بين غفوة وصحوة..

  • 8/12/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صادقة تلك الأحاديث التي نجريها مع أنفسنا ونحن بين صحوة اليوم التي لم تنته بعد، ونعاسنا الذي أوشك على الوصول. تلك التي يكون أبطالها أنت والوسادة، ربما هي ليست حاجة حقيقية نستطيع إمساكها أو الشعور بها، وقد يشخصها البعض كنوع من اضطرابات النوم فيطلق عليها اسم «أرق»، لكن إذا ما ركزنا في شكل تلك الأحاديث والأسرار التي تدور خلفها سنعرف جزءاً بسيطاً عنا، فهي تحمل معانٍ كثيرة وصوراً ملونه عن ترسبات متراكمة لحياتنا ومواقفها. فمثلاً بعض تلك الأحاديث التي نجريها في مخيلتنا تكون بمثابة شرح لأسباب استيائنا من موقف مر أثناء ساعات يقظتنا، أو حتى في الماضي ومازال عالقاً لم نشفَ منه بعد، نلوم عليه ألسنتنا لأنها خذلتنا، ولم تتفق مع أفكارنا بالوقت المناسب، أو أنها سقطت سهواً أو عن عمد من أفكارنا، ولاحظنا سقوطها بعد فوات الأوان. وهناك أحاديث تُعبر عن قائمة شديدة التشابك والتفرع لمخاوفنا في الماضي، التي انتقلت عدواها للغد، وبعد غد، والتصقت في المستقبل.  أما الأحاديث الأخرى فقد تكون على شكل لقاءات، لقاء لتفريغ مشاعرنا من شخص عديم الكفاءة في الإنصات، تذبل كلماتنا أثناء الحديث معه بسبب أسلوبه الهجومي لأفكارنا ومقاطعته لاسترسالها، لذا ندعوه لإحدى تلك الأمسيات ونسلبه حق الرد الذي سئمنا منه، ونتحدث معه بطلاقه من دون توقف أو تردد، فنتعجب ونُعجب بشكل الحديث كيف تغير مساره وأصبح أكثر سلاماً وسلاسة بصوت متزن وحكيم. ولقاء آخر مع رغبة تسيطر علينا، تقيدنا ونربطها بنا، ولم تشأ لها الحياة أن تلتقي بنا في النهار لأن الزمان مازال لا يناسبها والمكان لا يرحب بها.  أو مع أمنية نستفسر منها متى ستتحقق، وأين وكيف سيكون شكلها حينما يحين الوقت؟ وماهي مشاعرنا تجاهها؟، إلى أن نصاب ببهجة وانتعاشه تحير النعاس وتؤخر قدومه. أما في أحيان أخرى فقد يكون هذا الحديث تمهيداً لأحلامنا لتنتقي موضوعاً مناسباً تعبر عنه من دون حواجزنا وتحفظاتنا اللا منتهية واللا محسوسة التي نضعها في طريقها. وأجمل تلك الأحاديث على الإطلاق هي التي تكون مُشبعة باللهفة، وكأن صوتنا فيها يلهث من فرط الحماسة التي تملؤنا للقاء خاص نرتدي له أرقى مشاعرنا وألطفها، نرتب ونبعثر سلسة من الكلمات لنكون بها جمل أو كلمات متفرقة، ومن ثم نرددها عشرات المرات كي لا نتلعثم من حضرة الخجل ونخفق في النطق بها.  وأخيراً..... يأتي النعاس فرِحاً ينادينا فنستجيب كي لا نتأخر عن الغد، وعن موعده فننام وسط جيش من الابتسامات التي تحيط بنا وتحلم معنا.. مها الأحمد Maha Alahmad   صادقة تلك الأحاديث التي نجريها مع أنفسنا ونحن بين صحوة اليوم التي لم تنته بعد، ونعاسنا الذي أوشك على الوصول. تلك التي يكون أبطالها أنت والوسادة، ربما هي ليست حاجة حقيقية نستطيع إمساكها أو الشعور بها، وقد يشخصها البعض كنوع من اضطرابات النوم فيطلق عليها اسم «أرق»، لكن إذا ما ركزنا في شكل تلك الأحاديث والأسرار التي تدور خلفها سنعرف جزءاً بسيطاً عنا، فهي تحمل معانٍ كثيرة وصوراً ملونه عن ترسبات متراكمة لحياتنا ومواقفها. فمثلاً بعض تلك الأحاديث التي نجريها في مخيلتنا تكون بمثابة شرح لأسباب استيائنا من موقف مر أثناء ساعات يقظتنا، أو حتى في الماضي ومازال عالقاً لم نشفَ منه بعد، نلوم عليه ألسنتنا لأنها خذلتنا، ولم تتفق مع أفكارنا بالوقت المناسب، أو أنها سقطت سهواً أو عن عمد من أفكارنا، ولاحظنا سقوطها بعد فوات الأوان. وهناك أحاديث تُعبر عن قائمة شديدة التشابك والتفرع لمخاوفنا في الماضي، التي انتقلت عدواها للغد، وبعد غد، والتصقت في المستقبل.  أما الأحاديث الأخرى فقد تكون على شكل لقاءات، لقاء لتفريغ مشاعرنا من شخص عديم الكفاءة في الإنصات، تذبل كلماتنا أثناء الحديث معه بسبب أسلوبه الهجومي لأفكارنا ومقاطعته لاسترسالها، لذا ندعوه لإحدى تلك الأمسيات ونسلبه حق الرد الذي سئمنا منه، ونتحدث معه بطلاقه من دون توقف أو تردد، فنتعجب ونُعجب بشكل الحديث كيف تغير مساره وأصبح أكثر سلاماً وسلاسة بصوت متزن وحكيم. ولقاء آخر مع رغبة تسيطر علينا، تقيدنا ونربطها بنا، ولم تشأ لها الحياة أن تلتقي بنا في النهار لأن الزمان مازال لا يناسبها والمكان لا يرحب بها.  أو مع أمنية نستفسر منها متى ستتحقق، وأين وكيف سيكون شكلها حينما يحين الوقت؟ وماهي مشاعرنا تجاهها؟، إلى أن نصاب ببهجة وانتعاشه تحير النعاس وتؤخر قدومه. أما في أحيان أخرى فقد يكون هذا الحديث تمهيداً لأحلامنا لتنتقي موضوعاً مناسباً تعبر عنه من دون حواجزنا وتحفظاتنا اللا منتهية واللا محسوسة التي نضعها في طريقها. وأجمل تلك الأحاديث على الإطلاق هي التي تكون مُشبعة باللهفة، وكأن صوتنا فيها يلهث من فرط الحماسة التي تملؤنا للقاء خاص نرتدي له أرقى مشاعرنا وألطفها، نرتب ونبعثر سلسة من الكلمات لنكون بها جمل أو كلمات متفرقة، ومن ثم نرددها عشرات المرات كي لا نتلعثم من حضرة الخجل ونخفق في النطق بها.  وأخيراً..... يأتي النعاس فرِحاً ينادينا فنستجيب كي لا نتأخر عن الغد، وعن موعده فننام وسط جيش من الابتسامات التي تحيط بنا وتحلم معنا.. مها الأحمد Maha Alahmad  

مشاركة :