حضرتُ العرض الأخير لمسرحية (الفيلسوف) من إنتاج هيئة الترفيه لحساب موسم الرياض هذا العام، تجربة حديثة لطاقم العمل تمثلت في تقديم عرض مسرحي مستوحى من واقع الحياة الكروية التي عايشها اللاعب الشهير والفنان المهاري يوسف الثنيان في الحارة والنادي والمنتخب، شاهدت تفاعل وتجاوب الجمهور الكبير مع العرض من رفع الستار حتى إسداله، ومنه تأكد لي أن مسرح هيئة الترفيه منذ ثلاث سنوات مضت قد فتح باباً جديداً نحو تاريخ جديد للمسرح الاجتماعي الجماهيري السعودي أتمنى الاستدامة له، وليهتم صناع مسرح الترفيه وعلى رأسهم معالي المستشار تركي آل الشيخ المهندس الأول بهذا المسرح، لكي يكون مسرحنا السعودي في طليعة المسارح الخليجية والعربية، فالمسارح العربية تهتم كثيراً بالنصوص الروائية الاجتماعية لعظمائها في مختلف أوجه الحياة الاجتماعية وتحولها إلى المسرح، بالأمس شاهدت الفيلسوف الكروي يوسف الثنيان وقريباً وعلى نفس المسرح والمكان والجهة المنتجة سنشاهد (السهم الملتهب)، حكاية مستمدة من وحي الحياة الكروية لأسطورة الكرة السعودية والآسيوية (ماجد عبدالله)، وللحقيقة أن علاقة المسرح بحكايات العظماء والأساطير والمشاهير ظاهرة قديمة وليست وليدة العصر، فكثيراً من المسارح بالعالم يستمد مؤلفوها مسرحياتهم من الأساطير الملحمية ومن الحكايات الشعبية وغيرها، حيث تظل الحكاية هي السحر الذي يشد به أهل المسرح من مخرجين وممثلين انتباه الجمهور، في مسرحية الفيلسوف مؤلف ومخرج وممثلون وفنيون مسرحيون مميزون جمعوا بشكل مبدع وخلاق ما بين إمكانات المسرح وجماليات السينما في أجواء سينوغرافية مع استعراضات موسيقية راقصة ظهرت باهرة جداً، قدمها فنانون ذوو طاقات إبداعية مسرحية مدهشة، لا يقلون قيمة فنية عن غيرهم في المسرح العربي، ومثلما كان الثنيان فيلسوفاً كروياً ممتعاً لجمهور الرياضة الكروية، أراد المخرج المبدع (عقيل خميس) أن يكون فيلسوفاً مسرحياً ممتعاً لجمهور المسرح مع الفارق بين تلك وهذه، الأولى فلسفة لم يفكر بها الثنيان حيث ظهرت موهبة فطرية لديه، بينما الثانية فلسفة فنية مكتسبة لدى المخرج بالتعلم، وربما يؤخذ على العرض شعور المتفرج خاصة المتفرج العادي الذي حضر لمشاهدة الثنيان وليس له في الأصل الاهتمام المسرحي، شعور بأن تسلسل الاحداث وتصاعدها على الخشبة لم يكونا متدرجين من البداية إلى الذروة ثم النهاية، وهذا ما أفقد العرض اللهفة والتسلسل المنطقي للأحداث لدى الجمهور، ومع ذلك لمست ارتفاع الوعي الاجتماعي والثقافي والجمالي الفني لدى الجمهور الذي حضر، حيث ظهر مستمتعاً بعد مشاهدته نصاً مسرحياً مدهشاً ليوسف الثنيان. تدوينة: شكراً لموجه الدعوة لي بالحضور الفنان الممثل النجم عبدالله الحمادي، وشكراً لكل طاقم العمل بلا استثناء، والشكر موصول لهيئة الترفيه.
مشاركة :