يحرك الأسواق في آسيا هذا الأسبوع عدد من المحاور تبدأ من قرار الصين بتخفيف قيود السفر المحلية الذي قد يحفز الطلب على وقود الطائرات، إلى ارتفاع أسعار الشحن من كوزمينو إلى شمال الصين، ومن المتوقع أن يظل الطلب على البوليمرات فاترًا، بينما تظل صادرات الحديد والصلب الهندية في طريقها للزيادة. هذا الأسبوع، سيراقب المشاركون في السوق عن كثب تحركات الصين نحو إعادة فتح الحدود، مما قد يعزز الطلب على وقود الطائرات. وأزالت بكين الحواجز على السفر الداخلي لأنها تخفف من سياساتها الخالية من كوفيد. وستتبع الأسواق أيضًا اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الفترة من 13 إلى 14 ديسمبر، حيث من المتوقع أن يرفع صانعو السياسة أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يؤدي الارتفاع الكبير في الأسعار إلى مزيد من الضغط على أسعار النفط. في مجال الشحن، لا يزال سعر الشحن من ميناء كوزمينو الروسي إلى شمال الصين مرتفعًا بعد أن لامس مستويات قياسية الأسبوع الماضي. ويتجنب العديد من مالكي السفن حمل الخام الروسي المنشأ، تاركين سفنًا محدودة لنقل خام إسبو من كوزمينو إلى الصين. ووسعت روسيا سعة أسطولها من خلال شراء المزيد من ناقلات النفط الخام لتقليل تأثير العقوبات. في البتروكيميائيات، لا يزال سوق البوليمر في وضع الانتظار والترقب بعد تخفيف الصين لقيود كوفيد-19. ومن المتوقع أن يظل الطلب بطيئًا مع اقتراب العام من نهايته، في حين أن العطلات على مستوى البلاد في الصين قد تزيد من انخفاض الطلب. في أسواق المعادن الآسيوية، من المقرر أن توسع الهند خطة ترويج الصادرات، والتي تسمى إعفاء الرسوم والضرائب على المنتجات المصدرة، لتشمل منتجات الحديد والصلب هذا الأسبوع. تهدف خطوة الهند إلى تعزيز صادرات الحديد والصلب بعد أن تراجعت عن الرسوم الجمركية على الصادرات من مختلف المواد الخام والمنتجات الفولاذية في نوفمبر. وفي أسواق التجزئة، من المتوقع أن تنخفض أسعار التجزئة للديزل في الولايات المتحدة العام المقبل من المستويات المرتفعة التي شهدتها في عام 2022، لكنها ستظل مرتفعة نسبيًا مع بقاء مخزونات نواتج التقطير الأمريكية عند أدنى مستوياتها في عدة سنوات أو بالقرب منها حتى نهاية عام 2023، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في 6 ديسمبر. في توقعات الطاقة قصيرة الأجل لشهر ديسمبر، خفضت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لمتوسط سعر الديزل للبيع بالتجزئة لعام 2023 بمقدار 17 سنتًا إلى 4.48 دولارات/ جالون، بانخفاض 11 ٪ عن متوسط عام 2022 المتوقع للعام بأكمله البالغ 5.05 دولارات/ جالونًا بفضل الاستخدام المرتفع للمصفاة. وقال التقرير إن معظم الانخفاض المتوقع في الأسعار من 2022 إلى 2023 ناتج عن هوامش ربح منخفضة لمصفاة نواتج التقطير، والتي كانت معتدلة في بداية عام 2023 بناءً على توقعاتنا بأن الطلب على نواتج التقطير سينخفض في عام 2023 مع زيادة إنتاج الوقود المقطر. "على الرغم من توقع أن ينخفض هامش مصفاة الديزل بنسبة 19٪ في عام 2023 من عام 2022، إلا أنه مازالا توقع أن يكون أكثر من ضعف مستويات عام 2021"، حيث إن إمدادات نواتج التقطير ومخزوناتها محدودة بسبب القيود المستمرة على قدرة التكرير العالمية. وقالت الوكالة: "علاوة على ذلك، فإن حظر الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات المكررة المنقولة بحراً من روسيا اعتبارًا من فبراير 2023 سيبقي الإمدادات ضيقة بشكل خاص في حوض الأطلسي" مما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن العرض والسعر التي تواجه سوق نواتج التقطير العام المقبل. يُنظر إلى الاستخدام المرتفع المتوقع لمصافي التكرير في الولايات المتحدة استجابة لهوامش نواتج التقطير المرتفعة بالفائدة على مخزونات البنزين أيضًا، مما يسمح لتلك المخزونات بالوصول إلى مستويات متوسط خمس سنوات في عام 2023 والحد من الضغط التصاعدي على أسعار البنزين. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تصل أسعار التجزئة للبنزين في عام 2022 إلى متوسط 3.99 دولارات/ جالون، بانخفاض 3 سنتات عن تقديرات الشهر الماضي، وأن تستمر في الانخفاض في عام 2023 إلى متوسط 3.51 دولار/ غالون، وهو انخفاض بنسبة 10 في المئة عن التقدير السابق. وأضافت الوكالة أنها تتوقع استمرار الاتجاه المرتفع لمعدلات مزج وقود الإيثانول خلال الصيف حتى عام 2023 "حيث يظل المكون البترولي للبنزين مكلفًا نسبيًا مقارنة بسعر الإيثانول". لكن إدارة معلومات الطاقة خفضت توقعاتها لأسعار النفط الخام للعام المقبل بنحو 3 دولارات للبرميل، مما يعكس ارتفاع مخزونات النفط العالمية عما كان متوقعا في السابق. على وجه التحديد، توقعت الوكالة أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 92.36 دولارًا للبرميل في عام 2023، بانخفاض 2.97 دولارًا للبرميل عن تقديرات الشهر الماضي للعام، وأقل من متوسط 101.48 دولارًا للبرميل المتوقع لعام 2022، والذي تراجع بمقدار 65 سنتًا للبرميل عن التقدير السابق. كما خفضت توقعاتها لعام 2023 لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 2.97 دولار للبرميل إلى 86.36 دولارا للبرميل. تتوقع الوكالة لخام غرب تكاس الوسيط في عام 2022 عند 95.22 دولارا للبرميل، بانخفاض 66 في المئة عن تقديرات نوفمبر. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط العالمية من المتوقع أن تنخفض بمقدار 200 ألف برميل في اليوم في النصف الأول من عام 2023 قبل أن ترتفع بنحو 700 ألف برميل في اليوم في النصف الثاني من العام. يُعزى انخفاض أسعار النفط الخام من عام 2022 إلى عام 2023 إلى حد كبير إلى مخاوف السوق بشأن النمو الاقتصادي العالمي وعمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء في الصين والتي أدت إلى انخفاض الطلب على النفط. وبينت الإدارة "على الرغم من أننا نتوقع حدوث بعض ضغوط أسعار النفط الهبوطية في النصف الثاني من عام 2023 بناءً على توقعاتنا بارتفاع مخزونات النفط، فمن المرجح أن يتم موازنة هذا الضغط من خلال الاحتمال المستمر لتعطل الإمدادات أو نمو الإنتاج الذي يكون أبطأ من توقعاتنا". وأشارت إلى أن مخزونات النفط التجارية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانت عند أدنى مستوياتها في خمس سنوات على أساس أيام التوريد لمعظم عام 2022، ومن المتوقع أن تظل بالقرب من أدنى مستوى لخمس سنوات طوال عام 2023. وقالت إدارة معلومات الطاقة "نظرًا لانخفاض مخزونات النفط العالمية نسبيًا والوقت والضخامة اللازمين لبناء المخزون اللازمين لتجديدها، فإن السوق يعاني من ركود محدود خلال فترة التنبؤ، وأي انقطاع غير مخطط له في الإمداد لديه القدرة على زيادة أسعار النفط بسرعة وبشكل كبير. وأشارت الإدارة إلى حظر الاتحاد الأوروبي على استيراد الخام والمنتجات المكررة الروسية باعتباره أحد مخاطر الإمداد الرئيسة وكذلك عدم اليقين بشأن إنتاج النفط الفنزويلي. سمحت وزارة الخزانة مؤخرًا لشركة شيفرون باستئناف تصدير النفط من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، لكن الإنتاج سيعتمد على حالة مرافق الإنتاج التي لم يتم تقييمها بعد. وزادت إدارة معلومات الطاقة من توقعاتها لعام 2022 لإنتاج النفط الأمريكي بمقدار 40 ألف برميل في اليوم إلى 11.87 مليون برميل في اليوم، ورفعت تقديراتها لإنتاج النفط الأمريكي في عام 2023 بمقدار 30 ألف برميل في اليوم إلى 12.34 مليون برميل في اليوم. في حين أبقت تقديرها العالمي للطلب على النفط لعام 2022 ثابتًا عند 99.82 مليون برميل في اليوم، فقد خفضت توقعاتها لعام 2023 بمقدار 160 ألف برميل في اليوم إلى 100,82 مليون برميل يومياً.