مع استمرار ثلث الموظفين في العمل عن بُعد ستعيد التكنولوجيا تعريف مفاهيم المجتمع والشمول استجابةً لطلب الموظفين ستبدأ الشركات استثمارات كبيرة في تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز المزيد من الشركات سوف تتعاون عبر مختلف الصناعات لتقديم التكنولوجيا التي تتيح تجارب غامرة لقوتها العاملة الشركات التي تفشل في التخطيط للميتافيرس الآن سوف تتخلف عن منافسيها عندما يتعلق الأمر بالميتافيرس قد تعتقد أن عام 2022 هو أفضل الأوقات وأكثرها إرباكًا أيضًا. وقد خطت ميتا خطوات كبيرة في سعيها لتقديم الإصدار التالي للإنترنت. في الخريف الماضي تم طرح Meta Quest Pro، سماعة الواقع الافتراضي الأكثر تقدمًا حتى الآن، والمصممة خصيصًا لتحفيز مستويات جديدة من الإبداع والتعاون في مكان العمل. ومع ذلك كان هناك قدر لا بأس به من التشكك. قد يتحدث الجميع عن الميتافيرس لكن ما زال الكثيرون يشعرون بعدم الوضوح بشأن ماهيته بالفعل. إن التقنيات الجديدة مثيرة لكنها قد تكون أيضًا مقلقة، وهناك تيار خفي مفهوم من الارتباك حول التغييرات، الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء، التي سيجلبها حتمًا إنترنت ثلاثي الأبعاد أكثر شمولًا. من أجل الحصول على فهم أفضل للمشاعر المختلطة المحيطة بالميتافيرس -وكيف يمكن أن تفيد مستقبل العمل-; كلفت ميتا مؤخرًا بإجراء استطلاع شارك فيه حوالي ألفي موظف و400 من قادة الأعمال في الشركات حول العالم. جاءت النتائج مبهرة؛ حيث يعتقد 66% أن تقنية الواقع الافتراضي سوف تساعد في بث روح الجماعة؛ ما يشير إلى أنه حتى لو لم يفهم البشر بشكل كامل الإمكانات الواعدة للميتافيرس فإنهم متحمسون للتغييرات داخل مقر العمل والتي ستصبح ممكنة بفضل هذه الأدوات الجديدة. لوضع هذه البيانات في السياق الصحيح ولتوفير فكرة عما يمكن توقعه في العام المقبل لجأنا إلى بعض قادة الفكر الأكثر نفوذًا في صناعتنا، وبعض أفضل العقول في فريق Metaworks، وهم الأفراد الذين سيكونون مسؤولين عن توفير الميتافيرس في جهات العمل حول العالم. أدناه ستجد أهم أربعة توقعات لعام 2023: حتى مع استمرار عودة الموظفين إلى مقر العمل يقدر الخبراء أن حوالي ثلث العاملين سيظلون يعملون عن بعد. وتعتمد العديد من الشركات (بما في ذلك ميتا) نهجًا هجينًا للعمل؛ ما يسمح للموظفين بالعمل من أي مكان يمكن أن يكونوا فيه أكثر فاعلية. هذا يشكل بعض التحديات لقادة الأعمال؛ إذ قال 19% فقط من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع إن مؤتمرات الفيديو تجعلهم يشعرون بحضور أكبر في الاجتماعات، ويعتقد 15% فقط أنها تؤدي إلى تعاون أكبر مع الزملاء. من جهته يقول برين هارينجتون؛ نائب رئيس ميتا لتجربة الأفراد “تحتاج الشركات إلى التفكير في التجارب الغامرة التي ستدعم الفرق الموزعة وتبني الثقافة والاتصال في بيئة افتراضية”. ومن المثير للاهتمام أن 69% من العاملين والقادة يقولون إنهم يرغبون في أن تكون الاجتماعات أكثر تفاعلًا وانغماسًا، ويعتقد 55% بأنه من الأسهل الانضمام إلى الاجتماعات الافتراضية عندما يكونون في حالة تنقل. وأضاف هارينجتون: “نصمم الميتافيرس بطريقة تسمح له بالعمل عبر الأسطح ثنائية وثلاثية الأبعاد؛ ليصبح قابلًا للتشغيل المتبادل عبر الأجهزة؛ من الهاتف المحمول وأجهزة سطح المكتب إلى الواقع الافتراضي، ويتواءم مع مجموعة من ظروف المستخدم، مثل: العمل في الميدان أو أثناء التنقل، ولا يمكن النظر إلى نظم العمل الحديثة باعتبارها مصممة بمقاسٍ واحدٍ يناسب الجميع. لن نتمكن من جني الفوائد الحقيقية للتقنيات الناشئة إلا عندما نصمم أنظمة تخدم وتمنح الأولوية لأنماط عمل مختلفة، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى الشمول”. وعلى ما يبدو يتفق العديد من المنتمين إلى القوى العاملة مع هذا الرأي: 66% من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الميتافيرس سوف يساعد في الحفاظ على الشعور بروح الجماعة الذي يأتي من التواجد في مقر العمل. كيف يستجيب القادة؟ يقترح جاكوب مورغان؛ مؤلف كتاب “ميزة خبرة الموظف”، أنهم يجب أن يتبنوا عقلية الطاهي. يقول مورغان: “يجب أن يوازن القادة بين عنصرين أساسيين بالنسب الصحيحة، وهما: العنصر البشري للتأكد من أن المنظمة تبقى بشرية وإنسانية، والتكنولوجيا باستخدام أدوات للتأكد من أن المنظمة يمكن أن تظل فعالة، ومنتجة، ومتصلة”. وجد بحثنا أن 83% من الموظفين يكونون أسعد عندما يشعرون بأنهم منخرطون في العمل، وأن 80% يكونون أكثر رضا في بيئة تعاونية. ستنعكس هذه الأنواع من المشاعر قريبًا على خطط الإنفاق في العديد من الشركات. يقول رايان كيرنز؛ نائب رئيس شركة البرمجيات Metaworks: “من خلال التضمين القوي لنظم العمل الهجين في خطط الشركات س,t نشهد للمرة الأولى انتقال ميزانيات الأجهزة المخصصة تقليديًا لأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى أجهزة الواقع الافتراضي”. وقال ما يقارب ثلاثة أرباع قادة الأعمال الذين شملهم الاستطلاع إنهم خصصوا تمويلًا لتقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز. في المتوسط خصص قادة الأعمال حوالي 15% من إجمالي ميزانياتهم التقنية للواقع الافتراضي والواقع المعزز، وقال 80% إنهم يتوقعون زيادة هذا الرقم خلال العامين المقبلين. من الآن وحتى عام 2028 س,t يشهد سوق تقنيات الواقع الممتد (XR) معدل نمو سنوي مركب بنسبة 63%، وفقًا لما ذكره علاء سعيد؛ مدير برنامج خدمات المحتوى الرقمي في شركة الاستشارات “فروست آند سوليفان”. يقول سعيد: “بالنسبة لعام 2023، على وجه التحديد، نتوقع أن تنتقل المزيد من الشركات من إثبات المفاهيم إلى النشر الكامل لتقنيات الواقع الممتد؛ لتعزيز كفاءة العمل وإثراء الاتصالات والتعاون”. يرى كيرنز في ذلك تأكيدًا ذا مغزى لوعد التكنولوجيا: “حتى الآن في الأيام الأولى للميتافيرس يمكن أن يكون الشعور بالتواجد الذي تحصل عليه من الواقع الافتراضي أفضل من محادثة الفيديو، وسوف يتحسن ذلك في السنوات القليلة المقبلة”. توفر التكنولوجيا، بالطبع، فرصًا جديدة للتعاون مع جعل العملية نفسها أكثر فعالية وإثارة. يقول كيرنز “بدءًا من الاجتماعات الديمقراطية التي يشارك فيها الجميع مباشرةً، بدءًا من المتجر وصولًا إلى المركز الرئيسي، أو عن طريق تمكين المصممين من التفاعل مع الصور المجسمة الفعلية في شكل ثلاثي الأبعاد بدلًا من ترك التعليقات النصية، فإن فرص الحصول على نقاط اتصال أكثر شمولًا وجاذبية لا حصر لها”، وأضاف: “حتى لو كان ذلك مجرد تقليل الإجهاد الناتج عن الفيديو عبر توفير وضع بديل للتعاون فسنرى المزيد من الميزات التي تجعل التعاون في الواقع الافتراضي أكثر إنتاجية وطبيعية عن ذي قبل”. الميتافيرس هو الجيل التالي من الطريقة التي نتواصل بها عبر الإنترنت، والتي تم تصميمها لتقديم تجارب ثلاثية الأبعاد عبر جميع الشاشات والأجهزة، وتوفير إحساس عميق بالتواجد الاجتماعي. يقول آش جافيري؛ نائب رئيس ميتا لشراكات مختبرات الواقع Reality Labs: “الحقيقة هي أن الشركات لديها قوى عاملة لا مركزية بشكل متزايد، والتكنولوجيا الموجودة اليوم لا تخاطب الحاجة إلى ذلك الاتصال البشري الذي يتيح أفضل تعاون وإنتاجية”. سيكون الميتافيرس -إذا تم بناؤه بشكل تعاوني- نظامًا بيئيًا مفتوحًا يتيح تجارب عميقة وغنية وغامرة يمكن الوصول إليها وقابلة للتشغيل البيني. تعد شراكة ميتا مع مايكروسوفت وAccenture مثالًا على ذلك؛ حيث تجمع بين منصة ميتا وأجهزة Meta Quest، ومجموعة إنتاجية مايكروسوفت، وخبرة Accenture العميقة في تنفيذ البرامج وتسليمها للمؤسسات على نطاق واسع؛ لتبدأ الشركات في تسخير قوة الواقع الافتراضي من أجل العمل. وأضاف جافيري: “في العام المقبل سنرى المزيد من الشركات تعقد شراكات لتقديم حلول في الواقع الافتراضي من شأنها أن تجعل فرقك تعمل بشكل أفضل من أي تقنية أخرى لديك اليوم. أؤكد لكم أن كل مؤسسة لديها شيء على الأقل إن لم يكن خمسة أو عشرة أشياء يمكن أن تكون أفضل بكثير إذا كانت ثلاثية الأبعاد”. الشركات التي ليست لديها تقنيات مثل: الواقع الافتراضي أو الواقع المختلط (MR) في خططها المستقبلية ستجد نفسها في وضع غير مواتٍ على المدى الطويل مقارنة بالمتبنين الأوائل. لكن لا تعتمد على كلامنا فقط: قال 64% من قادة الأعمال الذين شملهم الاستطلاع إنهم يشعرون بالفعل بأنهم متأخرون عن منافسيهم في التخطيط للميتافيرس، ويقول 53% إن هذه التقنيات ستعزز التوازن بين العمل والحياة للموظفين. وقالت كريستين تروديلا؛ نائبة رئيس ميتا لمبيعات الأعمال B2B لمختبرات الواقع “سوف تتنافس الشركات في قدرتها على إنشاء تجارب غامرة لدعم الموظفين وتمكين إمكانات جديدة”. في المراحل المبكرة من الميتافيرس ستتجه الشركات إلى الواقع الافتراضي والواقع المختلط لتعزيز الجوانب الحيوية من ثقافة وتعلم الشركة، مثل: الإعداد والتدريب؛ ما يجعلها أكثر إتاحة وقابلية للإدارة، وشمولية على نطاق واسع. وأضافت كريستين: “يعد التدريب الغامر مثالًا بسيطًا وفعالًا من حيث التكلفة ويوفر أيضًا تأثيرًا فعالًا وقيمة فورية، وقد يكون مكانًا جيدًا للبدء”. واستطردت: “من خلال الاعتماد على نقاط الدخول هذه وغيرها، مثل الفعاليات على مستوى الفريق أو التعاون الإبداعي، والتي لا يمكن تنفيذها عبر الفيديو، يمكن أن يكون عام 2023 هو العام الذي تبدأ فيه الشركات إدراك الإمكانات الحقيقية لاستثماراتها”. في الواقع يتوقع 72% من قادة الأعمال بأن يسمح لهم الميتافيرس بتوظيف المواهب من جميع أنحاء العالم. تقول كريستين إن المكاسب الأخرى تشمل زيادة الإنتاجية، واجتماعات الفرق الأكثر كفاءة، وشعورًا متزايدًا بالجماعية. اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: لماذا يبتعد المشاهير عن تويتر بعد استحواذ إيلون ماسك؟.. آراء متباينة ترتيب مواقع التواصل الاجتماعي عالميًا.. مجتمع افتراضي بامتياز مواقع التواصل الافتراضية.. المنصات الأشهر في عالم الأعمال أسرار نجاح مواقع التواصل الاجتماعي التواصل مع العملاء عبر منصات التواصل.. كيف يكون؟
مشاركة :