من عادة الشعوب أن تحفظ في ذاكرتها عديدا من المناسبات التي تستدعيها في ظروف معينة للحظات محددة وسرعان ما ينقضي استدعاء تلك المناسبات من الذاكرة لحظة غياب مُؤثّر استحضارها، وهنالك مناسبات تتزيّن بها الذاكرة ولا تزول منها فهي دائمة الحضور في أذهاننا وفي تصرفاتنا اليومية وفي عقلنا الجمعي كشعوب وجماعات، هذه المناسبة التي حُفرت في ذاكرتنا باتت دليلاً ونبراساً ومرشداً لنا في كل أفعالنا، تُذكرنا بماضينا الأصيل وبمستقبلنا المشرق هي مناسبة اليوم الوطني في مملكة البحرين، ذلك الوطن العزيز وتلك المناسبة العظيمة التي تأبى الذاكرة أن تغفل عنها فهي انبلاج فجرنا الجديد وشاهدة على ميلاد الهوية والمستقبل. ولا يعد اليوم الوطني في مملكة البحرين مناسبة عابرة يتم الاحتفال بها عدة أيام ومن ثم يطويها غياهب النسيان إلى السنة القادمة، بل إنها حالة من العشق الدائم بين الوطن والمواطن حيث تأتي مناسبة اليوم الوطني لتجديد عشقنا للوطن كما هو الحال بين عاشقين لا يملان من بعضهما فتأتي المناسبة لتجديد عشقهما وليزيدا وصلهما حباً على حب. ونحن إذ نعيش هذه الأيام المباركة ذكرى انبعاث النور من وجه مملكتنا العظيمة، ومسيرة بناء الدولة الحديثة في البحرين وذكرى جلوس جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على العرش وتوليه مقاليد الحكم منذ أكثر من عقدين من الزمن نستذكر الإنجازات العظيمة التي تحققت منذ ذلك الحين إلى يومنا الحاضر، ونستذكر عظم التضحيات التي قدمها رجال الوطن في سبيل رفعته وتقدّمه، ما يدفعنا إلى المزيد من التلاحم والتعاضد وتغليب مصلحة الوطن على أي مصالح أخرى ضيّقة، فقوة المملكة تكمن في وعي شعبها وتماسكهم وبحكمة قيادتها الفّذة. إنني إذ أشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نحتفل باليوم الوطني للمملكة، تلك المناسبة التاريخية العزيزة على قلوبنا جميعاً والتي تتجسد فيها معاني الحب والولاء لمملكتنا الغالية ونعيش فيها حاضراً مزدهراً، متطلعين إلى مستقبل واعد بقيادة حضرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، الذي لا يدّخر جهداً للمضي قدماً في تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز في الصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة، حيث حققت المملكة في عهد جلالة الملك ريادة عالمية في مختلف المجالات ولا سيما على الصعيد الاقتصادي فقد أصبحت المملكة قبلة الاقتصاد والتجارة في الشرق الأوسط. فبخطى حثيثة يسير بنا جلالته نحو الفرص والإمكانات؛ بهدف تحقيق الرخاء والنمو وتحسين جودة حياة المواطن. فرحة البحرينيين بأعيادهم الوطنية لها أسبابها، فالإنجازات التي تتحدث عن نفسها والاستقرار والأمن أصبحت سمات تميّز المملكة وبشهادة القاصي والداني، فالبحرين من الدول القليلة التي رسمت لنفسها اتجاهاتها المستقبلية بوضوح من خلال الرؤية الاقتصادية 2030 والتي صادق عليها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أيده الله في أكتوبر 2008 والتي رسمت ملامح التطوّر الاقتصادي والذي عكس سعي المملكة إلى بناء حياة أفضل لمواطنيها. ويأتي اليوم الوطني ليتحول إلى مهرجان من الفرح ينتظره المواطنون في كل عام ليعبروا عن مدى فخرهم واعتزازهم بوطنهم مستذكرين أمجاد الآباء والأجداد في حين أن اهتمامنا بالماضي وتقديرنا له لا يجعلنا نغفل عن الاهتمام بالمستقبل. إن الوطن هو عشقنا الخالد؛ إذ نستشعر فيه بنعمة الأمن والأمان والاستقرار والعزة والكبرياء، ومشاعرنا هذه تكبر يوماً بعد يوم ليعلو بداخلنا صوتاً يقول: «أنا بحريني من مملكة العز والافتخار». ما أجمل البحرين، هذا الوطن الذي علا شأنه بين الأمم، وبقي شامخًا على مر الأزمان، هو الوطن الذي لا يليق به إلّا أن يكون في القمة شامخاً فوق السحاب، فهو منارتنا التي تضيء لنا الطريق، فقد قدّم لنا وطننا البحرين نموذجاً للتلاحم والتعاضد بين القيادة والشعب وضرب لنا أعظم الأمثلة في الولاء والانتماء. إن ما نشهده حالياً في محور اهتمام خطط المملكة التنموية وبرامجها الطموحة، هو أن الإنسان البحريني أصبح عنصرها الرئيسي في تحقيق النهضة الشاملة التي تعيشها مملكتنا الحبيبة في هذه الفترة المتميزة من تاريخها الحديث بقيادة حضرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، فالخطط التي تم رسمها في هذا العصر الذهبي للمملكة تسهم في صناعة وطن قوي مزدهر ومتطوّر، وتبني إنساناً مبدعا وطموحا، فالمواطن البحريني هو ثروة الوطن الحقيقية التي تنافس بها البحرين دول العالم أجمع. وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وإلى ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء راجياً من الله عز وجل أن يمتعهم بموفور الصحة والعافية وأن يبارك في أعمارهم وأن يحفظهم ويسدد خطاهم. كما أهنئ جميع البحرينيين ومن يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، أدام الله العزة والسؤدد لوطننا الغالي وولاة أمرها. (فرحة وطن) عقدان في جيد المعالي علقا عقد المكارم زانه عقد التقى ملكا فؤادي واستجاشا خاطري فانثال شعرا صافيا متدفقا أحياه حب واستبته فضائل من بعد ما قد كاد أن يتمزقا إن كان مدح فليكن في مدحهم فلمثلهم طاف الخيال وحلقا ولمثلهم جعل البيان ولم يكن للمادحين تزلفا وتملقا لمليكنا حمد سنامة عزنا يرقى القريض المجد نعم المرتقى فهو الذي قد صاغ أجمل حلية من خالص المجد الرفيع المنتقى يا درة البحرين دمت على المدى بقلوب شعب يفتديك مطوقا في عهدك الميمون عزت أمتي وازداد حبل الخيرين توثقا ثلاثة وعشرون عاما مثل أنسام الصبا خطرت على تاريخنا فتألقا ثلاثة وعشرون عاما ليلها كنهارها ونهارها كالشمس يسطع مشرقا ثلاثة وعشرون عاما هدبت بمكارم وتكحلت بجميل فضلك أحدقا ثلاثة وعشرون عاما كل يوم درة في عهد بحرين الإباء تحققا فالجامعات شواهد ودلائل وبذار كفك في المدارس أورقا والأمن فرض والحقوق مصونة والفعل بالقول الحكيم قد التقى بحرين أنت أردتها يا سيدي اسماً عزيزا في القلوب معلقا لكأنما بايعت كل فضيلة وكأنهن أخذن منك الموثقا وملكت ربقة أنفس بعوارف كالعرف فواح النسائم أعبقا بعقيدة سمحاء نبلغ مجدنا وبصادق الأعمال ليس تشدقا لافض فوك وصح عزمك سيدي ووقاك من كيد الأعادي من وقى واسلم لشعبك درة مكنونة ما حام طير في السماء وزقزقا جدعت أنف الحاقدين وساءهم سهم الحقيقة حين ريش وأطلقا هو سهم قائدنا الأبي وسيفه لا ينبو تهيبا يوم اللقا يارب واجعل من منازله حمى واكتب لها ألا تضيق وتغلقا { أكاديمي متخصص في العلوم الشرعية وتنمية الموارد البشرية Dr.MohamedFaris@yahoo.com
مشاركة :