يعمل باحثون بريطانيون على التوصل لطريقة جديدة للكشف المبكر عن التهابات المسالك البولية باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات. تعاون العلماء في جامعة إدنبرة وجامعة هيريوت وات مع معهد أبحاث «ناشونال روبوتاريوم» National Robotarium في اسكتلندا واثنين من مقدمي خدمات رعاية المسنين الاسكتلنديين في المشروع التعاوني، المعروف باسم FEATHER (تسهيل الصحة والعافية من خلال تطوير أنظمة للتعرف المبكر على التهابات المسالك البولية). وقد حصل المشروع التعاوني مؤخراً على حوالي 1.3 مليون دولار في شكل منح حكومية بريطانية. يعد هذا نهج عالي التقنية لمشكلة طويلة الأمد. تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية أكثر من الرجال بثلاث مرات، لكن أعراض المسالك البولية تختلف، وقد يستغرق الأمر أياماً للحصول على تشخيص موثوق. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يستمر الشعور بالتعب الجسدي ويمكن أن تنشأ مضاعفات. تشير أعراض مختلفة مثل الألم عند التبول وسلس البول والتغيرات في درجة الحرارة والارتباك إلى احتمال الإصابة بالتهاب المسالك البولية، ويمكن أن تتطور حالة المرضى الذين ينتظرون التشخيص إلى الإصابة بالفشل الكلوي، حيث تنتشر العدوى من المسالك البولية إلى المثانة والكلى. تعتبر عدوى المسالك البولية شائعة بشكل خاص في دور رعاية المسنين والمستشفيات بسبب استخدام القسطرة، وهي واحدة من أكثر أنواع العدوى المكتسبة في المستشفيات شيوعاً. كما أنها شائعة أيضاً بين أولئك الذين لا يستخدمون القسطرة، أكثر من 50 في المائة من النساء سيصابن بالتهاب المسالك البولية خلال حياتهن. فالنساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية من الرجال. يتضمن هذا المشروع وضع أجهزة استشعار وروبوتات المساعدة الاجتماعية للأشخاص الذين يعيشون في دور الرعاية. ستراقب أجهزة الاستشعار هذه العلامات المحتملة للعدوى، بما في ذلك التغييرات في وظيفة المشي أو أنماط النوم. إذا اكتشفت منصة البرنامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي تلك العلامات، فستؤدي إلى تفاعلات مع الروبوت، وفي النهاية، مع الطبيب. يأمل الباحثون أن يساعد البرنامج في مكافحة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية. وقالت «كيا نازاربور»، قائدة المشروع وأستاذ الصحة الرقمية في كلية جامعة إدنبرة لتكنولوجيا المعلومات، في بيان صحفي: «باعتبارها السبب الثاني الأكثر شيوعاً لضرورة تناول المضادات الحيوية، فإن العدوى تساهم بشكل كبير في مشكلة البكتيريا المقاومة للأدوية التي تثير القلق بشكل متزايد». ونظراً لأن نتائج المختبر قد تستغرق ما يصل إلى يومين لتظهر، فغالباً ما يقوم الأطباء بجعل المرضى يشرعون في تناول المضادات الحيوية على الفور. جدير بالذكر أنه في الولايات المتحدة وحدها، يتكلف علاج التهاب المسالك البولية في المستشفيات ما يقدر بنحو 2.8 مليار دولار سنوياً. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»
مشاركة :