ذاكرة مبتعثة.. دفء الحنين للوطن يذيب جليد الغربة

  • 12/24/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سفر جميل ورشيق في ثنايا رحاب الحرف الذي لا يخفت بريقه، يأتي بوجهه المشرق ليسعد القلوب بالجمال، فهناك العديد من الكُتُب ترى وأنت تغرق في بحر قراءتها ما بين المدِّ والجزر أن عنوان الكتاب كان معبراً تماماً عن مضمونه، يشعل جذوة الفكر، مبلوراً ما احتوت صفحاته وهذا الوصف ينطبق على كتاب: «ذاكرة مبتعثة»، للدكتورة مناير الناصر، تحمل درجة دكتوراة من جامعة سيدني في مجال طب العيون وعلوم الرؤيا، التي قامت في هذا الكتاب الصادر في طبعته الأولى 2022 بالحديث عن تجربتها في الابتعاث، وذكرياتها الممزوجة بالفرح والألم، وتحقيق الحلم الذي بدأ بخطوات مشرفة نحو العلم والمعرفة، كما تصف لنا من خلال هذا الإصدار الأنيق دفء الحنين للوطن الذي أذاب جليد الغربة. فكرة الكتاب لكل كتاب قصة، تبدأ من فكرة في مخيلة المؤلف حتى تنتهي، وعن فكرة هذا الكتاب تقول المؤلفة: «أردتُ أن أضع بين يديكم تجربتي في الابتعاث لعل الله ينفع بها، وفي هذا الكتاب تطرّقت لحلم الفتاة اليتيمة، وكيف إذا كتب الله لك شيئاً سيسخّر ويسوق الله لك من يحقق لـك مبتغاك بشرط مراعاة الله سبحانه وتعالى وإخلاص النية وحب الخير للناس. فمنذ أن كنت طفلة وكل ما يداعب أحلامي يسكن بذاكرتي وإن تباعدت الأحلام ستقر بها الأيام، توفي والدي وعمري ستة أشهر وبعده توفيت والدتي -رحمهما الله جميعا-، وأنا في بداية حياتي العملية والعلمية، فتغيرت الظروف وضاقت الصدور وبكت الحروف وتزاحمت الهموم، فالأم هي أحضان الأمان وسمو الحنان وقمة الاطمئنان وجنة الأوطان، وإن غابت عن الأنظار فهي نجمة في السماء وعطر المساء وكل الأسماء، والأب قمة العطاء ورونق الولاء وقمر الضياء، وكلاهما نعمة من رب السماء، وشكرهما لا يوفيه حتى النبلاء. انطفأ ذلك الضياء وأظلمت الأركان وعمّت الأحزان، وبدأت رحلة الحرمان ولوعة الفقدان، وكان لا بد من الهروب من ذلك الإحساس القاتل والجارف للدموع والضياع ولوعة الفقد. وتناولت في هذا الكتاب حياة المبتعث ومقابلة من كان له الفضل بعد الله في ابتعاثي المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، وكيف اعتمد ابتعاثي للماجستير ومنها للدكتوراة، ولمن كان لهم الفضل بعد الله في تحقيق حلمي. كما تحدثت عن تجربتي في مرحلة الماجستير والدكتوراة، وعن تجاربي داخل وخارج الحرم الجامعي، والذكريات الجميلة والتجارب التي صقلت شخصيتي، وما تبذله حكومتنا -أعزّها الله- للمبتعثين من دعم ومساندة، ومسيرة التخرج، واستفادتي من كتاب «الدراسة في الخارج»، وتقـديـم بعض النصائح التي أرجو من الله أن أكون قدمت ما يفيد إخواني وأخواتي المبتعثين والمغتربين». وتجدر الإشارة أن مصممة غلاف هذا الكتاب هي أ. نوال مشرف الشهري.

مشاركة :