في المقال السابق وصلنا إلى السؤال المهم: كيف يمكن أن يشكل العقل الاصطناعي خطرا حقيقيا ومباشرا على حياة الإنسان؟ عندما نعرف أن كل معلوماتنا وتفاصيل حياتنا موجودة في أجهزة وفي تطبيقات مرتبطة بالإنترنت، فكل ما تكتبه أو تصوره أو تستقبله أو ترسله هو موجود في مكان ما، حتى مكانك ونوع الأجهزة التي تستخدمها وحساباتك البنكية وسجلك المروري، وعدد أبنائك وسفراتك ونشاطك التجاري ومشترياتك، وتقريبا كل شيء يخصك هو موجود في مكان ما، ولكن هذه الأماكن والتطبيقات مختلفة، ولذلك أنت تشعر بالأمان، ولكن بعد مفهوم "إنترنت الأشياء" لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور إذا أصبحت هذه التطبيقات والبرامج تتفاعل مع بعضها دون علمك!. أضف إلى ذلك، أن الحكومات أيضا تستخدم الإنترنت على صعيد أعلى وبكم هائل من المعلومات، كل ذلك يتزامن مع استمرار البحوث والجهود في تطوير العقل الاصطناعي، وقد نصل إلى مرحلة يكون هذا العقل قادرا على تطوير نفسه بنفسه دون الحاجة إلى الإنسان، خاصة أنه يملك كثيرا من الإمكانات ومصادر المعلومات. من المهم أن نعرف أن العقل الاصطناعي لا تهمه المادة ولا السلطة، وقد يكون أول تهديد مباشر على حياة البشر، عندما يُخترق هذا العقل الاصطناعي من أفراد أو منظمات تُسخره لخدمتها. ولكن، ماذا لو يكتشف العقل الاصطناعي أن البشر هم الخطر الحقيقي؟ ماذا لو يكتشف أن البشر هم من يقتلون، وهم من يسرقون، وهم من يغتصبون، وهم من يلوثون البيئة، وهم من يقطعون الأشجار، وهم من يهددون حياة الحيوانات والكائنات، وهم سبب تصحر أماكن كثيرة؛ حتى ذوبان الجليد وثقب الأوزون ونضوب المياه. ماذا لو يكتشف أن الإنسان هو عدو نفسه وعدو غيره؟ يا ترى، هل سيحافظ على بقاء بعضنا فقط لمجرد أننا جزء من المخلوقات الأرضية؟.