صحافي تركي لاجئ في السويد يؤجج التوتر بين أنقرة وستوكهولم

  • 12/20/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اسطنبول - أعادت قضية الصحافي التركي بولنت كينيش اللاجئ في السويد والذي رفضت محكمة سويدية أمس الاثنين تسليمه لتركيا، أجواء التوتر بين أنقرة وستوكهولم، ما ينذر بنسف محادثات سابقة بين الطرفين حول انضمام الأخيرة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي يونيو/حزيران الماضي وقعت كل من تركيا والسويد وفنلندا على هامش قمة للناتو في مدريد مذكرة تفاهم قبلت بموجبها أنقرة انضمام ستوكهولم وهلسنكي لحلف للحلف الدفاعي الغربي بشروط منها تسليم مطلوبين من حزب العمال الكردستاني وحركة فتح الله غولن التي يتهمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل في صيف العام 2016.   وندّدت تركيا الثلاثاء برفض السويد ترحيل صحافي تركي تشترط أنقرة تسليمها إياه لإعطاء موافقتها على انضمام ستوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي، ملوحة ضمنا بالتراجع عن التقدم الذي أُحرز في مجال قبول انضمام ستوكهولم لحلف شمال الأطلسي (الناتو). ووجّه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انتقادات حادة لقرار السويد رفض تسليم بولنت كينيش. وقال إن القرار القضائي يهدد بإطاحة تقدّم أحرزه الجانبان خلال أشهر من المحادثات، مشيرا إلى أن "رفض طلبنا تسلّم كينيش هو تطوّر سلبي للغاية". ويطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السويد بتسليم أنقرة 12 شخصا يتّهمهم بالضلوع في محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في العام 2016 أو بالانتماء إلى ميليشيا كردية محظورة تصنّفها واشنطن والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية". وكينيش رئيس التحرير السابق لصحيفة 'زمان' التي أغلقت هو الوحيد الذي ذكره أردوغان بالاسم. وعلّلت المحكمة العليا في السويد قرارها بمنع تسليم أنقرة الصحافي التركي بـ"خطر تعرّضه لاضطهاد بسبب قناعاته السياسية". وشدّد الوزير التركي على أن تسليم السويد في وقت سابق من الشهر الحالي شخصا يشتبه بأنه عضو في منظمة كردية متمردة غير كاف لنيل موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، مضيفا "إذا كانوا يعتقدون أن بإمكانهم تسليم شخص واحد ومن ثم إغلاق هذه القضية، فهذا الأمر غير واقعي. لم نعد نريد سماع أقوال جميلة من السويد وفنلندا، نريد أن نرى خطوات ملموسة". واتخذت السويد وفنلندا بعد عقود لا بل قرون من حالة البقاء خارج أي حلف عسكري، قرارا تاريخيا بالترشح لعضوية الناتو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وباستثناء المجر التي ستصادق على انضمام السويد وفنلندا في مطلع العام 2023، تبقى تركيا الدولة الوحيدة التي تحول دون انضمام هذين البلدين إلى حلف شمال الأطلسي. وقال جاويش أوغلو إنه سيجري مزيدا من المحادثات حول الخلاف خلال زيارة من المقرر أن يجريها وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم الخميس إلى أنقرة. وتطالب تركيا السويد وفنلندا باتخاذ مواقف أكثر حزما تجاه ناشطين أكراد تصنفهم أنقرة إرهابيين في مقابل دعم مساعيهما للانضمام إلى الحلف. وغالبية مطالب تركيا موجّهة للسويد بسبب روابطها الأكثر متانة مع الشتات الكردي. ولا إحصاءات رسمية في ستوكهولم لعديد الجالية الكردية التي يقدّر عدد أفرادها بنحو مئة ألف في البلاد البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة. ويعتقد محلّلون أن أردوغان يستغل ملف موافقة تركيا على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي للمساومة في نزاع دبلوماسي أوسع نطاقا مع الولايات المتحدة. ويسعى الرئيس التركي لحض نظيره الأميركي جو بايدن على الوفاء بتعهّده تزويد سلاح الجوي التركي المتقادم مقاتلات من الجيل الجديد. ويعارض أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي صفقة بيع أنقرة مقاتلات حديثة على خلفية المواقف المتشددة لأردوغان تجاه اليونان. ويطالب الأخير واشنطن بوضع حد لتحالفها مع فصيل كردي هو وحدات حماية الشعب الكردية التي شكل العمود الفقري لمعركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. والدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المسلحون الأكراد غالبية مقاتليها، موضوع خلافي بين واشنطن وأنقرة حيث تطالب الأخيرة باستمرار الجانب الأميركي بوقف الدعم المالي والعسكري لهذه القوات التي تتهمها بالإرهاب. ويرفض الجانب الأميركي التخلي عن المسلحين الأكراد الذين يشكلون رأس الحربة في الحملة الغربية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وفي الفترة القليلة الماضية دفع التحالف الدولي ضد داعش بقيادة واشنطن بتعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرة الوحدات الكردية لكبح عملية عسكرية تهدد تركيا بشنها لتوسيع نطاق المنطقة الآمنة بما يشمل مدنا كردية بينها منبج وعين العرب (كوباني). كما ترفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ العام 1999 والذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب على أردوغان في يوليو/تموز 2016.  

مشاركة :