ناقش باحثون ومتخصصون واقع الحرف التراثية اليوم في الإمارات، ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى الحرف التراثية العاشر الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث. وشارك في الندوة الباحث في معهد الشارقة للتراث، د. محمد عبدالحافظ، ومسؤول العلاقات الدولية في المعهد عزيز رزنارة، والباحثة مريم المزروعي، وأدارها علي المغني. وعرض عبدالحافظ فكرة وأهمية دليل الجمع الميداني، مؤكداً أهمية تدريب الباحث، وجهود ودور كل من الباحث الداخلي الأصيل والباحث الخارجي الدخيل، وكيف يرى كل منهما التراث والحرف التراثية، وأهمية تلك الملاحظات التي يبديها كل منهما، ولفت إلى أن مسألة تطوير الحرف التراثية تبدأ من الحصر والمسح والعمل الميداني، بما يسهم في اكتشاف كنوز بشرية حية جديدة في مجال الحرف التراثية، والاعتماد عليهم في عملية نقل الحرف التراثية إلى الجيل الجديد عن طريق التدريب وورش العمل. ولفت إلى ان دليل العمل الميداني يعد أحد الأساليب المعتمدة في جمع عناصر المادة التراثية. * الحرف التراثية في الإمارات مهن أصيلة منذ مئات السنين، وذات قيمة معنوية. * ينبغي التعامل مع الحرف التراثية كقطاعات إنتاجية تتفاعل مع قانون السوق. من جانبه، تحدث رزنارة عن تاريخ الحرف وكيف انتقلت إلى الصناعات، خصوصاً في العالم الغربي الذي أخذ بعين الاعتبار التكنولوجيا والعلم ودورهما في ذلك، لافتاً إلى أن العالم الثالث عموماً والعالم العربي خصوصاً لم ينجح في نقل الحرف إلى صناعات بسبب الهوة التكنولوجية. وعرض نموذجاً لشركة فرنسية كانت تعمل في الخزفيات والأواني منذ القرن الـ19، وكيف استمرت ووصلت اليوم بفضل التكنولوجيا والعلم إلى مستويات متقدمة وعالمية، لها حضور في مختلف بلدان العالم. وعرض رزنارة نموذج مركز الحرف في الشارقة كحالة تتعامل مع الحرف التراثية، لافتاً إلى أهمية إدخالها مفهوم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في أدبيات الحرف التراثية، والتعامل مع الحرف التراثية كقطاعات إنتاجية تتفاعل مع قانون السوق، مشيراً إلى أهمية إنشاء هيئة اتحادية لتطوير مفهوم الاقتصاد الاجتماعي. بينما تحدثت المزروعي عن أهمية الأبحاث والدراسات في الحرف التراثية، مشيرة إلى اهتمام الدولة بذلك منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي حرص على أهمية التعليم وتعليم الجيل الجديد أهمية التراث، ولفتت في ورقتها التي جاءت بعنوان الحرف التراثية في الإمارات بين الأصالة والتقليد، إلى أن المهن والحرف التقليدية تعتبر رافداً وعلماً من معالم التراث ومن أهم مقوماته، وأشارت إلى أن الحرف دائماً تبدأ بنشاط فكري وتنتج إنتاجاً مبدعاً يلبي احتياجات الحرفي والمجتمع بشكل عام، وهو عمل يمارسه الإنسان ويحتاج إلى تدريب ومعرفة وممارسة. وأكدت أهمية الحرف النسائية التي تمارسها النساء فقط، مثل الحياكة والغزل والتطريز. وأوضحت أن المهن والحرف التراثية في الإمارات هي مهن أصيلة وموجودة منذ مئات السنين، وذات قيمة معنوية، ولكن الآن أصبحت عرضة للانحسار بسبب التغيرات التي شهدتها المجتمعات، والتي قد تتطلب التقليد أو التغيير. وأوصت المزروعي بإنشاء مشروع وطني لتبني دراسة وضع الحرف والمهن الحالية، واتباع سياسة تعميم أهمية هذه المهن إعلامياً لضمن استمرارها وبيان أهميتها، وإقامة مهرجانات تخصصية تتعلق بالمهن والحرف التقليدية على مستوى الدولة، وإعداد ورش عمل تستهدف فئات مرحلية مختلفة، والتركيز على هذه المهن والحرف من خلال إعطاء دروس للطلاب أو وضع فصل في المناهج الدراسية، والمساهمة في تغيير نظرة الأجيال الجديدة للمهن التقليدية ومحاولة ربط هذه المهن بمشروعات مستقبلية تنموية. هذا، وناقشت الجلسة الثانية التي شارك فيها الباحث عبدالجليل السعد، والدكتور سعيد الحداد، وعبدالله الهامور، وأدارها ماجد بوشليبي، بعض الحرف التراثية. وتناول السعد صناعة البشت واستخداماته وطبيعته وأنواعه. بينما تحدث الحداد عن حرفة الخلابة في الساحل الشرقي، لافتاً إلى أنها حرفة جميلة ومهمة ومازالت حاضرة حتى اليوم، ولفت إلى ان تسميتها بهذا الاسم جاءت من الأداة المستخدمة وهي المخلب الحديدي الذي يشبه مخلب الطير الجارح. بينما تطرق الهامور إلى الليف وقلادته في الإمارات في الساحل الشرقي.
مشاركة :