أثبت حكيم زياش خطأ قرار المدرب السابق وحيد خليلوجيتش باستبعاده من تشكيلة المغرب بعدما أثبت أنه رقم صعب في فريق المدرب وليد الركراكي وساهم بشكل كبير في بلوغ قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخ المغرب والعرب وأفريقيا. وحقق المغرب هذا الإنجاز التاريخي بفوزه الصاعق 1-صفر على البرتغال بطلة أوروبا السابقة في دور الثمانية يوم السبت الماضي. وسجل زياش هدفا واحدا في خمس مباريات للمغرب في البطولة التي تستضيفها قطر حتى الأحد المقبل وكان خلال الفوز 2-1 على كندا في دور المجموعات. وصنع هدفا آخر خلال الفوز 2-صفر على بلجيكا في المباراة الثانية للفريق الملقب "بأسود الأطلس" وحصد جائزة أفضل لاعب، لكن لمساته كانت ساحرة في بناء العديد من الهجمات. كما أظهر زياش قدرته على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط حتى يتقدم باقي زملائه، أو في بناء الهجمات المرتدة السريعة، ونجح في تشكيلة ثنائية قوية مع أشرف حكيمي، وأدى واجبه الدفاعي كثيرا. وعاد زياش لاعب تشيلسي البالغ عمره 29 عاما لتشكيلة المغرب بعد غياب بسبب خلافات مع المدرب السابق خليلوجيتش لتحقيق بداية رائعة مع الركراكي الذي لم يجد صعوبات في إقناعه بالعدول عن قراره. وكان بادو الزاكي المدرب السابق للمغرب أول من استدعى زياش حين كان في صفوف تفينتي أنشيده الهولندي وقاوم حينها اللاعب ضغطا لتمثيل هولندا حتى أن ماركو فان باستن مدرب هولندا آنذاك وصف قراره "بالساذج". وفاجأ زياش الجميع بعدما كان لاعبا أساسيا في منتخب هولندا تحت 21 عاما قبل أن يختار تمثيل المغرب، ما دفع الأسطورة فان باستن لانتقاده بعنف، لكن شاء القدر أن يقود زياش منتخبه الجديد للتأهل لكأس العالم 2018 وتفشل هولندا في الصعود. وقال زياش آنذاك: "عندما فضلت المغرب على هولندا، قالوا عني لاعب منتهي لا فائدة مني، وكانت تصاحبني صفارات الاستهجان في كل مكان. سعيد بارتداء قميص المغرب و لم يعد منتخب هولندا يعني لي أي شيء، لقد اخترت بقلبي". وقبل نشوب الأزمة مع خليلوجيتش دخل زياش في مشكلة مماثلة مع المدرب السابق ِالفرنسي إيرفي رينار واستبعده من المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2017، وقال المدرب الفرنسي إن زياش رابع اختيار في مركزه. وتدخل فوزي لقجع رئيس اتحاد المغربي لإنهاء الخلاف بين الطرفين حيث سافر مع رينار إلى أمستردام لمقابلة زياش وحل الأزمة. ويطمح منتخب المغرب، الذي فجر العديد من المفاجآت في كأس العالم، إلى الإطاحة بضحية جديدة عندما يواجه فرنسا حاملة اللقب في الدور قبل النهائي اليوم في مواجهة لا تخلو من بعض التأثيرات السياسية والاجتماعية.
مشاركة :