والتقى زيلينسكي مسؤولين عسكريين كما قلد اوسمة للجنود الأوكرانيين الذين كانوا يصدّون حملة عسكرية روسية شرسة مستمرّة منذ أشهر على المدينة. ويُعتقد أنّ روسيا تعتمد على مرتزقة ومجنّدين من السجون وجنود تمّت تعبئتهم حديثاً، من أجل استعادة السيطرة على المدينة عبر شنّ سلسلة هجمات على المواقع الأوكرانية. وأدّت حرب الخنادق والمعارك المدفعية حول بخموت - التي كانت تشتهر بكروم العنب وكهوف مناجم الملح - إلى تسوية أجزاء كبيرة من المدينة ومحيطها بالأرض. ونقلت وسائل إعلام حكومية عن زيلينسكي قوله في إشارة إلى الضربات الممنهجة التي استهدفت شبكة الكهرباء في أوكرانيا، "أود لو كان هناك ضوء لكن الوضع صعب للغاية بحيث أنه من الصعب أن يكون هناك ضوء، وبالتالي لا يوجد ضوء. الشيء الرئيسي هو أنّ هناك ضوءا في الداخل". من جهتها، قالت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار التي كانت تزور بخموت أيضاً، إنّ "بخموت هي القلعة الشرقية لأوكرانيا". وأضافت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "غداً الاعتدال الشتوي والليالي ستقصر. ستنتهي أحلك الليالي مع فجر انتصارنا". وتأتي الزيارة بعدما أقرّ فلاديمير بوتين في وقت سابق الثلاثاء أنّ الوضع "صعب جداً" في المناطق الأربع في جنوب وشرق أوكرانيا التي أعلنت موسكو ضمّها من دون السيطرة عليها بالكامل. "صعب جداً" في أيلول/سبتمبر، أعلن الرئيس الروسي ضم أربع مناطق أوكرانية (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون) التي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئياً، بعد إجراء "استفتاءات" محلية ندّدت بها كييف والغرب. ولم تسيطر قواته بشكل كامل على أيّ من المناطق، واضطرّت الشهر الماضي إلى الانسحاب من العاصمة الإقليمية لمنطقة خيرسون الجنوبية، بعد هجوم مضاد استمرّ أشهراً من قبل القوات الأوكرانية. وقال بوتين لموظفي أجهزة الأمن الذين يحتفلون بـ"عيدهم المهني"، إنّ "الوضع في جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية وكذلك في منطقتي خيرسون وزابوريجيا صعب جداً". وأشاد الرئيس الروسي بأداء عناصر الأجهزة الأمنية الروسية الذين يعملون في "المناطق الجديدة لروسيا" مؤكداً أنّ "الناس الذين يعيشون هناك، مواطنون روس" يعتمدون على "حماية" هذه الأجهزة. ودعا بوتين الى "تركيز الى أقصى الحدود" من جانب أجهزة مكافحة التجسس. وقال "من الضروري قمع أعمال أجهزة الاستخبارات الأجنبية بشدة وتحديد هوية الخونة والجواسيس والمخرّبين بشكل فعّال". وفي حفل توزيع جوائز في الكرملين في وقت لاحق الثلاثاء، سلّم بوتين أوسمة لقادة المناطق الذين عيّنتهم موسكو. وقال في إشارة إلى الأراضي التي استعادتها أوكرانيا "واجهت بلادنا مراراً تحدّيات ودافعت عن سيادتها. اليوم، تواجه روسيا مرة أخرى التحدّي نفسه". اجتماع بوتين ولوكاشنكو عبارة عن "رقصة" جاءت تصريحات بوتين غداة زيارته الأولى منذ سنوات إلى بيلاروس المجاورة لإجراء محادثات مع رئيسها ألكسندر لوكاشنكو، الذي سمح للقوات الروسية باستخدام أراضي بلاده لبدء غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير. وأفاد الجيش الأوكراني بعد الزيارة بأنّ هناك تهديداً متزايداً بشنّ هجوم محتمل آخر من الأراضي البيلاروسية ولكن قواتها تتّخذ خطوات للاستعداد لذلك. وقال قائد القوات المشتركة الأوكرانية سيرغي ناييف "نراقب عن كثب الأسلحة التي يتمّ نقلها من روسيا". وأضاف أنّ "مستوى التهديد العسكري يتزايد تدريجياً لكننا نتخذ أيضاً إجراءات مناسبة". في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية دميترو كوليبا خلال إفادة عبر الإنترنت إنّ "اجتماع بوتين ولوكاشنكو هو رقصة أخرى أدّياها... لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة. مهما حدث، نحن مستعدّون لأي سيناريو". ونفى بوتين أيّ خطط لابتلاع بيلاروس خلال زيارته الإثنين، لكنّ الحليفين السوفياتيَين السابقَين تعهّدا تعزيز التعاون العسكري بينهما. في هذه الأثناء، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنّ الهجمات الروسية في مختلف أنحاء أوكرانيا أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة في منطقة دونيتسك حيث تقع بخموت، وفي منطقة خيرسون. وتسبّبت الحرب بخسائرة كبيرة في الاقتصاد الأوكراني وقال صندوق النقد الدولي الإثنين إنه وافق على برنامج للمراقبة الاقتصادية يمكن أن يساعد كييف على تأمين التمويل من المانحين، علما ان البلاد التي مزّقتها الحرب تحتاج إلى أكثر من 40 مليار دولار هذا العام.
مشاركة :