الرؤية- فيصل السعدي سطر العمانيون ملاحم إنسانية في مختلف الأزمات، وكان للمتطوعين والفرق التطوعية دور بارز في هذه المواقف، ورسموا لوحة فنية للتلاحم المجتمعي وترسيخ مفهوم العمل التطوعي، إلا أن هذه الفرق تواجه بعض التحديات التي تعيقها عن القيام بدورها الأمثل وتطوير المبادرات المجتمعية. ويؤكد نصير بن خليفة الشهومي، منسق لجنة شؤون المتطوعين بالشبكة العمانية للمتطوعين، أنه على الرغم من وجود العديد من التحديات إلى أن الفرق التطوعية ساهمت بشكل كبير في خدمة الوطن، والتواجد في الأزمات والحالات الطارئة مثل الأعاصير والمنخفضات الجوية وما تسببه من أضرار كبيرة، مضيفاً: "في مثل هذه الأوقات هبت الفرق التطوعية وعملت جنبا إلى جنب مع المؤسسات الحكومية الرسمية وقدمت يد العون وسخرت المتطوعين للعمل في تقديم المساعدات، وهذا ما لاحظناه في إعصار جونو وإعصار فيت، وليس ببعيد علينا الملحمة الإنسانية اللي تكاتف فيها الجميع للمساعدة بعد إعصار شاهين". ويشير إلى أن هذه الفرق لعبت دورا كبيرا في جائحة كورونا "كوفيد- 19"، وذلك عبر المشاركة في استقبال القادمين من الخارج من الطلبة والعمانيين في مؤسسات الحجر الصحي، والتطوع في مراكز الاتصال بالمراكز الصحية وتسجيل البيانات وتتبع الحالات، بالإضافة إلى المشاركة في مراكز تقديم اللقاح، ومشاركات أخرى كثيرة مثل التطوع في مراكز انتخابات مجلس الشورى والمحافل الرياضية والمعارض الأدبية كمعرض الكتاب لتقديم المساعدة. ويقول نصير بن خليفة الشهومي، منسق لجنة شؤون المتطوعين بالشبكة العمانية للمتطوعين، إن العمل التطوعي يواجهه الكثير من التحديات والعقبات والتي تتمثل في التحديات الداخلية مثل الإدارة الضعيفة وعزوف المتطوعين عن الانضمام وعدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة لتحديد مسار الفريق التطوعي وتنفيذ البرامج والأنشطة لتحقيق الاستدامة، بالإضافة إلى التحديات الخارجية والتي تتمثل في عدم وجود مؤسسة راعية ومستقلة تعنى بالمتطوعين والفرق التطوعية، موضحا: "لا نقصد اللوائح التنظيمية والتراخيص للفرق التطوعية التي تقدمها المؤسسات الحكومية حاليا، وإنما نقصد بذلك وجود مؤسسة مستقلة تختص بالعمل التطوعي والفرق التطوعية، ولكن تحتاج إلى كيان مثل الجمعية العمانية للمتطوعين والتي نادى بإنشائها الكثير من عشاق التطوع والعمل التطوعي وذلك رغبة منهم في وجود مؤسسة تعنى بالتطوع والمتطوعين، تكون حاضنة للعمل التطوعي وتطوير مستوى المشتغلين بالعمل التطوعي، وخلق بيئة تطوعية راقية ويتحدث الشهومي عن أبرز المتطلبات التي تحتاجها الفرق التطوعية للعمل بشكل أكثر احترافي، مثل إنشاء جمعية تختص بالمتطوعين والعمل التطوعي، بهدف تغطية النواقص الأخرى التي تواجهها الفرق التطوعية كالدعم المادي واللوجستي، وكذلك التدريب الاحترافي للمتطوعين الذي يسهم في بناء بيئة تطوعية تتماشى مع العمل التطوعي الممنهج، مبينا: "ما زالت الفرق التطوعية تعمل في تحقيق الأهداف مع تفاوت في النتائج والقدرات حسب الظروف وأحوال كل فريق". ويضيف أن الشبكة العمانية للمتطوعين ومنذ انطلاقها في 2010، ساهمت في تدريب وتأهيل المتطوعين من خلال دورات متخصصة في ثقافة العمل التطوعي والتخطيط والجودة بالعمل المجتمعي المدني، بالإضافة إلى قيامها بتنفيذ برامج تطوعية ميدانية في ظل ابتكارها أول نظام تحفيزي للمتطوع وهو "جواز تقدم المتطوع"، والذي من خلاله تسعى الشبكة إلى تنمية وصقل مهارات ومعرفة المتطوعين بالعمل التطوعي الاحترافي. وتصرح حسناء محمد الصلتية، نائبة رئيس فريق أسرار العطاء التطوعي، أنه رغم الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالمبادرات الشبابية التطوعية، إلا أن الفرق والمبادرات ما زالت تواجه التحديات التي تعيق استمرارها في المجال التطوعي وخدمة المجتمع، موضحة أن الدعم المادي يعد من أهم التحديات التي تعرقل سير عملية تطوير المبادرات التطوعية وتحقيق العمل المستدام واستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي للخروج عن النمط التقليدي للمبادرات التطوعية. وتتابع: "المبادرات الشبابية والفرق التطوعية خرجت من عمق المجتمع ولطالما وجدنا خلف أغلب المبادرات قصصا أفضت إلى البدء وتبني المبادرات، فما ينبع من الذات وإيمانها سيصل للمجتمع، اليوم نجد مبادراتنا الشبابية ممثل نعتز به في جميع المحافل للتعبير عن الانجازات الملموسة بما يتعلق بحقوق الإنسان وبناء المجتمع، كما أن العمل التخصصي ينقصه التخصص، نعلم أن المجتمع بحاجة لجهود الشباب في الكثير من المجالات لكن من الخطأ أن لا توجه هذه الجهود بشكل صحيح ومدروس، فالعشوائية التي يقوم عليها عمل بعض الفرق التطوعية وعدم التخصص بمجال واحد وتركيز الجهود والأفكار عليه كانت سببا كبيرا في خفت صوت هذه الفرق". وتقول بثينة بنت هلال العامرية، رئيسة فريق سحابة خير التطوعي، إن أبرز التحديات التي تواجه الفرق التطوعية عدم وجود مقر رئيسي للفريق، بالإضافة إلى الافتقاد إلى الإدارة الحكيمة التي تساهم في التخطيط للأعمال التطوعية وتلبية الاحتياجات للفئات المستهدفة وتنمية الإنجازات الشبابية بكافة المجالات والسعي إلى تطويرها، وكذلك عدم الاختيار الصحيح للمبادرات المجتمعية وتحديد قيمة مخرجاتها الواضحة حتى تصل إلى أكبر شريحة من المجتمع. وتنصح الفرق بأهمية تنمية قدرات المتطوعين وتطويرها والاختيار الصحيح للمبادرات المجتمعية وتحديد قيمة مخرجاتها الواضحة حتى تصل إلى أكبر شريحة من المجتمع، وتفعيل الشراكات مع المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة ووضع استراتيجية تتناسب مع رؤية الشباب الواضحة ورؤية عُمان 2040، مؤكدة: "إننا بحاجة إلى العمل المنظم المدروس الذي يبعدنا عن العشوائية لحمل الرسالة السامة وهي العمل التطوعي، ووضع آليات تنظيمية تجاه الفرق غير المرخصة قانونيا وإحالتها إلى جهات حاضنة تقوم برعايتها ومتابعة أنشطتها بشكل قانوني، بالإضافة إلى إطلاق برامج تقوم برعاية أفكار الشباب". ويعتبر الدكتور عبدالرب بن سالم اليافعي، مؤسس جمعية بهجة العمانية للأيتام، أن الفرق التطوعية تقوم بدور مهم جدا داخل الولايات والمحافظات، لكن تعدد هذه الفرق بنفس الولاية يعد من أهم التحديات التي تعيقهم عن القيام بدورهم على أكمل وجه ووجود خلافات بينهم، بالإضافة إلى حاجة هذه الفرق إلى مجلس إدارة قوي. ويوجه اليافعي بتوحيد الفرق التطوعية في كل محافظات السلطنة لتجنب مسألة تشت الجهود ورفع الإسهامات المجتمعية التي تقدمها الفرق التطوعية، وذلك عبر تشكيل 11 فريقا بعدد المحافظات، ويكون لهم مندوبون في كل ولاية، لتوحيد الجهود وبذل المزيد من العطاء في الاتجاه الصحيح.
مشاركة :