صحوة من غفوة

  • 1/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبولوز الأزمة الناشبة الآن بين وزير الدفاع «الإسرائيلي» أفيغدور ليبرمان، والشاعر العبري «يهونتان غيفن»، على خلفية نشر الأخير قصيدة يتعاطف فيها مع الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، التي ركلت، قبل أيام جندياً «إسرائيلياً»، وهي الآن قيد الاعتقال والمحاكمة، تكشف عن مستوى عنصري لعقلية المدنيين من «الإسرائيليين»، الذين يفترض بهم أن يكونوا إنسانيين على الأقل في قضايا تتصل بحقوق الطفل، هذا إذا كان يؤمن «الإسرائيلي» أصلاً بالحقوق القانونية والمدنية، أو يؤمن أصلاً بالطفولة، فالجميع في المجتمع «الإسرائيلي» التجميعي التلفيقي هم في سلة واحدة.. العسكري والمدني من طينة واحدة، والعقل الإرهابي من تكوين واحد.المتابعة لهذه الأزمة كشفت عن سوداوية القاع «الإسرائيلي»، وبؤس العقل العنصري، حتى لو كان الأمر يتعلق بطفلة.. أفيغدور ليبرمان، مثلاً، وصف عهد التميمي ب«الشريرة» التي يجب أن تسجن، وهذه، بالطبع، لغة رجل عسكري متصلب، ولكن اقرأ توبيخ وزير الاتصال «الإسرائيلي» المدني!! «أيوب القر» للشاعر «غيفن» وسخريته منه عندما قال له: اذهب لإحصاء الأغنام وتوقف عن الخربشة، أي توقف عن كتابة الشعر التضامني مع عهد التميمي، فيما قالت الوزيرة «الإسرائيلية»، "ميري ريغف"، ويفترض أن تصدر عنها لغة وزيرة مدنية أو متمدنة، فهي قالت بعبارات عسكرية: «.. عهد التميمي ليست بريئة، وليست أجمل طفلة في الحضانة، بل مجرمة تدعم الإرهاب».حسناً أن توضع هذه العبارات المحتقنة بالكراهية والتحريض في المختبر النفسي، من حيث تحليل كيف يفكر «الإسرائيلي»، سواء أكان وزير دفاع أم كان وزير سياحة، فكلهم تجري في عروقهم دماء العنف والتمييز.بالنسبة إلى الشاعر العبري «يهونتان غيفن»، فمن المؤكد أن هناك مَنْ «طرب» لقصيدته المتعاطفة مع عهد التميمي، وهناك من وضع نفسه في موقف الحذر، وهناك من استقبل موقفه بالبرود، وهناك من لم يصفق أو صفق لهذا الموقف.. وفي كل الأحوال هناك قاع «إسرائيلي» غامض وملتبس، يدعو دائماً إلى الريبة والحذر، وقد نقول ل«غيفن» شكراً.. ولكننا لا نستطيع أن نقول له شكراً جزيلاً.. لا نستطيع أن نصافحه أو نلمسه أو نأكل معه على مائدة واحدة، ولا نتقاسم معه كأس ماء.طبيعة «الإسرائيلي» ونفسيته عدائية وانقلابية، والشاعر «غيفن» قد يتعاطف معك اليوم، لكنه قد ينقلب عليك غداً.. وفي حدود كلمة شكراً فقط نضيف: هل يتفضل «يهونتان غيفن» بكتابة قصيدة يرفض فيها سياسة الاستيطان «الإسرائيلي»، ويدين عمليات تهويد القدس واختطافها عاصمة لكيان مركب من يهود جهات الأرض؟؟الكثير الكثير مما هو تاريخي وثقافي ذو صلة بالفلسطيني قابل لكتابته شعراً إنسانياً عالمياً فأين هو.. أما التضامن السريع العابر.. فما هو سوى «صحوة من غفوة».. والسلام. Yabolouz@ gmail.com

مشاركة :