العَصِيِدَة أو العَصِيِد هي من الأطباق التقليدية والأكلات والحلويات والموروثات الشعبية المشهورة في الأحساء خاصةً وفي منطقة الخليج العربي عامةً - ويشتهر الحساوية بعملها وتحضيرها , ويُفضِّلون عملها في مثل هذه الأيَّام الباردة مع بُرودة الجو لأنها تمنح الجسم الدِّفء والطاقة والحيوية , وهذا الطبق العربي يتكوَّن من الدّقيق البُر ( الطحين ) المخلوط بالماء , والبعض يُفضلها بدبس تمر الخلاص والبعض الآخر بالعسل , كما يعملها آخرون بالسُكَّر كما تقول السيِّدة أم محمد سعيد الضاحي - وتُشير السيِّدة أم جاسم مكي - إلى أنَّ هذا الطبق والموروث الشعبي له مكانة خاصةً في ليالي الشتاء الباردة , وكذلك في المُناسبات الاجتماعية , ويُعدُ أحدُ الوجبات الرئيسة ويُفضَّل أكلها في الصباح الباكر أو في اللَّيل وهي وجية وطبق لذيد مُتكامل العناصر خاصةً إذا كانت معمولة بدبس التمر , وأضافت إلى إختلاف أنواع العصيدة في منطقة الخليج من بلدٍ إلي آخر - وذلك باختلاف مُكوناتها ففي بعض المناطق تُصنع من دقيق الذُرة وفي مناطق أخرى من دقيق الدُخن. وتقول السيِّدة أم عبدالإله بن عيسى - أنَّ العصيدة طبق تقليدي شتوي راسخ , تُعمل وتُؤكل في كُل وقت - ولكن تُفضَّل في ليالي الشتاء الباردة - حيثُ يكون لها رونقها وطعمها الخاص ومُعظم الأُمهات تقوم بتحضيرها وعملها كونها أكلة مُحببة لدى الصِغار والكبار , كما أنَّها مُفيدة للجسم بمُكوناتها ومُحتوياتها - كما لها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية. وعن كيفية تحضير العصيدة فتقول الحاجة أُم جعفر عبدالله - أنَّهُ يوضع كوبين من الماء في قدر على النار، إلى أن يغلي، ثم يُضاف إليه الملح، والفلفل الأسود وأحياناً التمر أو الِدِبس وهذا أكثر مايقوم به أهل الأحساء وقليل من الزيت أو الزبدة، ثم يُضاف كوبي الدقيق البُر إلى الماء المغلي مرَّة واحدة مع التحريك المستمر وبسرعة (تستعمل ملعقة خشب ) ويُحرَّك حتى يجف الماء وتتكون كتلة متماسكة، ثُم تُرفع عن النار وتُعصد جيدًا، ثم تُرَد على النار، ويُصب عليها كوب ماء مغلي، وتُترك حتى تنضج على النار، ثم تنزل بعد ما يجف الماء، وتعصد مرة أخرى باليد على شكل العصيدة وتوضع عليه خمس تمرات لكي تُعطي نكهة جيِّدة للعصيدة وتمُدُ الجسم بالدِفْ والطاقة ,ويُصبُ عليها الدِهن في الوسط ( الحُفرة ) .