في الرابع من ديسمبر، أصبح أسرع حيوان بري في العالم مؤثراً لفترة وجيزة. بتشجيع من مجموعات الحفاظ على البيئة، احتفل عشاق الحياة البرية باليوم الدولي للفهد من خلال مقاطع فيديو (بعنوان انقذوا الفهد)، وحقائق ونداءات لجمع الأموال. «الفهد في سباق ضد الانقراض! انشروا الخبر»، بحسب ما ورد في منشور متداول. لطالما اعتمدت مجموعات الحماية وحدائق الحيوان الحضرية وصناع أفلام الرسوم المتحركة على جاذبية الأنواع الكبيرة والغامضة والمعرضة بشدة للانقراض لجذب الانتباه. جمعت المناشدات لإنقاذ الفهد، وهو نوع يقل عدده عن 7000 في جميع أنحاء العالم، أكثر من 4 ملايين دولار من المتبرعين الأميركيين العام الماضي. إن الفهود بحاجة إلى مساعدة البشر للبقاء على قيد الحياة. عندما يقوم البشر بتدمير الغابات والأراضي العشبية والمستنقعات والشعاب المرجانية والأنظمة الحية الأخرى، فإننا لا نلحق الضرر فقط بالأنواع الأخرى، ولكننا أيضاً ندمر إمداداتنا الغذائية، ونعرض منازلنا لظروف الطقس القاسية وتلوث الهواء والماء. على الرغم من أننا نتعامل مع الحفاظ على البيئة باعتباره السعي وراء الإيثار - مصلحة خاصة يدافع عنها عدد قليل من المتحمسين - إلا أنها أيضاً قضية أنانية. يجب أن نتعامل مع الحفاظ على البيئة ليس كفرصة لتسجيل أعمال بطولية، ولكن كالتزام بالعلاقات التي نعتمد عليها من أجل البقاء. هذا الأسبوع، اجتمع مندوبون من أكثر من 190 دولة في مونتريال لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، المعروف باسم COP15، حيث يحاولون الاتفاق على استراتيجية لوقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2030 وتغيير المسار إلى الاتجاه المعاكس بحلول عام 2050. وتشمل الأهداف الأخرى حماية المليون نوع التي يقودها النشاط البشري نحو الانقراض، والكثير منها مهددة على الفور بتدمير الموائل والصيد الجائر أكثر من تغير المناخ. ولكن بالمقارنة مع مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2021 في جلاسكو، أو اجتماع المتابعة في مصر الشهر الماضي، فإن هذا التجمع لا يحظى بتغطية صحفية تذكر. وبينما يوجد بعض المتظاهرين في شوارع مونتريال، فإن الحركة الجماهيرية للتنوع البيولوجي أصغر بكثير من الحركة التي تطالب بالعدالة المناخية. قد يكون أحد أسباب الهدوء النسبي أنه قد يكون من الأسهل، وفي بعض الحالات الأكثر إرضاءً، التركيز على مشاهد الانقراض. إن إنقاذ الأنواع المهددة من أن تُنسى أمر صعب للغاية، لكنه أبسط بكثير من تغيير أولوياتنا لاستعادة أنظمة الحياة المعقدة والمترابطة على الأرض. تعد حماية التنوع البيولوجي أكثر تعقيداً من حماية المناخ، لأنها تعتمد بشكل أقل مباشرة على التكنولوجيا مثل الألواح الشمسية الأقل تكلفة ولديها مقاييس نجاح أقل وضوحاً. لذلك، فإننا نفكر، بفزع مروع، على «وحيد القرن» الأبيض الشمالي، وهو نوع فرعي له عضوان فقط على قيد الحياة - كلاهما من الإناث - والذي قد يعتمد مستقبله على قدرة علماء الإنجاب على تحويل خلايا الجلد إلى خلايا جذعية وفي النهاية إلى حيوانات منوية قابلة للحياة وخلايا البيض، وهي تقنية غير مثبتة قد تنجح يوماً ما في تكوين فرد هجين باستخدام الحمض النووي من الأنواع المنقرضة والباقية، ولكنها لن تمنع الانقراض أبداً. أو أننا ننشر أخباراً عن الأنواع المعرضة للخطر في قارات أخرى، ونخلط بين اهتمامنا والعمل الفعال. تخبرنا سوزان براندون، طالبة دكتوراه في علم الاجتماع، عن المتطوعين في ناميبيا. بينما كان هؤلاء يشعرون بالغضب بشأن المحنة العامة للأنواع، فقد كانوا غير مدركين أو رافضين لسياسات وممارسات الحفاظ على البيئة. هذه هي المشكلة الحقيقية مع مشاهد الانقراض: من خلال جذب انتباهنا وقلوبنا، فإنها تحجب الجهود المستمرة التي لا حصر لها لحماية التنوع البيولوجي من الألف إلى الياء. في جميع أنحاء سهول أميركا الشمالية، على سبيل المثال، تقوم مجتمعات السكان الأصليين التي تجاهلتها حركة الحفاظ على البيئة منذ فترة طويلة بإعادة حيوان البيسون (نوع من الأبقار) إلى نظام البراري البيئي. وفي مستجمعات المياه في أميركا الشمالية وأوروبا، تم تبني« القنادس»، التي كانت ذات يوم معرضة للخطر باعتبارها آفات، من قبل شبكة متحمسة من ملاك الأراضي ومديري الأراضي العامة كشركاء في حماية التنوع. وفي ناميبيا، وهي رائدة في حركة الحفاظ على البيئة التي يقودها المجتمع العالمي، قام النظام الوطني للمحميات المحلية بتمكين أولئك الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع الأنواع المهددة بالانقراض وغيرها من المشاركة في حمايتها والاستفادة من فرص السياحة والصيد الناتجة. بفضل الجهود المتواصلة لأعضاء المحافظين الناميبيين، جزئياً، لا تكافح الفهود في البلاد - في الوقت الحالي على الأقل - ضد الانقراض. كل هذه المساعي هي على الأقل أنانية إلى حد ما، حيث تفيد المشاركين البشريين المجتهدين بالإضافة إلى الأنواع الأخرى. لا يوجد، بالطبع، أي شيء قريب من العلاج الشامل. ولكن مع البراعة السياسية والمثابرة، بدأوا في تغيير المواقف والاقتصادات، وخلقوا فرصاً للوفاء بالتزاماتنا الأوسع تجاه بقية الحياة. إنهم بحاجة إلى كل الدعم الذي يمكنهم الحصول عليه - من المندوبين في مونتريال، ومن الحكومات على كل المستويات ومنا جميعاً الذين يعتمد مستقبلنا على نجاحهم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
مشاركة :