إرهاب إيران.. تحت سهام الكاريكاتير العربي

  • 1/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يختلف اثنان على أن فن الكاريكاتير هو السلاح الأكثر أهمية وخطورة وفاعلية ودقة في إصابة الهدف بسرعة موجعة، بحيث تصل درجة الخطأ فيه إلى مستوى الصفر في غالب الأحيان، خصوصاً لمن يتقن استخدامه الساخر ويدرك مكانته الفنية الكبيرة ويقتنع بحضوره الطاغي في كافة الجبهات والمواجهات مع الخصم، وكلما وقعت واقعة هنا وهناك سرعان ما يمتشق رسامو الكاريكاتير ريشاتهم ليسددوا في المكان والزمان المناسبين ويسبروا الحقيقة كما هي بإتقان وإمعان، لكن ما هو مهم في عالم الكاريكاتير أن لا يتحول الرسام إلى مأجور ومخادع ومضلل ومارق، فتلك الصفات لا تليق به ولا يليق بها الفنان الملتزم برسالته الفنية الراقية، بل يبقى كما هو وكما يعرفه التاريخ وكما تعرفه الشعوب والأحداث، فهو في كل مفصل ومنعطف الأكثر حضوراً وتعبيراً عن الشعب والوطن والمجتمع والدولة، وما أكثر تلك المواقف والأحداث التي عبر من خلالها الرسامون عن حقيقة نبض الشعب وإظهار الحقيقة وفضح المستور، وها هم اليوم في مقدمة الصفوف رداً على تصرفات ومواقف نظام الملالي الإرهابي في إيران، يعرونه برسوماتهم الساخرة المعبرة بشكل لاذع، هذا النظام الفاشي الذي ضرب بعرض الحائط كل القيم والقوانين والأعراف الدبلوماسية، والجيرة والتاريخ، وسولت له نفسه بالتدخل في شؤون المملكة الداخلية، في محاولة يائسة وبائسة من طرفه لكنها كشفت عن حقيقته وعرّت مواقفه المخزية والمضللة والمخادعة، وكان من أشرس من تصدى له في هذه الوقفة وغيرها من الوقفات والأحداث، رسامو الكاريكاتير الذين أخذوا على عاتقهم كما هو شانهم دوماً في القضايا المصيرية ضرورة تعرية ذلك النظام الملتصق زوراً وبهتاناً بالدين والإسلام وفلسطين، والدين والإسلام وفلسطين منه براء. إن رسامي الكاريكاتير هم الكتيبة الأولى المدججة بالسلاح الأكثر قوة وفتكا وحيوية (القرطاس والقلم)، للدفاع عن الوطن والشعب بكل شجاعة وموضوعية، هم دوماً في المقدمة وفي المواجهة وبالصف الأول للدفاع، ولا يشك أحد أنهم من أبرز حماة الوطن والمدافعين عنه، وفي كل الساحات لهم صولات وجولات وأفكار نيرة ومعبرة وفاعلة. واليوم هم في مقدمة المدافعين عن الوطن بوجه عصابات (طهران وقم) التي لا تميز بين الدولة وبين البلطجة والبطش والغوغاء والفوضى، ولا تعترف بالدبلوماسية والمواثيق الدولية، وتترك مجموعاتها كي تحرق وتدمر السفارات وتنهبها على شكل عصابات مجرمة قاتلة. وكل واحد من هؤلاء الرسامين الأبطال عبّر عن حقيقة موقفه وموقف الشعب ونبض الشارع العربي بطريقته الخاصة التي كانت أقوى من كل رصاصهم ونيرانهم وأعمالهم المشينة والمسيئة، فرسام الكاريكاتير يرى بعينيه ما لا يستطيع أي شخص آخر رؤيته، وسرعان ما يترجم ذلك في رسمة قوية قادرة على أن تزلزل الأرض من تحت أقدام العصابات المارغة التي تتدخل بشؤون الآخرين وتعدم معارضيها على الرافعات علناً. إن ما قامت به الدولة الإيرانية التي لا تستحق أن تكون دولة، فما صدر عنها وعن رعاياها الموجهين من قبلها بحق سفارة وقنصلية المملكة شاهده كل العالم من خلال شاشات التلفزة والفضائيات وعدسات المصورين، الأمر الذي يؤكد مدى بعد إيران عن الدبلوماسية وقصر نظرها وعنجهيتها وغرورها وحقدها الأسود وحسدها الموغل الملف بالطائفية المقيتة. لقد قام الرسامون بفضح كل تلك الممارسات المشينة وتكشفت إيران تماماً وبانت على حقيقتها، وثبت عجزها عن حماية مقار السفارات لأنها لا تدرك معنى الدبلوماسية والعلاقات الدولية وحسن الأعراف والجوار، وما عرضه الرسامون كفيل بفضحها وتعريتها. يبدو أن إيران لا تدرك أهمية وقوة وفاعلية الكاريكاتير ودوره وتأثيره، وما الذي يمكن أن تفعله رسمة واحدة من يد رسام ماهر محترف وغيور على وطنه، ويكفيها أن تتابع تلك الرسومات التي خلدت فضيحتها بشكل واضح وصارخ وساخر، ومن ثم لنرى كيف يمكن لها أن تواجه العالم والتاريخ والمستقبل، ومن أي بوابة يمكن لها أن تلج إلى المستقبل الذي ينتظرها، عليها أن تقرأ وتشاهد وترى الرسومات وتقرأ التعليقات لعلها تعيد حساباتها وتفكر ألف مرة قبل أن تخطو خطوة واحدة ضد المملكة والدول العربية وتدخل بشؤون الغير بشكل سافر. هذه الرسومات تثبت مكانة رسامي الكاريكاتير كمقاتلين من الطراز الرفيع، يقفون دوماً في مقدمات الجبهات دفاعاً عن الوطن، وكلما احتاج الوطن إلى مدافعين أشداء وشرسين يجد ضالته أولاً في رسامي الكاريكاتير الذين لا يبخلون بدمائهم وأفكارهم النيرة وخطوطهم القوية وريشاتهم الرشيقة دفاعاً عن المبادئ والوطن كلما نادى المنادي، فما بالهم والموضوع يتعلق بكرامة وسيادة المملكة وشعبها ودينها ورموزها، لقد امتشق رسامو الكاريكاتير كامل أسلحتهم وعدتهم ولباسهم الميداني ليكونوا في مقدمة الصفوف كما هم دوماً، فانتشرت رسوماتهم في مختلف وسائل الإعلام واحتلت مكانة مميزة، وكانت أعين الجميع ترنو إلى تلك الرسومات، وتحدق فيها وفي تفاصيلها وملامحها وتقرأ مضمونها وآفاقها، إنهم رفاق السلاح الذين لا يتقنون سوى الوقوف في الصف الأول للدفاع عن الوطن بكل قوة وثقة ومهارة وجرأة ووضوح.

مشاركة :