في مهرجان الشيخ زايد.. «التلي» خيوط تتغنى بالجمال

  • 12/14/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نجح مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي، في إبراز الحرف والصناعات التقليدية الإماراتية، وما رافقها من عادات وتقاليد ضمن رؤية شاملة، وكيف كانت هذه الحرف التراثية شاهدة على حياة اجتماعية شكلت فيها المرأة محور البناء وأساس الإبداع، حيث لعبت دوراً حيوياً وفاعلاً في المجتمع، سواء داخل البيت أو خارجه، من حياكة السدو والتلي والخوص والخياطة، وسواها الكثير. هذه الحرف لا تزال تقاوم الزمن بحضورها في مناسبات عدة، وتدل على كفاحها وقوتها ومساندتها لزوجها، موفرة ملابسها وزينتها من صنع يديها، مستغلة ما جادت به البيئة المحلية آنذاك، ومن بين هذه الحرف التي أبدعت فيها المرأة الإماراتية ومارستها، حرفة تطريز «التلي» التي نجحت الإمارات في تسجيلها ضمن قائمة «اليونيسكو»، كتراث إنساني عالمي تتويجاً للجهود المبذولة للحفاظ على التراث الإماراتي غير المادي وصونه، وتسليط الضوء على قيمه الثمينة، والتعريف به عالمياً، والتأكيد على أهمية خلق البيئة الملائمة لضمان استدامة الصناعات التراثية. عراقة وزينة یُعتبر «التلي» من أعرق فنون التطریز في الإمارات، وهو عبارة عن نسج خیوط الحریر والخوصة المعدنیة على أداة تسمى «كاجوجة»، وهي مخدة على قاعدة حدیدیة تُثبت الخیوط عليها، والتلي یُستخدم لتزیین الملابس النسائیة الإماراتیة، وكان یُصنع باستخدام الفضة، لكن الیوم يعتمد على استخدام خیوط معدنیة مسطحة، ومع الوقت أصبح «التلي» يدخل في العديد من الصناعات الأخرى، مثل تزيين الفخار والديكورات، في صورة نسيج يدوي تقليدي يتميز بألوانه الزاهية وتصميماته الجميلة. و«التلي» حرفة تقليدية تمارسها النساء داخل البيوت الإماراتية، وتعتبر من مكونات التراث الثقافي المحلي التي توارثتها الأجيال عبر الزمن، وتستخدم في تزيين ملابس النساء، وتتميز القطع بأنماطها المستلهمة من عناصر البيئة المحلية، وإنجاز تصميم التلي قد يستغرق بضع ساعات أو أشهراً عدة، وفقاً لطبيعة المنتج ومدى تعقيده، وعدد الخيوط المستخدمة فيه. أخبار ذات صلة إطلاق برنامج تحسين مهارات الصحة النفسية بأبوظبي «حوارات 42» تعرض قصة نجاح بالأمن السيبراني مهارة وصبر موزة سعيد الخيلي، الشهيرة بإتقانها لحرفة التلي، ومن الحرفيات التابعات لمؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية في مهرجان الشيخ زايد ضمن «القرية التراثية»، تتقن حرفة «التلي»، والتي تعد أحد الأشكال التقليدية للتطريز البديع الذي تمارسه المرأة، وتستخدم الخيلي خيوط القطن أو الحرير بشكل متداخل مع خيوط الذهب والفضة لتزيين الياقات والأكمام وأطراف الكندورة والثوب، فيتألق بريق التصاميم بألوانها النابضة بالحياة. وقالت الخيلي إن عملية صناعة التطريز المميز تستغرق وقتاً طويلاً، وتتطلب الكثير من الصبر والجد والتركيز، إلى جانب المهارة، لافتة إلى أن الحرفة التي كانت تتقنها نساء قلة في الماضي، كانت تعكس روابط المحبة التي تسود الفريج أو القبيلة، وأوضحت أن التلي كان يُصنع من خيوط الفضة في البدايات، وأنها تعلمت هذه الحرفة عن والدتها وجدتها، وكانت نساء الفريج يعملن في حرفة «التلي» في جماعات، ويصنعن الملابس المطرزة لنساء العائلة وللعرائس وللسيدات في المناسبات السعيدة، موضحة أن الجدات كن يكتفين بأربع خطوط تلي مصنوعة من الفضة، بينما العروس كانت تتزين كندورتها بستة أو ثمانية خطوط، من أجل إبراز جمال الزي التقليدي. موروث يُستخدم «التلي» في تزيين فساتين الأعراس والفساتين الرسمية وحتى الملابس اليومية، وانتقلت مهاراته من الأمهات إلى الفتيات جيلاً بعد جيل حتى يومنا هذا، باعتبارها جزءاً مهماً من التراث الشعبي، ويُنسج التلي باستخدام «الكاجوجة»، وحالياً يتم استخدام خيوط اصطناعية كبديل لخيوط الفضة أو الذهب الخالص، ويُعد الأسود والأخضر والأحمر والأبيض والفضي أكثر الألوان استخداماً في نسج «التلي» الإماراتي التقليدي.

مشاركة :