أكدت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة دعمهما لجهود مكافحة الجفاف والمجاعة وتعزيز القدرة على الصمود في الصومال مع تغير المناخ. وخلص اجتماع على مستوى كبار المسؤولين عقدته الجامعة العربية في القاهرة أمس، بالتعاون مع الأمم المتحدة، إلى تنسيق جهود المنظمات الدولية لمواجهة مخاطر الجفاف والمجاعة التي تشهدها عدة مناطق في الصومال، إدراكاً من الجامعة بصعوبة الموقف وتنسيق الجهد بين المنظومة الإقليمية متمثلة فى الجامعة العربية وجانب الدول فى إطار الأمم المتحدة لتحقيق مصالح الصومال. وركز الاجتماع على 3 مجالات رئيسة وهي الزراعة، والثروة الحيوانية، والموارد المائية، من خلال العمل على مسارين، أولهما قصير الأجل عبر الاستجابة للاحتياجات الطارئة، وأما المسار الآخر فيعتمد نطاقاً زمنياً أطول عبر ترميم قدرة الصوماليين على التعامل مع الأوضاع. وخلال كلمته في بداية الاجتماع، قال الأمين العام للجامعة العربية إن الدعوة لهذا الاجتماع نابعة من قلق عميق يعتري الوطن العربي والمجتمع الدولي بمحنة الشعب الصومالي في ظل أزمة الجفاف التي تعد الأسوأ من نوعها بعد عدم هطول الأمطار لخمسة مواسم متتالية مما ألحق الضرر بنحو 8 ملايين شخص أغلبهم من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وخطر الموت. وشدد أبو الغيط على أن أطفال الصومال بحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم لمواجهة حالة الجفاف التاريخية التي تُنذر بوقوع مجاعة مأساوية غير مسبوقة لن تكون تكراراً للمجاعة التي وقعت عام 2011 فحسب، بل قد تكون أسوأ بكثير إن لم نتحرك بالشكل المطلوب. ولفت أبو الغيط إلى الإحصاءات التي تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظروف ما قبل المجاعة أو الشبيهة بالمجاعة في الصومال قد زاد بنسبة 5 أضعاف منذ بداية العام، وأن النزوح الداخلي مستمر، والصراع على الموارد الشحيحة يهدد السلم والأمن المجتمعي والسياسي في الصومال على نحو بالغ الخطورة. وقال إن هذه الأزمات لا تتطلب تأمين المساعدات الإنسانية فحسب؛ بل تستوجبُ إيجاد حلول مستدامة فعالة تركز على الاستثمار في تنمية البنية التحتية للتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية وتعزيز القدرة المجتمعية على الصمود، وتوفير الخدمات الأساسية. من جانبه، دعا عبدالرحمن عبدالشكور، المبعوث الخاص لرئيس الصومال للشؤون الإنسانية والجفاف، الدول العربية ومنظمات وهيئات الأمم المتحدة المعنية بالعمل الإغاثي والإنساني لسرعة التحرك والتدخل العاجل لإغاثة الشعب الصومالي جراء الوضع الكارثي المتفاقم في الصومال نتيجة أزمتي الجفاف ونقص الغذاء وهو الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية كبيرة. وشدد عبدالشكور على أهمية تعزيز قدرة الشعب الصومالي على الصمود، داعيًا أن يكون ذلك هو الهدف الرئيس للاجتماعات القادمة جنباً على جنب مع جهود انقاذ الأرواح، كما دعا إلى عقد اجتماع فني قادم في الصومال بحضور الدول والمنظمات العربية والدولية يخصص لتعزيز قدرة الإنسان الصومالي على الصمود أمام تغير المناخ. بدوره، أكد إلياس شيخ عمر أبو بكر، سفير الصومال لدى مصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية، أهمية هذا الاجتماع لدعم الصومال، مؤكداً أن بلاده في أمس الحاجة لتكاتف الجهود العربية والدولية لإغاثة الشعب الصومالي وسرعة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، معرباً عن تطلعه الى أن يصدر مخرجات ونتائج حقيقية ملموسة تسهم في إنهاء الأزمة التي يواجهها الصومال، معولاً على دور الجامعة العربية للتواصل مع مؤسسات التمويل والإغاثة العربية والدولية لدعم الصومال. وناشد السفير الصومالي، الجميع بسرعة إيصال مساعدات طارئة إلى المتضررين والمحتاجين في الصومال والذين تجاوز عددهم أكثر من 7 ملايين شخص تضرروا بالجفاف، حيث تشهد الأراضي الصومالية حالة من الجفاف لم يسبق لها مثيل منذ 40 عامًا. بدوره، أعرب آدم عبد المولى، مبعوث الأمم المتحدة المقيم بالصومال، عن قلقه حول الوضع في الصومال والذي وصفه بـ«الخطير»، جراء توقف الأمطار منذ 5 سنوات، مما ترتب عليه موجات كبيرة من النزوح وأصبح ملايين البشر على حافة المجاعة. وأكد مبعوث الأمم المتحدة أن معدلات انعدام الأمن الغذائي تتزايد بصورة كبيرة وربما تتجاوز المجاعة التي لحقت بالصومال في 2011، مؤكداً أن الحاجة ملحة لمزيد من الأموال لاحتواء الأزمة التي تشهدها الصومال، والعمل على تأمين الموارد المطلوبة لتلبية احتياجات المواطنين الصوماليين. وأشار عبدالمولى إلى أن آلاف الأطفال سوف يعانون من سوء التغذية الحاد، مع مخاوف تفشي الأوبئة مثل الكوليرا، والتي تسهم في زيادة الوفيات بين الأطفال مع تراجع الخدمات الصحية، مشدداً على ضرورة أن تحتل أزمة الجفاف أولوية فيما يتعلق بمسألة المساعدات الإنسانية والاستثمار.
مشاركة :