خطبتا الجمعة في الحرمين الشريفين تؤكدان على معاني التقوى وتعظيم أمر التوحيد

  • 12/16/2022
  • 17:30
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.ياسر الدوسري المسلمين بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، فمن أخذ بالتقوى وخالف النفس والهوى، فقد استمسك بالعروة الوثقى، وإلى مراتب الإحسان ارتقى، وسعد في الدارين ونجا. وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام: "إن من تمام نعمة الله على عباده أن نصب لهم للحق منارات وبينات، من الدلائل والآيات، يهتدي إليها من وفقه رب الأرض والسماوات؛ فمن أطلق نظره في الكون وتفكر، وأمعن النظر في كتاب الله وتدبر، علم أن الله خلق الناس على الفطرة السوية، ودلـهم عليه بالآيات الكونية، وأرسل إليهم الرسل بالـحجج القوية، فسهل لعباده الساعين إلى مرضاته سبيلا فأقروا له بالعبودية، وحذر سبحانه من عصيانه النفوس الغوية. وأكد د.الدوسري أن نصوص الوحيين دلت على عظم أمر التوحيد، وكونه أصل الأعمال وأساسها، فإن وجد قبلت، وإن عدم تبددت، كما بينت أن الشياطين ما فتئت تترصد لبني آدم، تجتالـهم وتغويهم عن دين الله، وإخلاص العبادة له، وقد أقسم إبليس على ذلك كما حكى الله عنه في كتابه: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين). وأوضح أن حاجة العباد إلى ربـهم في عبادتـهم إياه وإنابتهم، ليست بأقل من حاجتهم إليه في خلقه لهم ورزقهم، وأن افتقارهم إليه في معافاته لأبدانـهم، وستره لعوراتـهم، وتأمينه لروعاتـهم، ليس بأعظم من حاجتهم إليه في توفيقهم لطاعته، وإعانتهم على شهواتـهم، بل حاجتهم إلى محبته والإنابة إليه، والعبودية له أعظم؛ فإن ذلك هو الغاية المقصودة من خلقهم، وهو المطلب الأفخم لإيجادهم ، فلا نجاح ولا صلاح ولا فلاح للعباد إلا بالتوحيد وإقامة الدين، واجتناب الشرك، فالشرك هو أعظم أمر نهانا الله عنه. وبين أن الله قد وعد عباده الموحدين وبشرهم بجنات تجري من تحتها الأنهار، فنعم عقبى الدار، وتوعد من أشرك به غيره، وخالف أوامره، وارتكب نواهيه بعذاب النار فبئس القرار. وقال إن في وعد الله للموحدين الممتثلين لأوامره بالجنة تحفيزًا عظيمًا على امتثال ما شرع الله وأمر، وعونًا كبيرًا للكف عما نهى عنه وزجر، وإن القرآن الكريم والسنة النبوية لحافلان بوصف الجنة التي هي موعود الله لعباده الموحـديــن الطائـعـين. إمام وخطيب #المسجد_الحرام فضيلة الشيخ د. #ياسر_الدوسري في أول صعود له على منبر الحرم المكي الشريف.شاهد سناب شات #رئاسة_شؤون_الحرمين:https://t.co/h1bOfTTlh7 pic.twitter.com/I5NU0pakuj وأضاف: فالجنة دار الأمن والسلام، لا غل ولا تدابر ولا خصام، دعوى المؤمنين فيها: سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام، لا نصب فيها ولا صخب، ولا يخرج أهلها منها ولا يمسهم التعب، بل هي حبور وسرور، لا خوف فيها ولا حزن ولا ثبور إنه الفوز العظيم، الذي لا فائدة من فوز دونه ولا طائل، وكل ظفر سواه فمتاع غرور وظل زائل، كما أن الخسارة العظمى دخول النار، فهي دار البوار: نسأل الله العافية والنجاة من النار، ونسأله أن يجعل الجنة مأوانا مع المتقين الأبرار. وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ خالد بن سليمان المهنا المسلمين، بتقوى الله قال تعالى ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس، واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) وبيّن المهنا أن الأجساد لا تحيا إلا بما تتغذى به من مأكل ومشرب، فكذلك الأرواح لا حياة لها إلا بذكر الله. ففي الحديث عن أبي موسى قال: قال النبي (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت). وأوضح أن حياة الذاكر ربه هي الحياة الحقيقة لأنها الباقية بعد موت النفوس. وأضاف أن ذكر الله للقلب هو كالماء للزرع قال عز وجل ((والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم)). وأشار المهنا، إلى أن التسبيح هو الذكر الذي يرجح في فضله على جميع الأذكار، عن جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لقد قلت بعدك أربع كلمات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه و مداد كلماته). وأشار إلى أن التسبيح غذاء لأرواح المؤمنين في صبحهم ومسائهم، قال تعالى ((فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون)) فهو الوسيلة لزيادة الأجر وتكفير السيئات، وهو سبب لرضا العبد عن ربه وسكونه لشرعه، وانقياده لأمره وانشراح الصدر وزوال الضيق. وبين أن التسبيح مقرون بالحمد، وكان أكثر تسبيح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقرونًا بالحمد قال تعالى ((وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)). أكثر من ربع مليون مصلٍ يؤدون صلاة الجمعة في المسجد النبوي، وسط أجواء مفعمة بالسكينة والطمأنينة.#المسجد_النبوي #وكالة_شؤون_المسجد_النبوي pic.twitter.com/8krJzJT1C5 وأوضح أن كثرة الذكر لها ثمرات كثيرة فهي النجاة من عذاب الله ومعية العبد لربه قال جل من قائل: ((فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)) وفي الحديث القدسي عن أبي هريرة، قال قال رسول الله: يقول الله (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ، ذكرته في ملإ هم خير منهم، وإن تقرب مني شبرا، تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا، تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).

مشاركة :