احتجاز 'أبوعجيلة' يعيد بعد 36 عاما إحياء قضية تفجير لوكربي

  • 12/11/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أعلنت وزارة العدل الأميركية الأحد أن ليبيا يشتبه في قيامه بصنع القنبلة التي استخدمت في تفجير طائرة أميركية فوق مدينة لوكربي عام 1988، بات محتجزا في الولايات المتحدة، في تطور يعيد احياء ملف قد أغلق إما عبر التسوية في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أو عبر محاكمة مشتبه بهم مفترضين في القضية التي مر عليها الآن 36 عاما. ووجهت السلطات الأميركية الاتهام لأبو عجيلة محمد مسعود قبل عامين على خلفية قضية لوكربي، وكان قد احتُجز سابقا في ليبيا لضلوعه المفترض في هجوم عام 1986 على ملهى ليلي في برلين. وأكدت وزارة العدل في بيان أن مسعود محتجز لدى الولايات المتحدة، بعد إعلان صدر عن الادعاء الاسكتلندي من دون الكشف كيف وقع في قبضة الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم الوزارة إنه يتوقع أن يمثل مسعود أمام محكمة أميركية في منطقة كولومبيا، من دون تحديد التاريخ. وحوكم متهم واحد فقط حتى الآن في قضية تفجير رحلة شركة بان أميركان رقم 103 بين لندن ونيويورك في 21 ديسمبر/كانون الأول 1988 والذي يبقى الاعتداء الإرهابي الذي حصد أكبر عدد من الضحايا في تاريخ بريطانيا. وأمضى ضابط المخابرات الليبي السابق عبدالباسط المقرحي سبع سنوات في سجن اسكتلندي بعد إدانته عام 2001، وتوفي في ليبيا عام 2012. ولطالما دفع المقرحي ببراءته. وقالت النيابة العامة الاسكتلندية إن "أهالي ضحايا هجوم لوكربي ابلغوا أن المشتبه به أبوعجيلة محمد مسعود محتجز في الولايات المتحدة". وأضافت أن "المدعين العامين والشرطة الاسكتلندية، بالتنسيق مع حكومة المملكة المتحدة وزملائهم في الولايات المتحدة، سيواصلون التحقيق لتقديم من شاركوا مع المقرحي إلى القضاء". ولم يتم تقديم مزيد من المعلومات حول حيثيات تسليم مسعود وقد كان مصيره موضع خلاف بين الجهات المتنازعة في السياسة الليبية. وأوردت هيئة "بي بي سي" الشهر الماضي أنه خطف على أيدي جماعة مسلحة ليبية عقب توقيفه على خلفية هجوم برلين الذي أسفر عن مقتل عسكريين أميركيين ومواطن تركي. وعُرف مسعود بأنه صانع قنابل لصالح نظام معمر القذافي. ووفق لائحة الاتهام الأميركية، قام بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت طائرة بان أميركان. وأعيد فتح التحقيق في القضية عام 2016 عندما علم القضاء الأميركي بتوقيف مسعود بعد سقوط نظام القذافي وأنه قدم اعترافا مفترضا لاستخبارات النظام الليبي الجديد عام 2012. ويشكك كثيرون منذ فترة طويلة في مسؤولية ليبيا في قضية لوكربي، معتبرين أنه تم توظيف القضية سياسيا ولابتزاز النظام الليبي السابق. وفي يناير/كانون الثاني 2021، خسرت عائلة المقرحي بعد وفاته استئنافا في اسكتلندا ضد إدانته وذلك اثر صدور مراجعة مستقلة لم تستبعد احتمال حدوث خطأ قضائي. وتريد الأسرة من سلطات المملكة المتحدة رفع السرية عن وثائق قيل إنها تزعم أن إيران استعانت بفصيل فلسطيني مقره في سوريا لصنع القنبلة التي أسقطت الطائرة. ويرى أصحاب هذه الرواية أن تفجير لوكربي جاء ردا على إسقاط طائرة ركاب إيرانية بصاروخ للبحرية الأميركية في يوليو/تموز 1988 ما أدى إلى مقتل 290 شخصا. لكن نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي أقر رسميا بمسؤوليته عن تفجير لوكربي عام 2003 ودفع 2.7 مليار دولار تعويضات لأسر الضحايا. ويعد هجوم لوكربي ثاني أكثر الهجمات دموية ضد الأميركيين (190 قتيلا) بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

مشاركة :