أكد مختصون لـ «اليوم» أن مشكلة النفايات البلاستيكية تفاقمت على مستوى العالم، في مؤشر خطير يهدد الثروة السمكية على مستوى العالم، مشيرين إلى أن النفايات في المحيطات ستفوق كمية الأسماك بحلول عام 2050. وقال عضو هيئة التدريس في قسم صحة البيئة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. سعد الدهلوي: تفاقمت مشكلة النفايات البلاستيكية خلال العقدين الأخيرين، وكان إنتاج البلاستيك في عام 2000 حوالي 230 مليون طن، وفي عام 2019 أصبح ضعف هذا الرقم «460 مليون طن»، ومن المتوقع أن تصل كمية النفايات البلاستيكية بحلول 2040 إلى 920 مليون طن بحسب إحصائيات وكالة حماية البيئة الأمريكية. وأوضح أن جزءًا بسيطًا من هذه الكميات يُعاد تدويره، والباقي يتم التخلص منه، إما عن طريق الدفن في المرادم، أو الحرق، ما أدى إلى ضرر بالغ بالبيئة، خاصةً عند التخلص منه بطريقة غير نظامية، بإلقائه في البحار والمحيطات، الأمر الذي يؤدي إلى قتل الكائنات البحرية، وتدمير الشعب المرجانية. وبين أن بعض الدول وضعت اشتراطات صارمة للحد من هذه المشكلة البيئية، ومنها السعودية، التي وضعت اشتراطات لإنتاج أكياس البلاستيك، أن تكون مصنوعة من مادة قابلة للتحلل، مطالبًا بوضع اشتراطات أخرى على البلاستيك أحادي الاستخدام، كالملاعق والصحون والأكواب وقوارير المياه ومعلبات العصائر وغيرها. من جهته قال الخبير البحري والأستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز د. وحيد أبو شنب: إنه منذ أن بدأ إنتاج البلاستيك بكميات كبيرة في الخمسينيات من القرن الماضي، تم التخلص من حوالي 6300 مليون طن منه، وتتراكم هذه المادة بسرعة في مواقع دفن النفايات والمحيطات بسبب إعادة تدوير 9 % فقط منها. وللحد من تزايد الاستخدامات البلاستيكية، اقترح تجنب المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل ماصات الشرب، فالمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مثل الأطباق وأدوات المائدة المصنوعة من هذه المواد، تجعل الحياة أسهل، لكنها تضر الكوكب بشكل خطير، ونصح باستخدام أكياس من القماش أثناء التسوق، بدلًا من الأكياس البلاستيكية، والتي تستغرق حوالي 1000 عام لتتحلل. وأضاف: تتعرض المحيطات إلى خطر المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية، التي تنتج عن تجمع الأكياس البلاستيكية وأوعية الأطعمة والعبوات الفارغة في قاعها، ومع تراكم هذه النفايات، يموت عدد كبير من الكائنات البحرية والأسماك نتيجة وقوعها في فخ المخلفات البلاستيكية وصعوبة الخلاص منها. وأكمل: مع مرور الزمن، تنقسم المخلفات إلى عدة أجزاء صغيرة، مخلفة أضرارًا أكبر، تتمثل بابتلاع الأسماك لها، ما يلوث أنسجتها ويؤدي إلى موتها، وأكثر الحيوانات البحرية المتضررة من المخلفات البلاستيكية هي السلاحف والحيتان والفقمة، والتي تتناول مع طعامها الأكياس والعبوات الفارغة، ما يتسبب في انسداد قنواتها الهضمية، وبالتالي موتها. وأشار إلى إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية، وأن التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة التي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها، متابعًا: لا يزال إنتاج البلاستيك وانبعاثات الكربون في تزايد، ويتم إنتاج 300 مليون طن من البلاستيك الجديد كل عام، وإذا استمررنا بنسبة إنتاجنا الحالية، فمن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم أربع مرات بحلول عام 2050.