» كأحد أبرز السيوف التاريخية، وهو سيف مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود، وقد تم توارثه، ووضعه الإمام سعود بن فيصل لدى أسرة آل خليفة حكام مملكة البحرين، أمانة استمرت قرابة 140 عامًا، وشهد على ملاحم تاريخية كبرى، شهدتها الدولة السعودية الثانية.
مشاركة :