الشيخ محسن بن يحيى بن حسن مريع هو قصة أو رواية تحمل معاني وشجن وقيم ، وأخلاق وآداب وثقافة وحضارة قلت له حدثني عن نفسك؟! فرد عليّ : ” السلام عليكم حبيبي الغالي الدكتور ضيف الله مهدي طلبت مني وأنا والله أعرف معزتك لي وكل الاحباب الذين عاشرتهم ويعلم الله كم إني أحبك في الله وها أنا أكتب لك علي استحياء وخجل لأنه ما فيه أحد يزكي نفسه إن الله هو الذي يعلم بمن اتقي! . وهذا نبذه مختصرة سلمك الله . ولدت في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك لعام ١٣٨٤هـ وأمي هي زهراء بنت أبو حذاف وهي أخت خالي الشيخ منصور ابو حذاف من آل عطية رحمها الله وحفظ الله خالي وجمعني الله بها في الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله . لم استمتع بحنان الأم أو الجلوس معها فقد توفيت وأنا بامس الحاجة لها بعد الله وعمري سنه توفت ١٣ من رمضان ١٣٨٥هـ. وأنا وحيدها. والحمدلله كما يقول الوالد رحمه الله لم أجد من أمك إلا كل خير وطيبة ولا يمكن نسيانها والحمدلله ثم بعد ها تربيت في كنف والدي وجدتي رحمهما الله . وأخوتي وأخواتي من أبي وكانوا نعم السند والعضد والأخوة الصادقة وإلى الآن بفضل الله حفظهم الله وكنت مدللا بينهم وكانت لي أخت من أبي وهي الكبيرة تولت مهام تربيتي ولم تتزوج إلا بعد زواجي وهذا محلوف وعهد منها منها حفظها الله ، ثم تزوجت بالشيخ موسي فقيه وكنت ملازم لخالي منصور أبو حذاف والحمدلله وإلى الآن حفظه الله من كل مكروه . وكان من العجيب اذا سمعت أي ولد ينادي أمه أبكي وأقول أين امي ؟ فيقولون ماتت حتي حصل إني تشرفت برؤيتها في المنام وأنا في الصف الثالث الابتدائي في حلم غريب وعجيب. لم أنساها ولن أنساها حتي الآن رؤيتها بكامل زينتها وكأنها في الواقع وليس في رؤية منام وما زلت أتذكر كل التفاصيل وملامح وجهها ، وهي تسألني : ولدي كيف حالك ؟ لم استوعب ثم ضمتني ضمة الأم لولدها والشوق إليه وقلت أنت من ؟ فقالت أنا أمك ورأيتها تحملني من شبري إلى شبري (كرسي)آخر أوسع وأكبر وتقول هذا مكانك وتحققت منها فإذا شبه لجدتي أمها قمت نهضت من النوم بسرعة مندهش مما رأيت فكنت أصيح ولده ولده ولده ولم اجدها. وأذكر إني بكيت بكاءً شديدا. فقالت أختي: مالك وهذا قبل الفجر تقريبا والمكان مظلم لا يوجد إلا فانوس واحد في البيت وكانت تهدئني من البكاء ولكن دون فائدة .. قلت : رأيت أمي وكلمتها وأمي مازالت عائشة وأنت تقولين ماتت وأنا رأيتها الآن . فقالت والله ماتت ونشوفها في الجنة إن شاء الله قلت فين الجنة قالت :؟عند الله وانا بانتظار هذه اللحظة حتي أقابلها في الجنة إن شاء الله ، والله لا يحرمنا ولا يحرمكم من اللقاء بوالدينا وكل من نحب في الفردوس الاعلى من الجنة آمين يارب العالمين. درست في مدرسة الشيخ جِبريل جندلي الرجل الحكيم من أول ابتدائي إلى الصف الرابع ثم انتقلنا إلى مدرسة الزبير بن العوام ثم أكملت المتوسطة عند الشيخ محمد حسين هجنبي ودرست أولى ثانوي ولم أكمل لوجود المعهد الصحي بجدة وعندما حدثني عنه أخي وزميلنا الأخ الفاضل إبراهيم سويد وتوفير كل سبل الراحة والراتب المغري وفعلا التحقت بالمعهد الصحي مع ١٥ أخ وصديق وزميل من بيش. وكنا علي يدٍ واحدة كل منا تخصص فيما يحبه ويميل إليه وأنا تخصصت علا ج طبيعي وكنت في أول دفعة في هذا التخصص تتخرج في المعهد الصحي بمحافظة جدة وعدنا خمسة طلاب لبيش وتزوجت عام ١٤٠٣هـ أول ما نجحت من الصف الأول بالمعهد ، والحمدلله ورزقت أول مولود رمزي مع تخرجي في المعهد عام ١٤٠٥هـ والحمدلله. وتعينت بأبها ١٤٠٥هـ في نفس السنة التي تخرجنا منها وهذا كرم وفضل من الله وترقيت إلى الطائف عام ١٤٠٩هـ واستمريت بالعمل في مستشفي شهار وكلفت بالإضافة لعملي إماما وخطيبًا بمسجد المستشفي وكانت أحلى أيامي قضيتها في هذا المستشفي حيث التعامل مع المريض النفسي يزيد في إيمانك بالله والشكر الدائم لله عز وجل والعقل الذي وهبه الله لك والعافية التي لا تقدر بثمن وكما يفول المثل لا تبكي علي من مات وابك علي من فقد عقله ولي معهم ذكريات جميلة ثم في عام ١٤١٣هـ قررت النقل إلى صحة الطائف لظروف ولدي محمد الصحية والحادث الأليم الذي وقع له والحمدلله فكان لابد من القرب من الأهل ولطلب والدي المستمر والعودة إليهم ولكن بحكم العمل وظروف العمل أحيانا لا نجد البديل في النقل والحمدلله نقلت إلى بيش وعملت مع أحبابي وإخواني وكان مدير المستشفي الأستاذ بن جده موسي مشهور نعم الرجل والإداري المحنك ولأنه يوجود قسم للعلاج الطبيعي عينت رئيس قسم الاستعلامات ومدير مناوب ورئيس قسم الصيانة ، ثم مديرا للمتابعة ونائب لمدير الإدارة كان أخي وحبيبي محمد منصور مديرا للإدارة نعم الأخ ومدراء المستشفيات كلهم دون استثناء وأخوة يطول المقام لو ذكرنا واحدًا واحدا وكل الزملاء الذين والله لهم في قلبي كل الحب والتقدير. وأنا كنت أجتهد في فتح قسم للعلاج الطبيعي في المستشفي ولكن لضيق المكان وكان المستشفى كل غرفة مشغولة وكنت حريص وعندما قدم الدكتور علي القحطاني مديرًا للشئون الصحيه بجازان ذكرت له معاناة المرضى الذين يحتاجون علاج طبيعي وذهابهم إلى مستشفي الملك فهد قال افتح علاج طبيعي ففتح لنا الطريق ولكن الأستاذ بن جده محتار أين الموقع قلت أنا أدبره بس اعطني الصلاحيات قال توكل علي الله تصرف كانت هناك غرفة وصالة ومستودع للعمليات بجوار الأشعة لا تعمل بها أي عملية وكان رئيس القسم ناصر عكيري. وكان حريصا علي قسمه وعمله ولا يرضى أن تتعدى علي قسمه ولكن لمصلحة المريض وفي يوم الاربعاء واستغلينا عدم وجوده وأخذت عشرة من العمال منهم النجار والسباك والدهان وكل الطاقم وفي خلا ل ثلاث أيام تم نقل مستودعه وجميع ما يتعلق بالعمليات إلى المستودع العام ونقل بعضها إلى قسمه في الدور الثاني لأن القسم الذي بجوار قسم الأشعة ولا يؤثر ذلك على عمله فحضر مدير المستشفي إلى المكان ولم يصدق أن القسم اصبح جاهز وعملنا خطاب رسمي لمدير عام الشئون الصحية لوجود القسم ويجب الدعم الفني وأجهزة تخص القسم ووجهنا مباشرة لمدير التأهيل الطبي وقام اخي وزميلي في الدراسة اخصائي العلاج الطبيعي حسين حداد ودعم القسم دون تردد فنيين علاج طبيعي وأخصائي وممرضة تم تدريبها للعلاج الطبيعي وأنا أخذت دورة لمدة شهر بمستشفي الملك فهد تدريب وذلك لمعرفة المستجدات بقسم العلاج الطبيعي وعملت رئسا لقسم العلاج الطبيعي حتي تقاعد محمد منصور غانم فَقِيه من العمل وكان وقتها مدير المستشفي الدكتور حمود محرق عام ١٤٠٧هـ الح وكنت رافض الخروج من قسم العلاج الطبيعي لخدمة المريض مباشرةً ولكن لا بد من السمع والطاعة أخذت التكليف كمدير للإدارة بالمستشفى إلى عام ١٤٣٧هـ ثم عينت مشرفا للصحة العامة بالمستشفى وفِي عام ١٤٣٩هـ قررت التقاعد من العمل رغم إلحاحهم الشديد بالبقاء إلا أني استخرت الله فكانت نفسي تتجه نحو التقاعد والحمدلله. اسأل الله ان يثيبني على ماقدمت من خير وآن يتجاوز عني وعن ما بدر مني من خطأ”. هذا هو الشيخ محسن مريع .. قدمته لكم علما من أعلام بيش وشيخ من شيوخ .. تمنياتي له بالصحة والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.