توقّع الجميع أن تكون نسخة من كأس العالم لا تشبه غيرها، فهي الأولى التي يستضيفها الشرق الأوسط، والأولى التي تدور رحاها في شهري نوفمبر وديسمبر، والأولى التي تجري في مساحة جغرافية صغيرة كهذه، كل تلك العوامل جعلت قطر 2022 نسخة تعد بالكثير من المفاجآت لمهرجان كروي تعشقه الملايين. تبددت المخاوف التي سبقت البطولة بتسونامي كروي استثنائي وتنظيم لا تشوبه شائبة وأجواء مرحبة وشغف فريد باللعبة الجميلة عمّ الاستادات والشوارع، حتى أن يورجن كلينسمان وصف البطولة بأنها نسخة من «كأس العالم منظمة لدرجة الكمال»، ولم يكن إنفانتينو وحده من وصفها بأنها «الأفضل على الإطلاق». أما عبارة «الأفضل على الإطلاق» هذه فقد أصبحت متداولة على نطاق أكبر لوصف نجم البطولة ليونيل ميسي الذي أتى نيله الذهب في استاد لوسيل ليكون تتويجًا لشهر كروي مذهل في قطر شهد تسجيل أكبر عدد أهداف في تاريخ البطولة الذي حُسمت في النهاية هوية بطلها بشكل رئيسي بفضل أهداف هذا الساحر، فحتى ألدّ خصوم المنتخب الأرجنتيني لا يخفون سعادتهم بأن هذه الأسطورة الكروية نالت الجائزة الكروية الأغلى عن جدارة واستحقاق. المتوجون البطل : الأرجنتين الوصيف : فرنسا المركز الثالث : كرواتيا الجوائز الفردية الكرة الذهبية : ليونيل ميسي (الأرجنتين) الحذاء الذهبي : كيليان مبابي (فرنسا) القفاز الذهبي : إميليانو مارتينيز (الأرجنتين) أفضل لاعب شاب : إنزو فرنانديز (الأرجنتين) منتخبات استثنائية الأرجنتين من منتخب غير مرشّح بقوة لنيل اللقب العالمي إلى فريق متوّج، كانت رحلة الألبيسيليستي استثنائية، فبعد هزيمتها أمام الأخضر، توقع قلائل أن تنهض الأرجنتين، أما بالنسبة إلى كابتن الفريق ونجمه الأوحد ميسي، فلم يعد هناك من كلمات تصف حجم الإنجاز، إذ تحوّل إلى أسطورة تجاوزت حدود الأرجنتين. المغرب تطلّب الأمر 88 سنة من المحاولات، حتى يتمكن منتخب أفريقي أو عربي من بلوغ نصف نهائي كأس العالم، استهلّ أسود الأطلس مشوارهم بكسر شوكة بلجيكا في مرحلة المجموعات وسط تألق كوكبة من اللاعبين يتقدمهم الحارس ياسين بونو وأشرف حكيمي وحكيم زياش ويوسف النصيري، ثم أذهلوا العالم بإقصاء إسبانيا في ثُمن النهائي والبرتغال في ربع النهائي، وشكّلوا خصمًا حقيقيًا للمنتخب الفرنسي في نصف النهائي قبل الهزيمة في مباراة ندية أمام كرواتيا لتحديد صاحب الميدالية البرونزية. كرواتيا لا يختلف اثنان على أن ما يحققه المنتخب الكرواتي هو من أكبر قصص النجاح الكروي في تاريخ المونديال، فهي دولة لا يزيد عدد سكانها عن أربعة ملايين شخص وتمكن منتخبها من احتلال المركزين الثاني والثالث في نسختين متتاليتين من البطولة، ولمع دومينيك ليفاكوفيتش وجوسكو جفارديول ليستكملوا كتيبة موهوبة استقت إلهامها من لوكا مودريتش. اليابان سخر منتخب اليابان من كل المحليين وتمكن من احتلال المركز الأول بجدارة في المجموعة الخامسة، على حساب ألمانيا وإسبانيا، كما أصبح ثالث فريق في تاريخ البطولة والأول منذ أن قامت بذلك ألمانيا الغربية عام 1970 يفوز بمباراتين بعد أن كان متأخرًا بالنتيجة في نهاية الشوط الأول. إنجازات فردية مبابي برصيد ثمانية أهداف من سبع مباريات، حصد القناص الفرنسي أفضل غلة تهديفية في كأس العالم منذ أن سجّل رونالدو نفس العدد من الأهداف في نسخة 2002. كذلك، أصبح خامس لاعب في تاريخ البطولة يهزّ الشباك في نسختين من مباراة الحسم، والأول الذي يحصد ثلاثية شخصية في موقعة الحسم منذ جيوف هورست عام ١٩٦٦، وبرصيد أربعة أهداف في مباراتي النهائي عامي ٢٠١٨ و٢٠٢٢، كرّس مبابي نفسه ليكون اللاعب الأفضل تهديفيًا في تاريخ موقعة الحسم. ليونيل ميسي يتطلّب هذا مقالة مطوّلة مخصصة لهذه الأسطورة، وهذا ما ينتظركم، فما عليكم سوى قراءة النص الذي يقّدم تفاصيل الأرقام القياسية على المستويين الوطني والعالمي التي سطّرها ميسي بحروف من ذهب في قطر 2022. ليونيل سكالوني بعمر الـ٤٤ عامًا، أصبح هذا الأرجنتيني أصغر مدرب يفوز بكأس العالم، منذ ابن بلاده سيزار لويس مينوتي الذي كان يبلغ ٣٩ عامًا في نسخة ١٩٧٨. ياسين بونو أصبح هذا البطل المغربي أول حارس إفريقي يحافظ على شباكه نظيفة في ثلاث مباريات نسخة واحدة من كأس العالم. أوليفييه جيرو انضمّ الفرنسي المتألق إلى تشكيلة منتخب الديوك في المراحل الأخيرة من الاستعدادات للبطولة نتيجة الإصابة التي لحقت بكريم بنزيما، ليُثبت علوّ كعبه منذ المباراة الأولى، ويسجّل إجمالي أربعة أهداف ويعزز بذلك رصيده من الأهداف مع المنتخب إلى 53 متقدمًا باثنين عن الرقم القياسي السابق المسجل باسم تيري هنري (51). نيمار رغم أن مشوار البطولة انتهى بدموع غزيرة، إلا أنه عادل الرقم القياسي الذي يحتفظ به بيليه بعدد الأهداف لصالح السيليساو والبالغ 77 هدفًا. هوجو لوريس تمكن كابتن المنتخب الفرنسي من تخطي ليليان تورام (142) على قائمة اللاعبين الأكثر تمثيلًا لبلادهم على الإطلاق، وأصبح أول حارس يحقق 20 مباراة في كأس العالم. هاري كين بحصده هدفيه الدوليين رقمي 52 و53، أصبح في جعبة كابتن المنتخب الإنجليزي نفس العدد من الأهداف التي حصدها واين روني ليتقاسم النجمان حاليًا المركز الأول على قائمة أفضل هدافي منتخب الأسود الثلاثة. جونكالو راموس أصبح النجم البرتغالي الصاعد أول لاعب يسجل ثلاثية شخصية في أول مباراة له على الإطلاق في كأس العالم منذ أن حقق ذلك ميروسلاف كلوزه عام 2002، كما يُشهد له أنه صاحب أول ثلاثية شخصية في أدوار خروج المغلوب منذ أن قام بذلك توماس سكوهارفي في إيطاليا 1990. إيفان بيريشتش سجّل بيريستش هدفًا وصنع الآخر لكرواتيا، أي أنه حصد ستة أهداف وصنع خمسة على مدى ثلاث نسخ من كأس العالم، ولا يسبقه بالانخراط المباشر بعدد أكبر من الأهداف في نفس الفترة سوى الساحر ليونيل ميسي (21).
مشاركة :