في دورته الجديدة لهذا العام، يجمع برنامج «منشد الشارقة» الذي تنظمه قناة الشارقة، التابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، 12 منشداً للفوز باللقب الـ 14 منذ انطلاق البرنامج، جاءوا من مختلف الدول العربية، للمشاركة في السهرات الأخيرة من البرنامج، التي وصل إليها من العراق المنشد وقارئ المقام محمد الرفاعي، والذي أكد على كونه قد خرج من عائلة ضمت عدداً من المنشدين طوال أجيال، من بينهم والده، الذي غرس فيه حب هذا الفن عبر الممارسة، والاستماع لأهم المنشدين العراقيين، مثل ملا عثمان، وحافظ مهدي، وعبد الفتاح معروف، وعبد الستار الطيار، وغيرهم، ممن ألهموا الرفاعي، أن يحذو حذو والده لخوض غمار هذا المجال. وقال الرفاعي، إنه شارك في برنامج «منشد الشارقة» عبر «الإنترنت»، حيث تأهل إلى النهائيات بصورة ولدت لديه انطباعاً جميلاً بسبب دمج البرنامج بين التراث والحداثة - وفق تعبيره - خاصةً أنها المرة الأولى التي يقدم فيها مشاركة خارج بلاده كمنشد، حيث اقتصر أداؤه لفن الإنشاد على المناسبات والفعاليات المحلية في بغداد وبعض المحافظات العراقية الأخرى كالموصل والأنبار وغيرها، آملاً في أن تؤدي مشاركته في البرنامج إلى نقله نحو آفاق أوسع في هذا الفن الأصيل. وأوضح الرفاعي عن الأثر الإيجابي الكبير لممارسته لفن المقام العراقي في جعله منشداً متمكناً، خاصة بعد انضمامه إلى «الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي» التابعة لوزارة الثقافة بجمهورية العراق، وهي فرقة موسيقية حكومية هدفها الحفاظ على المدرسة الموسيقية التقليدية عبر أداء السماعيات العراقية التراثية من عشرينيات وحتى سبعينيات القرن الماضي، في فرقة تضم عازفين على آلات السنطور والجوزة والقانون، إضافة إلى آلة العود، التي بدأ الرفاعي في تعلم العزف عليها مؤخراً. ويُعدّ فن المقام العراقي، الذي يمارسه الرفاعي بجانب الإنشاد الديني، لوناً من ألوان الغناء السائدة والأصيلة، يُغنى باللهجة العراقية المعاصرة رغم تمتعه بعمق عربي وإسلامي يعود إلى العصر العباسي، وهو ما أكسب الرفاعي نفساً مختلفاً في أدائه للإنشاد، حيث شارك مع الفرقة الوطنية في العديد من المهرجانات الموسيقية كقارئ مقام في تركيا وتونس وغيرها، متعرفاً على أهم الأنماط والألوان الموسيقية في العالم الإسلامي.
مشاركة :