المصائب لا تأتي فرادى، هذا المثل الحي ينطبق على الجزء الثامن من باب الحارة الذي يستعد منتج جديد لتصويره بغية عرضه في شهر رمضان . فلا يكاد يخرج من أزمة حتى ويدخل في نفق جديد فبعد أن حصلت شركة "قبنض" على الأجزاء الثامن والتاسع والعاشر بشكل رسمي، عقب ربحه الدعوى القضائية ضد صاحب المشروع المخرج "بسام الملا". ففي الوقت الذي تتسارع التحضيرات في الشركة للبدء بالتصوير لاسيّما وأن الكاتب "قاووق"، قد أنهى كتابة العمل والشركة بصدد اختيار المخرج والاتفاق مع نجومه ، أعلنت الرقابة السورية رفض نص الجزء الثامن من مسلسل "باب الحارة" المقدم من قبل الكاتب "مروان قاووق" والشركة المنتجة. وبررت الرفض بأنه غير مناسب لا فنياً ولا فكرياً أي أن مستواه الدرامي ضعيف وكذلك الأمر بالنسبة للأفكار التي يطرحها حيث إنه يطرح أفكارا متخلفة. ويستوجب هذا الرفض من الشركة المنتجة، إعادة صياغة العمل وتقديمه بشكل آخر للرقابة وهو ما يعني استهلاك مزيد من الوقت وتأخر عمليات التصوير هذا في حال وافقت الرقابة على التعديلات التي سيجريها الكاتب والشركة المنتجة. يأتي ذلك بعد حصول شركة "قبنض" على المسلسل السوري الذي حقق شعبية واسعة في أجزائه الأولى. وتوالت الازمات على المخرج بعد أن قرر الفنان ميلاد يوسف والذي أدى شخصية " عصام " في الأجزاء السبعة الماضية من مسلسل "باب الحارة"، بالاعتذار عن المسلسل. ويعود السبب الذي يدفعه لذلك الى وفائه لصديقه المخرج بسام الملا منتج العمل الأساسي، الذي خسر المعركة القضائية مع الكاتب مروان قاووق والمنتج محمد قبنض ، ويدين ميلاد يدين بالوفاء الكبير للمخرج بسام الملا ويعتبر أنه من الواجب عدم المشاركة بالمسلسل. وجاءت الضربة الجديدة على رأس المنتج بإنسحاب الفنان وائل شرف الذي عُرف بشخصية "العكيد معتز"، بعدما رأى أنّ هذا الإنتاج التلفزيوني االضخم بدأ يفقد رونقه وتتراجع شعبيته في سوريا والعالم العربي. فهو اعتبر من جهته أنّ المسلسل لن يقدم له شيئاً جديداً في الأجزاء القادمة كما وأنّه بدأ يحرق شخصياته المحفورة في أذهان المشاهدين، ففضّل الاعتذار مكتفياً بسبعة أجزاء متواصلة. وكان روّاد مواقع التواصل الإجتماعي كانوا قد تناقلوا منذ فترة قصيرة صورة للفنان علي كريم المعروف بشخصية "العقيد أبو النار" من إزمير في تركيا، وقد قيل حينها أنّه هرب من بلده سوريا خوفاً من الحرب التي تهدّد أهاليها. وحسب ما ذكر بعضهم أنّ الممثل السوري المعروف ينوي التوجّه فيما بعد الى أوروبا دون أن يصرّح عن الأسباب التي دفتعه الى اللجوء كما سبق وفعل قبله الكثيرون. وكانت قد نشأت في وقت سابق بعض المشاكل بين المنتج بسام الملا وشركة "قبنض" التي اعتبرت أنّ الكاتب غيّر في المحور الأساسي لقصّة المسلسل، وذلك ما يسيء الى العمل والفكرة الأساسية منه. وفي هذا الإطار وجب على المؤلّف عثمان جحا أن يحافظ على الأحداث الأساسية وعدم التغيير فيها، إذا ما سمح له الكاتب الثاني سليمان عبد العزيز الذي يهتمّ أيضاً بكتابة الأجزاء الثلاثة الجديدة. فكلاهما سيتولّيان تقليص عدد الشخصيات المشاركة وإلغاء "حارة الضبع" شيئاً فشيئاً، حيث ستظهر بدرجة أقلّ في الجزء الثامن، قبل أن يخفّ وجودها أكثر في التاسع، وتتوارى عن أنظار المشاهد في العاشر. ومن جهة المخرج، فهو اعتبر أنّ الضعف الذي أصاب الأجزاء الأخيرة، يفرض عليه وعلى طاقم العمل أن يعملوا جاهدين كي يُعيدوا الأصالة من خلال إبراز المجتمع السوري بنماذجه الصحيحة ولا بالصورة الخاطئة. يشار إلى ان المسلسل الذي انتج منه سبعة اجزاء تولى إنتاجه شركتين أولهما شركة عاج في أول جزأين ، لتنقل مهمة إنتاج الاجزاء الخمسة الجديدة لصاحب المشروع المخرج بسام الملا عبر شركته " ميسلون" قبل أن يكسب المنتج الثالث محمد قنبض دعاوه ضد الملا ويقرر إنتاج أجزاء ثلاثة جديدة .
مشاركة :