واشنطن – طرحت شركة "أوبن اي اي" OpenAI)) المتخصصة أداة ذكاء اصطناعي جديدة مولدة لنصوص قريبة من الكتابة البشرية بشكل لا يصدق. حول مواضيع محددة تطلب منها، ما يجدد المخاوف حول هذه التقنية وقدراتها. وتمول منظمة "أوبن أي آي" من خلال مساهمات مجموعة من المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، أبرزهم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي السابق لشركة تسلا. وعلى سبيل المثال، عندما طلب محرر الخبر من التطبيق المسمى ChatGPT"" عمل خطاب تعريفي لمحرر صحفي، لم يستغرق الأمر ثواني معدودة وتم تنفيذ المهمة بنجاح، وكل ما احتاجه الأمر فقط بعض التعديلات الطفيفة، كما قام التطبيق بمهمة كتابة مقال عن ديون إحدى الدول بشكل دقيق ومنمق. كما يمكن أن تقوم الأداة بتأليف قصيدة أو أغان عن المستخدم باسمه وغير ذلك من الإمكانيات غير المحدودة. لكن عندما طرح على مولد النصوص بعض الأسئلة التي تتعلق بالسياسة ذكر أنه أداة لغوية وأجاب بطريقة عامة وفلسفية على الأسئلة. في شكلها الحالي، وبدون تدريبها على أحدث الأخبار والمعلومات؛ يمكن لأداة تقديم إجابات مفيدة للعديد من الأسئلة، ومع بعض التحسين يمكن أن تصبح بسهولة واجهة بحث رائعة، وتسبق بخصائصها عملاق البحث غوغل وغيره من الشركات التي تسعى لإدراج المزيد من خدمات استفسارات البحث المباشرة. وتسلط الأداة الضوء على التطور المتسارع والمقلق الذي يجري في مجال إنشاء نصوص الذكاء الاصطناعي، والذي من الممكن أن يزيد من صعوبة الأوضاع بالنسبة للكثير من البشر العاملين في المجالات ذات الصلة. ورغم ان التقنية تضيف الكثير من المتعة للمستخدمين، لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء أيضًا على المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لا سيما فيما يتعلق بالتضليل المعلوماتي والترويج للأكاذيب. ووفق تقرير أورده موقع "أكسيوس" الأميركي، تكمن سيناريوهات كابوسية في الأداة، وتتمثل في المخاوف من استخدام نصوص من محركات الذكاء الاصطناعي لإغراق الجمهور بمعلومات تبدو موثوقة لدعم نظريات المؤامرة والدعاية. على سبيل المثال استطاع البرنامج توليد قصة علمية مزيفة عن اكتشاف وحيد القرن في جبال الإنديز عن طريق إدخال جملتين فقط. كما يمكن استغلال هذه الأداة على سبيل المثال في كتابة مراجعات المستخدمين حول منتج أو كتاب أو حتى تقرير علمي لتغيير الرأي العام حوله. وفي هذا الصدد، علق بنغ إدواردز الكاتب في موقع "آرس تكنيكا" المتخصص بالشؤون التقنية، بشأن الأداة قائلاً: "قد تكون الشركة ابتكرت الكاذب الأكثر خطورة وإقناعا واطلاعا في التاريخ".