يرتبط الحب قبل الزواج إرتباطاً وثيقاً بالقلب الذي يعد الآمر الناهي في قصص العشق والهوى، فحكمه لا يُرد، لأن الحب الذي دق له القلب، يخلق حالة وجدانية عميقة بداخل المحب، تجعله لا يشعر إلا بكل ما هو جميل، ولا يرى إلا كل ما هو جميل، ولذلك لا يفكر المحب في هذه الحالة إلا بالزواج بمن دخل قلبه، وحرك مشاعر، وسبب فرحته وحقق سعادته. والحب قبل الزواج يختلف اختلافاً كبيراً عن الحب بعده، فالأخير يحدث بعد احتكاك وعشرة وبناء على واقع يعيشه كل من الطرفين، وانتباه لكل التصرفات الطيبة التي تبعث على التفكير في الشريك، والنظر إليه بعمق مع الشعور بارتياح بانجذاب شديد إليه بسبب سلوكه الراقي الذي يخلق ضرورة الاحتكام إلى العقل المنافس الأكبر للقلب ليحاول لفت نظر الشريك إلى التفكير في حقائق موجودة بالفعل على أرض الواقع. الحب قبل الزواج أم بعده؟ الحب قبل الزواج حالة جميلة يعيشها كل من الطرفين، ولكن تؤخذ عليه بعض التحفظات، والتي من أهمها الحماس الزائد والاندفاع وراء المشاعر المتوهجة التي تكون سبباً في في حدوث بعض الأخطاء، والسبب في ذلك أن الاستسلام لهذه المشاعر المتوهجة والإندفاع نحوها بقوة، يجعل المحب لا يرى إلا الجانب الجميل المشرق منها، لأن مرآة الحب لا ترى ما ليس جميلاً. أما الحب بعد الزواج فهو يقوم على أمور واقعية جاءت بعد تواصل حقيقي بين الطرفين، ينتج عنه بدء تلاحم العقل مع القلب، وهو المزيج المطلوب الذي يعد بمثابة درعاً واقياً للزواج الذي قام على أساسيات مهمة أولاً ليرافقه الحب في مرحلة لاحقة ليزينه بأجمل المشاعر وليساعده على الاستمرار للأبد، تُرى من هو الأفضل الحب قبل الزواج أم بعده؟ مما سبق ذكره أعلاه، وبحسب العقل والمنطق، قد يبدو الحب بعد الزواج الذي قام على العقل والتفكير في ايجابيات وعيوب الشريك وقبولها بعد معرفتها والاحتكاك بها مباشرة، والحكم على تصرفاته وسلوكه عن قرب، أكثر فعالية من الحب قبل الزواج، ولكن ماذا إن لم يأتي الحب بعد الزواج؟، وكيف سيكون شكل العلاقة بين الزوجين بدون الحب في هذه الحالة؟ الحقيقة أنه من الأفضل عدم ترجيح كفة الحب قبل الزواج عن الحب بعد الزواج أو العكس، وفي نفس الوقت يجب عدم تحريم الحب قبل الزواج، وعدم المناداة بتجنبه لأنه ليس عيباً، ولأنه من الممكن أن يكون عاملاً قوياً في تخطي العديد من الأزمات بين الزوجين أثناء مسيرة الحياة الزوجية، مع الأخذ في الاعتبار المقومات الآخرى التي لها أن تحفظ الحب بين الزوجين حتى آخر العمر. الحب قبل الزواج لا يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية ليس عدلاً أن يكون مضمون بعض الآراء أن فشل الحياة الزوجية يعود إلى الحب قبل الزواج، إذ أنه ليس منطقياً أن يحدث ذلك، لأنه توجد أسباب محددة تؤدي إلى فشل الزواج، خصوصاً وأن الحب يبني ولا يهدم، ولا يمكن أن يكون سبباً في حدوث أي فشل في الزواج الذي قام على أساسه بالمقام الأول. ولذلك يجب البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية، كما يجب أن لا يُتهم الحب بتهم لا تليق به ولا بروحانياته الجميلة التي تُسعد أرواحنا وتهذبها، وتُعلمها الرفق واللين والاخلاص والوفاء والنبل، وكل الخصال الحميدة التي تليق به. وفي هذا الخصوص، يجب العلم بأنه توجد أسباب أخرى تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية من أهمها: الإهمال، والغيرة المرضية التي يرافقها الشك، وغياب التواصل، وانعدام التقدير، والخرس الزوجي، والبرود العاطفي، والملل الزوجي، والخيانة، وكل الأمور التي تقتل الحب في القلوب. كيف يستمر الحب قبل الزواج بعد تأسيس الحياة الزوجية؟ الحب قبل الزواج حالة روحانية تجمع بين الطرفين في جو رومانسي دافئ، وهو يحتاج إلى جهد مستمر من كل منهما ليحيا للأبد، ولتقوى الحياة الزوجية به وتنتعش. ومن الأمور التي تساعد في استمرار الحب وزيادته ما يلي : الاهتمام لأنه يزيد من مشاعر الحب بين الزوجين. الاحترام لأنه لا حب بدون احترام. التقدير لأنه يحفز الشريك على فعل المزيد من أجل تحقيق نجاح العلاقة. الغيرة اللطيفة لأنها دلالة حب دافئة تنعشه وتحافظ عليه. الإنسجام لأنه يحقق نجاح العلاقة وبالتالي يساهم في الحفاظ على الحب. الإنصات واحترام رأي الشريك. التواصل المستمر بين الزوجين مع ابتكار أشكال جديدة له. التجديد والتغيير في شكل العلاقة حتى لا يحدث الملل الزوجي ألد أعداء الحب. تجنب الاستسلام للروتين والرتابة، وخصوصاً في أدق تفاصيل الحياة الزوجية. الإخلاص والوفاء والالتزام بالعهود. الحفاظ على كرامة الشريك. حفظ أسرار الشريك وأسرار الحياة الزوجية ككل. عدم السماح للآخرين بالتدخل في أمور الحياة الزوجية. أمور تحفز على خلق مشاعر الحب بعد الزواج التقليدي الزواج التقليدي حالة شائعة لا يمكن إنكارها، لأنه توجد زيجات عديدة قامت بعد التخطيط لمقابلة بين المرأة والرجل بغرض التعارف والزواج، وقد لا يأتي الحب بعده وقد يأتي، ومن الأمور التي تساعد على خلق حالة من الحب بعد الزواج التقليدي ما يلي: الحنان .. لأنه يعد بمثابة محركاً قوياً للمشاعر، لأن النفس تميل لمن يدللها ويحتويها. لين القلب .. الطيبة ولين القلب من الأمور التي تخلق الحب بعد الزواج. التقدير والاحترام .. فكيف لا تحب النفس من يحترمها ويقدرها؟ الكلام المعسول .. ترق له القلوب وهو مطلوب مع الأفعال التي تؤكد عليه. الأفعال الطيبة .. لأنها دلالة قوية على الحب لأن الحب الحقيقي هو الذي تترجمه الأفعال. وأخيراً، يسعدنا أن تشاركونا الرأي .. أيهما أفضل الحب قبل الزواج أم بعده؟
مشاركة :